علاقة الشرير بالسينما المصرية: من الكلاسيكية لأفلام المقاولات

السينما المصرية هي أقدم سينمات الشرق الأوسط ورائدة في الصناعة، اللي بدأت فيها بشكل محلي ما بين سنة 1907 و1917، وأظهرت هوليود الشرق الأوسط لينا في استخدام التقنيات السينمائية والاجتماعية المختلفة من بدايتها المبكرة. وفي الوقت اللي كانت السينما العالمية لسه محتارة ما بين السينما الناطقة والسينما الصامتة، كانت مصر بتعرض أول فيلم مصري ناطق هو “أولاد ذوات” سنة 1937.

وعلشان تاريخ السينما المصرية طويل وقديم، هنلاقي عندها وفرة من الأشرار الأيقونيين اللي ظهروا في فصولها المختلفة، وفضلت الشخصيات اللي رسموها ببراعة متفردة وأبدية في صفحات التاريخ.

يوسف وهبي: رائد السينما والمسرح والشرير الأبرز في السينما المصرية

الشرير في السينما المصرية
عن: alwafd

يوسف بك وهبي واحد من أهم رواد السينما المصرية، وفرقته المسرحية “مسرح رمسيس” كانت من أوائل الفرق المسرحية في الشرق الأوسط، وهو واحد من أول الناس اللي أنتجوا أفلام كمان. وهو اللي بدأ تيمة السينما المصرية في شكلها الكلاسيكي واللي استمرت لحد أواخر الخمسينات.

وعلشان يوسف بك واحد من رواد السينما الكلاسيكية، هتلاقي إن شخصيات الشرير اللي لعبها تمتاز بقدر من الكلاسيكية المسرحية والكاريزما الارستقراطية سواء في المعالجة الدرامية للشخصية أو في الأداء التمثيلي، وده يرجع لخلفيته في المسرح الكلاسيكي، وخلفيته الشخصية كواحد من عيلة ارستقراطية.

وكان من أهم أفلام يوسف وهبي اللي عمل فيها دور الشرير هو فيلم “سفير جهنم” واللي عمل فيه دور الشيطان، ورغم إن ممكن الفيلم والشخصيات ماتأثرش فينا النهارده، إلا إنه في وقتها كان فيلم رعب.

محمود المليجي: شرير الشاشة المصرية

لقبوه بشرير الشاشة المصرية بسبب براعته في أداء دور الشرير في السينما، ورغم إنه كان محصور في دور الشرير إلا إنه كان بيقنعنا دايمًا بفضل موهبته الفذة وملامح وشه المناسبة للدور مع قوة شخصيته. ولما عمل دور مختلف في فيلم “الأرض”، شخصية محمد أبو سويلم، الفلاح المصري الغلبان، فضلت شخصيته محفورة في وجدان المصريين، بالذات المشهد اللي بيتجر فيه وماسك في الأرض.

فريد شوقي: العملاق الشرير

عن: al-ain

لقبوه بوحش الشاشة، وملك الترسو، وأنتوني كوين مصر، والملك، ولعب دور الشرير في مجموعة كبيرة من أهم أفلام السينما المصرية زيّ “أمير الانتقام” و”حكم القوي” و”أشكي لمين” و”بعد الوداع”. أتميز شوقي في دور الشرير الفتوة اللي كان بيناسب ملامح وشه وجسمه الضخم، ولكن فضلت التيمة الفنية الأساسية لأعماله السينمائية يغلب عليها النمط السينمائي الكلاسيكي والارستقراطي.

وأتميز شوقي بقدرة على التلون في أدواره، وساب التيمة الكلاسيكية اللي أتبعتها السينما في الوقت ده علشان يعمل شخصية “الأسطى حسن” سنة 1952 في فيلم بنفس العنوان للمخرج صلاح أبو سيف، واللي كان رائد مدرسة السينما الواقعية في مصر، وقدر يقدم شوقي بشكل مختلف.

سعيد عبدالغني

سينما فترة السبعينات والتمانينات فيها قدر كبير من الابتذال، وفي ناس كتير بتسميها فترة أفلام المقاولات، والمصطلح ده بيُشير للأفلام اللي ميزانيتها منخفضة جداً، وهتلاحظ في أفلام الفترة دي، زيّ فيلم “حمام الملاطيلي“، إن هندسة الصوت سيئة.

وكان سعيد عبدالغني هو واحد من الممثلين اللي عملوا دور الشرير في أفلام كتير خلال الفترة دي، ورغم إن عبدالغني ممثل كويس إلا إن تيمة الكليشيه اللي سيطرت على السينما وقتها خلت معظم أدواره ضعيفة.

