أقدر أضحكك وأقدر أبكيك: حكايات من حياة نجم الأراجوز محمود شكوكو

أخد أراجوز ولف كل محافظات مصر، غنى كل حاجة وغنى لكل الناس، اشتكى من البني آدمين للحيوانات، واشتكى من الحيوانات للبني آدمين، كان بيحب يوزع بهجة على اللي حوليه، أول المشاركين في مسرح العرائس في مصر.. وفي ذكرى ميلاد محمود شكوكو، تعالوا نفتكر حكايات من حياته ضحكتنا وبكتنا معاه.

اتولد في 1 مايو سنة 1912 في الدرب الأحمر، ورث مهنة النجارة عن والده، أجره كان قرشين ساغ في اليوم.. كان بيخلص شغله الصبح في ورشة النجارة وبليل كان بيغني في الأفراح الشعبية. عمل جهازه وعفش بيته لما أتجوز بنفسه واللي كان عبارة عن سرير وكنبتين وترابيزة وأربع كراسي ونملية.

وبعدها راح لعلي الكسار وبقى يغني المونولوجات بين فواصل المسرحيات مع سعاد مكاوي وثريا حلمي، ودي كانت النقطة الفاصلة في حياته، بعدها اتجه للتمثيل بعد ما اكتشفه المخرج نيازي مصطفى وقدمه في فيلم “حسن وحسن” وبعدها فيلم “شباك حبيبي” و”الأسطى حسن” و “جمال ودلال” و”السر في البير”و “عنتر ولبلب”، وارتبط اسمه بالفنان الكوميدي إسماعيل ياسين لإنهم كونوا مع بعض فرقة خاصة.

قدم خلال مسيرته الفنية فوق الـ100 عمل فني، و”عنتر ولبلب” واحد من أهم أفلامه الكوميدية اللي عملتها السينما المصرية، ماحققش النجاح الكافي في السينمات بس لما أتعرض على التلفيزيون عجب الناس ولسه لحد دلوقتي لما بيتعرض بيتعمل عليه ميمز.

كان له أسلوب في رمي الإفيه وستايل كمان في لبسه، كان دايمًا بيظهر على المسرح بالجلابية والعصاية والطاقية. حتى اسمه كان له حكاية؛ جده سماه به لإنه كان عنده مجموعة من الديوك وكان فيهم ديك مميز، كل ما كان يتشابك مع زمايله يطلق صيحة معينة “شكوكووو” ومن هنا اتسمى بالاسم ده، وبقى علامة مميزة له وأضاف لشخصيته شهرة.

حكايته مع إسرائيل

إسرائيل اعترضت على فيلم “عنتر ولبلب” .. تفتكروا ليه؟ في الأول كان اسمه “شمشون” وهو اسم يهودي وشخصية الاسم ده في الفيلم كانت سيئة وكل الناس بتكرها، فهددت إسرائيل وقتها إنها ترفع قضية دولية على الفيلم. ومش بس إسرائيل اللي اعترضت على الفيلم، كمان اليهود المصريين نفسهم والحاخام الأكبر لليهود، فوقتها اضطرت الشركة إنها تغير الاسم ل”عنتر ولبلب”.

حكايته مع أم كلثوم

من أشهر حواديت النجم الراحل مع أم كلثوم هي إن واحدة من حفلاتها كانت هتتلغي بسبب فشل في إصلاحات مسرح النيل، ووقتها كل الصحف اتكلمت عن إلغاء حفلة “كوكب الشرق” لإنه كان حدث مهم، بعدها ناس اقترحت عليها مساعدة شكوكو وإنه يدي لها مكانه في مسرح الأزبكية، وفعلًا راحت، وكان شكوكو في انتظارها ودهن أوضته في المسرح علشان تليق بها وتقدر تقعد فيها وتستريح بين الفقرات وجهز كل حاجة في المسرح، وقال لها “المسرح والعاملين تحت أمرك.. كل حاجة على سنجة عشرة”.

