ليك في قعدة البلكونة؟ دي استخدامات يومية للعرب عايشين بيها

عمرك خدت بالك احنا ليه بنحب البلكونات؟ بندلعها ونزوقها ونزرع فيها ورود ونعلق فيها زينة، حتى في البناء بيركزوا فيها وبيتفننوا، أهم معيار لشراء الشقة كان “في بلكونة ولا لأ” أو “هي البلكونة دي باصة على الشارع ولا لأ”. وقعدتها ليها مزاج لناس كتير، بكوباية شاي بالنعناع ساعة العصاري، ونسمة الهواء تحسسك إنك ملكت الدنيا، كانت دفا وونس، كنت تمد إيدك تبقى عند جارك. وبرغم إنه مع الوقت بدأت تفقد أهميتها بالنسبة للناس ومابقوش يقعدوا فيها زيّ زمان بسبب انشغال الحياة، بس في وقت كورونا رجعت تاني وبقوة كبديل للكافياهات والقهاوي، وبسبب حبها ده، جمعنا لكم استخدامات مختلفة للبلكونة بنعملها كل يوم، غير قعدتنا فيها.

ولو بصينا على تاريخ البلكونة، هنلاقي إنها نموذج مطور من المشربية، خصوصًا في مصر، وكانت المشربية وقتها بتعبر عن طراز معماري فريد في البناء، لحد ما حصل طفرة في شكل العمارة وبدأت تاخد أشكال تانية زيّ الشبابيك، وبعد كده قرر إسماعيل باشا إنه يخلي القاهرة “باريس الشرق” وبدأ يستعين بمهندسين معماريين من فرنسا وإنجلترا علشان يظهر القاهرة والإسكندرية بالشكل اللي يليق بهم، وخصوصًا للضيوف اللي هتييجي في افتتاح قناة السويس، وبدأنا نشوف ده في قصر عابدين ودار الأوبرا، ومن بعدها بدأ مفهوم البلكونات يقوى أكتر وبقى يتنفذ على بيوت أكتر، وبقينا نشوف البلكونات الواسعة، والبلكونات الداير ما يدور حوالين العمارة كلها، وبعدين بقى في بلكونة في كل أوضة، لحد ما بقت شيء مهم في حياة العرب لما الموضوع بدأ ينتشر.

ملقف للكراكيب

كراسي متكسرة وترابيزة عفى عليها الزمن، رجول الكنبة متخلعة، أطقم كاسات مالهاش مكان في المطبخ نحطها، دولاب صغير مالوش لزمة نحط فيه البصل والتوم، كورة متقطعة تلاقيها مرمية، وشنط فيها كتب المدرسة واللعب القديمة المتكسرة، كلها حاجات مالهاش لازمة بس لسه العائلات متمسكة بها كنوع من أنواع العشرة وجملتهم الشهيرة “لأ ده عفشي مارمهوش”. فلو لقيت أي حاجة مالهاش مكان في الشقة، البلكونة هتبقى هي ملجأها الوحيد.

موقع استراتيجي للخناقات

لو عايز تتخانق مع أي حد في الشارع، جارك مثلًا بس خايف لا يحصل خساير في الأرواح، تقدر تقف في البلكونة بكل ثقة وتتخانق وتزعق بعلو حسك وتفش غلك من غير ما يقرب لك. والفكرة دي جات لي وأنا بتفرج على مشهد لزينات صدقي وهي كل يوم بتصبح على عبد السلام النابلسي بحلة ملوخية على دماغه من كتر ماكانتش طايقاه، ده غير خناقات الستات اللي بتبقى من البلكونات كل واحدة بترمي الكلمتين من غير أي خساير في الأرواح أو شد في شعور بعض.

بتتابع أخبار العالم “رويترز”

شايف كل الناس اللي ماشية في الشارع؛ اللي رايح واللي جاي، واللي قاعد على القهوة، واللي بيتخانق مع اللي ماشي، والست اللي بتبيع الخضار، والعيال اللي بتلعب في الشارع كورة، وحالة زيّ دي بتبقى منتشرة أكتر في الأماكن الشعبية والقديمة لإن معظم البيوت بتبقى جنب بعضها والبلكونات برضه المسافة بينها مش كبيرة، فبنقعد نفتح حوارات مع الجيران ومع البقال اللي تحت البيت، وندخل في دايرة من النميمة مابتنتهيش بنعرف منها أخبار الشارع اللي احنا فيه واللي جنبنا ومين اتطلقت وليه ومين فلس امتى.

لأ أنت جوا ولا أنت برا

مناسبة جدًا للناس الإنطوائيين والبيتوتيين اللي مش بتحب تندمج مع الناس والزحمة، خصوصًا في الحر، ولا بتحب تتحرك من بيتها، أنت مش خارج ولا هتواجه العالم بس في نفس الوقت شايف كل حاجة بتحصل حواليك ومفتح كإنك قاعد مع الناس في الشارع، سامع حوارات وشايف خناقات وأنت في مكانك، يعني لا منك جوا مخنوق في البيت ولا منك برا في الشارع؛ لسه في مساحتك الآمنة ماطلعناكش منها، بس زحزحناها شوية من غير ما نضايقك.

جسر عبور بينك وبين شقتك لو نسيت المفتاح

لو في يوم نسيت المفتاح ومافيش حد في البيت ينجدك، تقدر تعدي من بلكونة الجيران لبلكونتك بس خلي بالك لازم تمضي تعهد على نفسك إنك المسؤول عن اللي هيحصل لإنه في نسبة مخاطرة. وساعات برضه بيستخدموها في نقل العفش عن طريق إنهم يجيبوا ونش قدام البلكونة ياخدها، بمنتهى السهولة ومن غير تعب للضهر وإهدار للصحة وأنت بتطلع الحاجة على السلم، أو ممكن أنت نفسك تطلع للشقة في الونش وتنط على البلكونة.

واتساب زمان

ملتقى رومانسي للحبيبة؛ لو اتنين مخطوبين وهو زارها في البيت لازم يقعدوا على البلكونة ياخدوا قعدتهم باعتباره مكان “مطرف”، وفي نفس الوقت كانت بتبقى حركة زمان لو جيت وقعدت تنادي على حبيبتك وتفضحها في نص الشارع أو تغني لها علشان تتصالحوا.. الكلام ده زمان..ها زمان. أو لو أنتوا جيران وفي بينكم مشاعر زيّ حب الطفولة كده، هتبقى البلكونة خروجتكم، وتستنوا لما كله ينام وكل واحد يخرج يقابل التاني فيها.

توصيل الطلبات للمنازل

سبت الغسيل تقدر تجيب منه كل اللي أنت عايزه من بتاع الخضار والفاكهة اللي بيعدي من تحت البيت، أو لو طالب حاجة من حد، بدل ما تنزل تاخدها منه تقدر تدلدل السبت من البلكونة وتاخدها منه.

وعلشان تعرفوا قد إيه الثقافات مختلفة حتى في قعدة البلكونة والتعامل معاها، في ست في إنجلترا كانوا عايزين يعملوا لها غرامة علشان بس نزلت السبت من البلكونة، متخيلين لو الغرامة دي اتطبقت عند العرب هيحصل إيه؟ مش بعيد نلاقي نص الستات محبوسة بتهمة “دلدلة السبت” من البلكونة، وده يبين لنا إن مفهوم العمارة انعكاس لفكر وثقافة وتقاليد مجتمع، ومش مجرد فن جميل هنشوفه بعنينا.

أخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: لصوص لكن ظرفاء: قصص مضحكة عن حوادث السرقة

تعليقات
Loading...