كتب طارق الشناوي بوست على الفيسبوك بعد وفاة عبدالغني وقال فيه: “سعيد عبدالغني غادرنا، فنان وصحفي كبير ظل محافظًا على مكانته، له ملامحه وأسلوبه الخاص لم يقلد أحد، ولم يطلب شيء، احترم تاريخه واحترمه الجمهور”.

ومن أهم أفلامه “رجل في سجن النساء” و”احنا بتوع الأتوبيس” و”امرأة في مهب الريح”، وعلى فكرة هو والد الفنان أحمد سعيد عبدالغني.

حمدي الوزير

بيقول حمدي الوزير عن دور الشرير إنه بيعشق شخصية الشرير لإنها شخصية مركبة، وقال إن دوره في فيلم “المغتصبون” كان من أكتر الأدوار اللي تعب في التحضير لها.

ورغم إن أعمال حمدي الوزير زيّ “قبضة الهلالي” و”مصيدة الذئاب” و”أبناء الشيطان” ظهرت في فترة سينما المقاولات، إلا إنه يظل واحد من أهم الممثلين اللي عملوا دور الشرير في السينما المصرية، ولسه عايش لحد النهارده في وجدان الأجيال الجديدة من خلال الميمز.

ويمكن سبب مهم من أسباب حضور شخصياته الشريرة في الذاكرة النهارده هو طبيعة الممثل اللي قدرت تقدم دور الشرير بطريقة كلاشيه بس تقدر تعيش ما بعد عصر سينما الكلاشيهات.

نعيمة الصغير

أمنا الغولة في فيلم “العفاريت” سنة 1990 وإعلان بسكويت الشمعدان، ونعيمة الصغير هي مثال على الممثلة الموهوبة اللي قدمت الشخصية الشريرة في زمن الكلاشيه السينمائي، ومنحت طابع شخصي لأدوارها اللي سيطرت عليها بشخصيتها، فخلت الشخصية الشريرة تطلع مخيفة في إطار كوميدي.

خالد الصاوي

فترة التسعينات وأوائل الألفينات كانت فترة مختلفة في السينما المصرية عن كل الفترات اللي قبل كده، وكان واحد من أهم صفات السينما وقتها هو محاولة الخروج من جو سينما المقاولات وتقديم حاجات جديدة ومختلفة.

وخالد الصاوي كواحد من أهم الممثلين اللي ظهروا في الفترة دي، ويعتبر ممثل عبقري وموهبة حقيقية، وله أدوار كتير مهمة ماتتنسيش. قدر الصاوي يلعب دور الشرير الـ cool في فيلم “ظرف طارق“سنة 2006، والدكتور الشرير في فيلم “كده رضا” سنة 2007، ونائب رئيس الجامعة الشرير في فيلم “الباشا تلميذ” سنة 2004، وقدر يلعب دور الطيب والشرير في نفس الشخصية في فيلم “الفيل الأزرق” سنة 2014 ببراعة.

سامي العدل

أما سامي العدل فملامح وشه الصارمة وصوته التخين خلوه مناسب جدًا لدور الشرير، فعمل دور رجل الأعمال الشرير القوي والانتهازي في فيلم “بلطية العايمة” سنة 2008، ودور حسب الله في مسلسل “ريا وسكينة” سنة 2005.

غسان مطر

الفنان الفلسطيني اللي أتعرف إنه أشهر شرير في السينما المصرية النهارده بسبب هيئته ونبرة صوته وبنيته الجسمانية. وحصره المخرجين في دور الشر، رغم إنه في الحقيقية إنسان طيب جدًا، زيّ ما قال لحزلقوم في فيلم “لا تراجع ولا استسلام”.

بدايات غسان مطر الفنية بدأت في السبعينات وأشتغل في السينما ما بين سوريا ولبنان ومصر، وعمل أفلام كتير أوي على مدار رحلته الفنية، ولكن فضل مطر حاضر في السينما المصرية لحد وقت وفاته سنة 2015.

وقدر يقدم نفسه للأجيال الجديدة كواحد من أهم أشرار فترة الألفينات، ومن أهم الأفلام اللي ظهر فيها غسان مطر في السينما المصرية فيلم “العبد الهارب” 2010، و”4 كوتشينة“، و”الجيل الرابع” سنة 2015.

لو تعرف أشرار تاني كان ليهم علامة مميزة في السينما المصرية قول لنا عنهم في الكومنتات، وقول لنا عن أكتر أشرار بتحبهم وبتحبهم ليه.

أخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: في ذكرى وفاتها: حكاية صالحة قاصين، أول ممثلة تقف على خشبة المسرح في مصر

تعليقات
Loading...