ميتافيرس: تطور تكنولوجي نسقفله ولا عزلة اجتماعية جديدة هنتجبر عليها؟

القصة بدأت وقت لما أعلن مارك زوكربيرج عن توظيف أكتر من 10000 مهندس علشان يساعدوا في تأسيس مشروع ضخم في الفترة اللي جاية، وبعدها بفترة لقيناه أعلن عن مشروع تكنولوجي جديد هيعمل ثورة في مستقبل التواصل بين البشر وهو ميتا فيرس، وده جيه بالتزامن مع تغيير عن اسم شركة فيس بوك لـ “ميتا” وحولها لمنصة زيها زيّ انستجرام وواتساب، بس المرة دي كلهم هيبقوا تحت سيطرة الشركة الأم اللي بيخطط مارك لإنشائها، واللي مبنية على فكرة محاكاة الواقع أو العالم الافتراضي، يعني الحياة هتبقى عاملة زيّ لعبة بس على أوسع، التطوير الجديد هيخليك تقابل ناس وتعيش في أماكن عمرك ما كنت تتخيل إنك تشوفها، لو عايز تحضر عيد ميلاد صاحبك في بلد تانية هتعمل كده، لو عايز تروح الجيم وتمارس رياضة هتقدر تعمل كده، لو عايز تروح الشركة وتحضر اجتماع برضه تقدر تعمل كده، لو عايز تخلق شخصيات من دماغك وتقعد معاها هتقدر تعمل كده، وكل ده وأنت لسه في مكانك ماتحركتش!

مشروع ميتا فيرس مش بس شركة فيس بوك اللي شغاله عليه، ده في أكتر من شركة مخصصين جزء كبير من استثماراتهم وشغالين على تطوير النسخ الخاصة بيهم من العوالم الافتراضية زيّ شركة مايكروسوفت وشركات الألعاب الإلكترونية، بس على حسب كلام مارك بيقول إننا محتاجين يبقى في دمج بين جهود كل الشركات دي علشان المشروع ينجج.

مانقدرش ننكر إن المشروع ده هيعمل نقلة كاملة في عالم الاتصال في السوشيال ميديا وإن كده كده دلوقتي أو بعدين هتحصل، لإن الفكرة “ميتا فيرس” أو المصطلح ده مظهرش بين يوم وليلة، لأ ده كان موجود بس في خيال المؤلفين في السينما والكتب، وأكبر دليل على ده رواية Snow Crush واللي تعتبر أول رواية ظهر فيها مصطلح الميتا فيرس سنة 1992، بس حتى لو الكلام ده كان في خيال المؤلفين بس دلوقتي هيبقى واقع ملموس بالنسبة لنا، هنعيشه وهنتعامل معاه، حتى لو ماتأقلمناش عليه في البداية ده مش هيمنع إن في وقت من الأوقات هتبقى دي شكل عيشتنا، زيّ وقت لما ظهر الانترنت والموبايل.

بس السؤال هنا بقى المشروع ده بالنسبة لنا المفروض يتسقفله ولا هو هيقى مجرد شكل جديد من أشكال العزلة الاجتماعية اللي هتنفرض علينا زيهّا زيّ الفيس بوك، بس المرة دي هتبقى أشبه بالعزلة الكاملة، لإن المشروع بيهدف لإنشاء عوالم افتراضية كاملة! هتقابل فيها ناس و العالم ده هيبقى أوسع من العالم بتاعنا يعني ممكن ماتحتاجش تعيش مع بشر تاني!

احنا كنا لسه بنشتكي إن السوشيال ميديا خلتنا نبقى ناس إنطوائين وبنعاني من الوحدة والاكتئاب، وهدمت تفاصيل حلوة كانت في حياتنا وهي إن الناس تتجمع وتشوف بعض وتشارك لحظاتها مع بعض، وبنكتفي برسالة  تتبعت وخلاص على الفيس بوك في مناسبة
أو حتى عزا!، طب ما بالك بقى لو المشروع ده فعلًا نجح وصحينا الصبح ولينا إنه بقى حقيقة وأمر مسلم به! تفتكروا شكل علاقاتنا مع بعض احنا كبشر هتبقى عاملة ازاي؟ هتختفي ونتحول كلنا لهولوجرامات وننسى خالص فكرة الوجود البشري في حياتنا وإننا نقابل ناس من لحم ودم مش مجرد ناس في خيالنا؟ ولا هيبقى بداية لعصر جديد ومرعب بتتحكم فيه شركات التقنية وتلغي فيها مشاعر البشر؟ وياترى هنبقى منزوعين الإرادة وبيتحكم في تفاصيل حياتنا وبنخسر علاقتنا الإنسانية تحت مسمى التكنولوجيا!

أخر كلمة:ماتفوتوش قراءة: الروبوت الدكتور: أول روبوت مصري قادر على تشخيص واكتشاف الأمراض

تعليقات
Loading...