فين الإنسانية؟ قصة مروة محمد من فنانة لمشردة في الشارع

الحقيقة إن في قصص صعبة وقاسية ونماذج كتير في المجتمع اللي مآسيهم أكبر وأصعب من إننا نتكلم عنها في مقالة.. والمشكلة في القصص اللي من النوع ده، إننا مابنبقاش عارفين نحط اللوم على مين ونوجه غضبنا فين؟ مش عايزين نكون قاسيين أو بنحكم على الناس وإحنا مش في مكانهم، لكن في نفس الوقت في قصص بتبقى أكبر وأبشع من إن العقل البشري يستوعبها.. زيّ إن الناس تسيب معارفهم وأصحابهم مشردين من غير بيت يأويهم من أي خطر.

من كام يوم، اكتشفنا إن مروة محمد، اللي كانت فنانة بتاخد أدوار صامتة في بعد المسلسلات القديمة زيّ مسلسل عائلة الحاج متولي وأدوار بسيطة تانية، تحولت لمشردة وعايشة في الشارع بقالها أكتر من سنتين.. واللي حصل علشان يوصل بنت من التمثيل والفن لواحدة عايشة في الشارع من غير مأوى، لحد النهارده محدش يعرفه.. بس أكيد من الأسئلة الأولية اللي هتيجي في دماغ أي حد.. فين أهلها وصحابها؟ إزاي لمدة طويلة زيّ دي محدش ساعدها.. هل الفقر والظروف الصعبة مبرر لترك فرد من عيلتك شريد في الشوارع وعرضة في أي وقت إن حد يتهجم أو يعتدي عليه.. خصوصًا لما تكون بنت؟ تكثرت الأقاويل عن سبب تشردها ففي اللي قال إنها أصيبت بصدمة نفسية بعد وفاة والديها وفي اللي قال إنها مضطربة نفسيًا، ولكن السبب الرئيسي والحقيقي غير مؤكد.

والحقيقة إن أحد البرامج عملوا لقاء هاتفي مع أخوها علشان يفهموا اللي حصل، وقال الأخ إنها بقالها سنتين دلوقتي في الشارع، وإنه بيروح يبص عليها من وقت للتاني لإن مفيش مكان يقعدها فيه نظرًا للظروف الصعبة اللي بيمر بيها كتير من الناس.. وقال “أنا عملتلها مشمع تحت شجرة لأني مش قادر أوفر ليها سكن، أنا على قد حالي وكان معايا توك توك واتسرق ودلوقتي أنا شغال على توك توك بتاع حد.. وساكن في أوضتين بالإيجار مع زوجتي وعيالي.. ومفيش مكان أوديها فيه”.. ولما سألت المذيعة عن بقية الأهل، فالأم والأب متوفين وبالنسبة لباقي العائلة كان رده “محدش بيدور على حد”.. الأخ متزوج وعنده أطفال عايشين في أوضتين إيجار، ولكن على حد كلامه “الناس في البلد بتخاف منها” وإن أولاده هيخافوا منها لو جت قعدت معاهم. وده سبب من أسباب إنها من سنتين ولحد دلوقتي لسه مشردة وقاعدة في الشارع.. وقال الأخ إنه بيدورلها على مكان، ولكنه مفيش في إيده حاجة يعملها والظروف صعبة.. ولإن إحنا مش في مكانهم، فمانقدرش نحكم على الأخ إنه مقصر.. بس هل طبيعي إن ده يحصل، هل الحقيقة اللي البعض بيعشها، فعلًا بالقسوة دي؟

وبعد اللقاء وتسليط الضوء على المشكلة، تبنت مؤسسة “معانا نبني لإنقاذ حياة إنسان” حالة الفنانة مروة محمد، وأكدوا إنهم هيبحثوا عن عنوانها الصح علشان يوصلولها ويقدمولها المساعدة.. ولكن السؤال هنا، إيه اللي كان هيحصلها لو ماكنش الإعلام خد باله وسلط الضوء على قصتها؟ هل كانت هتفضل عايشة في الشارع لآخر حياتها؟ هل الظروف الصعبة مبرر لإن أفراد العيلة يسيبوا بعض يعانوا في ظروف بالقسوة دي؟ ولا مش من حقنا نطرح سؤال زيّ ده لإن الحكم عليهم مشكلة أكبر.. لإن بقى كتير يصدر أحكام ولوم على الآخرين من غير ما يعيش ظروفهم؟ أخد جانب حد على حساب التاني هيكون صعب وممكن كمان يكون مش منصف.. ولكن من الأكيد، إنه من عدم الآدمية إن بنت تبقى عايشة مشردة في الشارع وعرضة لكل المخاطر والأمراض اللي في الدنيا.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: “المشردين مش بس اللي معندهمش بيت.. إمتى بيُعتبر حد إنه مشرد وإزاي نقدر نساعد؟“.

تعليقات
Loading...