رقي ووقار في الأداء: مصطفى فهمي وبصمة درامية لا تنسى
ملقب بـ”الدنجوان” و”ابن الطبقة الاستقراطية” أو “البرنس” وبعض المعلومات السطحية والظاهرية التي أخذها الناس عنه ولكنه كان ممثل وفنان لمع في صمت وعلى درجة عالية من الثقافة والهدوء والرزانة حتى في أداءه.
بالرغم من بداية مسيرته الفنية كمصور عقب تخرجه من معهد السينما بالقاهرة منتصف السبعينيات، وقدم أول أدواره السينمائية كممثل في فيلم “أين عقلي”، وتلاه العديد من الأدوار السينمائية إلا أن مرحلة الراحل مصطفى فهمي كانت مختلفة في مجال الدراما التلفزيونية المصرية.
والتي بدأها بأهم الأعمال منذ أواخر السبعينيات، ولكن الانطلاقة الحقيقية على الشاشة الصغيرة كانت من مسلسل “دموع في عيون وقحة” الذي شارك فيه أمام الفنان عادل إمام، المسلسل المخاباراتي الذي طل علينا به بدور “إيزاك حاييم” أو “أبو داوود” الاسم الحركي له، وبرغم أداؤوه المميز إلا أنه قال في تصريح سابق له أنه اعتذر عنه ثلاث مرات قبل أن يشارك فيه تخوفًا من طبيعة الدور.
ومن بعده تتوالى الأعمال حتى يعود بانطلاقة جديدة من خلال دوره الاستثنائي مع يسرا في مسلسل “حياة الجوهري” بدور سيد غنيم؛ الأب والموظف الذي قتل طموحه علاقته بأسرته وبكل من حوله، لا مانع أن يغوص في طرقه الملتوية حتى يحصل على ما يريد.
وتخللت الفترة من التسعينيات حتى الألفينيات أعمال درامية أخرى مثل “البحث عن السعادة” و”أحلام البنات” و”مشوار إمرأة” وحتى وصلنا لأيقونة درامية أخرى والتي قدم فيها نموذج محتلف للأب عن سيد غينم وكانت في “قصة الأمس” بدور “أحمد الشيخ” الذي احترنا معه في حبه لـ”لزهرة أحمد الشيخ” كما ظلت طوال حياتها تطلق على نفسها حبًا وارتباطًا به، فقدم في الدراما نموذج مختلف للرجل وعلاقته بالمرأة عن التي روت في الدراما من قبل، جعل المشاهد يقف في حيرة أمام تصرفاته التي أحيانًا يلتمس لها الأعذار وأحيانًا ينقلب عليه بها، ونموذج لرجل آخر من الزمن الجميل جاء في مسلسل “حلاوة الدنيا” الذي ضحى بحبه وعاش طول حياته على ذكرى هذا الحب واحترامه.
مصطفى فهمي ما كان يميز أدواره هي الطلة التي كان يتمتع بها في مختلف الأدوار ولم أقصد المظهر الخارجي بل طلة الأداء فكانت طلة على قدر من الرقي والثقافة والوقار والهدوء.
آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: تكاثرت الأقاويل: هل عبد الغفور البرعي كان أب مثالي ولا سلبي؟