حكايته مع الأسرة المالكة

كان أول فنان مصري يركب عربية ماركة “بانتيلي” ووقتها ماكانش بيكربها غير اللوردات والسفراء والأمراء، فحقدوا عليه الأسرة المالكة وأصحاب الطبقات الأرستقراطية وأجبروه إنه يبيعها، ولما خرج بيها من الجمارك وقفوه وقالوا إن لون عربيتك “حمرا” واللون ده اللي بيركبه بس الملك فاروق وماينفعش أي حد من عامة الشعب يركبه.

العربية دي ارتبطت بقصة حب بينه وبين عائشة فهمي، كانت بتروح له العرض وتدفع تذاكر للخدم بتوعها علشان يخلوا المسرح كامل العدد، وساعات كانت بتدفع كل التذاكر والعرض يبقى لها لوحدها. قصة الحب دي عارضها كل الناس ومنهم طليقها “يوسف وهبي”، وكان اعتراضهم على الفروق الاجتماعية وإنها بنت عيلة أرستقراطية وهو كان من عيلة بسيطة. وللأسف القصة انتهت هنا.. وفي روايات بتقول إنهم اتجوزوا لشهور معدودة وبعدين اتطلقوا وفي روايات بتقول قصتهم ماتعدتش مشاعر الحب.

حكاية بسببها وقف طبع كروت باسمه

شكوكو كان متعود يطبع كروت باسمه كنوع من أنواع الدعاية، وفي مرة كان في رحلة وقدم الكارت بتاعه لرجل أعمال أتعرف عليه هناك، بس بعد مارجع لبيته لقى الشرطة بتقبض عليه. واكتشف بعد كده إن الراجل اللي أدى له الكارت كان تاجر مخدرات ولما قبضوا عليه لقوا كارت شكوكو معاه وعليه عنوانه. ومن بعدها قرر إنه يوقف طبع كروت باسمه، واللي عايز يوصل له كان بيروح للمتعهدين، وده بناءً على تقارير صحفية سنة 1985.

شكوكو والإنجليز

ابنه حكى إن المقاومة الشعبية كانت بتحارب الإنجليز، وكانوا محتاجين لزجاجات فاضية بكميات كبيرة يحطوا فيها مولوتوف، فعملوا تماثيل صغيرة لشكوكو باعتبار إنه كان من الشخصيات المحبوبة، وكانت بتتباع مقابل زجاجات فاضية، وبتوع الروبابيكيا كانوا بيمشوا في الشارع وينادوا “شكوكو بأزازة”.. يعني تماثيل شكوكو لها دور في مقاومة الاحتلال.

يوم حفل تخرج ابنه

سلطان ابنه حكى موقف أثر في والده جدًا وخلاه يبكي، قال”في حفل تخرجى، أصر والدي إنه يشارك في الحفلة ويقدم فقرة خاصة بنفسه يعبر بها عن فرحته بيا، ومسؤول الحفلة طلب مني أطلع أقدم الفقرة دي بالذات، ولما طلعت وقلت “أقدم لكم بابا”، اتفاجئت إنه كان في حالة بكاء شديدة ورا الكواليس، ودخل المسرح بظهره علشان ماحدش يشوفه وهو بيعيط، ولما هدي قدم الفقرة ببراعة، ولما سألته على السبب بعد الفقرة قالي أنا بكيت لإني شفت ابني في الحتة اللي ماقدرتش أوصل لها”.

وحكى سلطان موقف تاني وقال يوم وفاة جده، محمود شكوكو دفنه وبعدها أحيى فرح، ولما سألوه عملت كده ليه ووالدك لسه متوفي قال “ماقدرتش أكسر فرحتهم الناس كانت مستنياني.. دي حياتي الشخصية وهما مالهومش ذنب”.

شكوكو قدم أكتر من 600 ألف منولوج، مونولوجاته شكلّها بكاريزمته الخاصة، كاريزما خلته واحد من أهم نجوم المونولوج.. وشارلي شابلن العرب كانت أخر وصية له إنه يتدفن جنب جلابيته والطرطور والعصاية بتاعته.

أخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: هالة فؤاد: رحلة فنية قصيرة وقصة حب خسرها أحمد زكي

تعليقات
Loading...