الداخل مفقود والخارج مولود: دليلك لمتاهة المعادي

هتجيب لغز من متاهة ميكي وتضيفه على خريطة وهتسمي عليها الشوارع بأسماء أرقام غير متسلسلة، شارع 9 جنبه شارع 77 متفرع منه شارع الخمسين، وتعملها كلها مياديين، وكل ميدان جنبه كشك ومحل ورد، تضرب كل ده في الخلاط يطلع لك منطقة هتسميها المعادي ..

المعادي الشقيقة مصممة في الأساس على إنها تبقى متاهة، دوائر مغلقة مالهاش نهاية، ميادين كتير أو “صواني” زي ما بيقولها سكان المعادي، جنب كل صينية محل ورد وكشك وعم عثمان البواب، ولما بتقرر تسأله “عايز أروح المكان الفلاني” ويوصف الطريق بتلاقي نفسك بعد نص ساعة لفيت ورجعت تاني عنده، تسألني ليه وازاي اقولك ماعرفش..

كل الميادين شبه بعض لدرجة إنك حاسس إنها اتصممت على برنامج الرسام واتاخدت كوبي بيست “نسخ ولزق” هي والكشك ومحل الورد.

مابتوصلش لأي مكان عايز تروحه بسهولة لازم تمر بأكشن كتير، علشان تمرنك على روح التحدي إنك هتوصل يعني هتوصل، استغاثات كتير بنسمعها من ناس تايهة في المعادي ومشاكل مش عارفين نحلها وواحدة من الشكاوي قيد بحثنا، بيقول مواطن عادي معروف عنه إنه حافظ الأماكن وكاسحها وماسحها جه قدام المعادي وانهارت كل خبرته فبيقول” كنت رايح مكان وفاضلي عليه 5 دقائق حسب كلام خرائط جوجل GPS، غفلت وسرحت شوية ودخلت شارع غلط، الظاهر إن الوالدة كانت داعية عليا لإن لقيت الخريطة بعد ما كانت كاتبه فاضل على المكان 5 دقائق لقيتها كاتبه فاضل 35 دقيقة، مع إني دخلت شارع غلط مش بلد غلط.. ومشيت الـ35 دقيقة ولحد دلوقتي مش فاهم حصل إيه بالظبط”

عارف لما تكون في علاقة سامة مش عارف تخرج منها علشان باقي على العشرة والذكريات الحلوة وفي نفس الوقت بتأذيك؟ هي دي علاقة معظم الناس بالمعادي وخصوصًا لو كانوا مش من سكانها، حاجة شبيهة بأغنية “هوصلك حتى لو عارف إني ممكن أموت” قصدي “اتوه” وأغنية “بنلف في دوايير والدنيا تلف بينا” والدواير هنا تعود على المياديين.

وعلشان ماتتوهش أكتر من كده هنقولك على بعض النصائح تنفعك علشان تعدي من المتاهة بسلام.

• مبدئيًا روح قبل معادك بساعتين على الأقل علشان تتوه براحتك، وتتجنب أي تأخير خصوصًا لو المعاد مهم، لإن بسبب التوهان ممكن تكره نفسك وتقرر تلغي المعاد وأنت متعلق في ميدان من الميادين.
• اختراع “خرائط جوجل” ممكن يبقى سلاح ذو حدين إما يوصلك بسرعة لو انت متمكن منه أو يسوحك لو لسه مبتدأ فيه فخلي بالك وأنت بتستخدمه لإن لحد دلوقتي المعادي مش مفهومة بالنسبة له ومش عارف يترجمها.

• اختار الصديق قبل الطريق، حكمة جميلة كنا بنسمعها أيام المدرسة ونشوفها مكتوبة على الحيطان، آن الأوان نطبقها، فلو أنت رايح مشوار ومش معاك أي وسيلة تستعين بيها اختار واحد من سكان المعادي القدام أوي.
• في فئة معينة عندها دراية أكتر من خرائط جوجل وهما سواقين المنطقة، سواء بتوع الميكروباصات والأتوبيسات أو سواقين التاكسي، وفي الغالب سواقين التاكسي بيبقوا مجموعة تبع المعادي بس ومش بيخرجوا براها، لإن أي سواق تاكسي تاني برا مش بيرضى يدخلها غير بشروط وقواعد معينة، ولو ماسألتهمش وقررت تسأل أي حد معدي فدي مانصحكش بيها إلا لو عملتله اختبار سريع وتسأله “ازاي المعادي موحدة الدول العربية” وأهم سؤال “بقالك كام سنة في المعادي” ولو لقيته أزيد من 15 سنة تقدر تسأله وأنت متطمن.

لو فشلت في كل ده ممكن ترجع لما قبل عصر التكنولوجيا وتمسك الدليل في إيدك وتتابع حركة النجوم والقمر في اتجاه نصف الكره الجنوبي لحد ما توصل بالسلامة.

المعادي في الغالب اتسمت كده لإنك هتتوه جواها كتير فهيفوتك معادك، لإنك هتقضي نص المشوار بتلف وترجع عند نفس النقطة وتسأل “أنا بشبه على المكان ده مش أنا كنت عنده من دقيقتين بالظبط؟” بطريقة تحسسك إن كل الشوارع ضدك.

نصيحة أخيرة نفضل إنك لو مش من سكانها تخلي المشاوير ليها في حدود ضيقة إلا لو حبيت تجرب روح التحدي وتبقى ناوي نية إنك تستقر وتبقى من السكان وتأجر شقة تحسبًا إنك لو دخلت المعادي وماعرفتش تخرج منها والموضوع طول.. وده لإن معروف عنها الداخل مفقود والخارج مولود.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: ممنوع الاقتراب أو التصوير: ليه البيت يوم الجمعة بيبقى منطقة ألغام؟