علاقات شافية: ازاي نقدر نحافظ على وجود الناس اللي بنحبها في حياتنا؟

مفيش أحلى من العلاقات الإنسانية.. من صدفة تحول شخص ما من غريب، لواحد من أهم الناس في حياتك. أصحابنا وشركاء الحياة، هما اللي بيخلوا للدنيا معنى، وبيحسسوك إن الحياة فعلًا تستحق إنها تتعاش. بدون مبالغة، العلاقات الإنسانية من أساسيات الحياة، ومن أهم الحاجات اللي بتديلك دافعة لقدام، علشان تقوم بحاجات كتير. ولكن العلاقات دي علشان تدوم، بيكون في دور من جانبنا لازم نعمله.. وعلى أكمل وجه. لإن العلاقات زيّها زيّ أي حاجة تانية، بتحتاج إنها تتغذى وتتراعى علشان تكبر.

للأسف كتير من الأوقات بنقع في فخ “الاطمئنان الزائد والسلبي” من فكرة إن احنا ضمنا شخص. طالما هو بقى في حياتنا، يبقى خلاص مش هيقدر يسيبنا مهما عملنا ومهما أهملناه. وده اللي بيتسمى بـ taking people for granted، أو إنك تاخد شخص من المسلمات. إنك تيجي على بعض الأشخاص باعتبار إنك متأكد إنه هيستحمل وهيعدي، خصوصًا لو من طابعته إنه يفوتلك. وطبيعي إن الصداقات والعلاقات الإنسانية بيحصل فيها بعض المشاكل، وبيبقى لازم نعدي لبعض علشان الدنيا تمشي. ولكن إن يكون ده “النمط” والسلوك العام، ساعتها بيبقى شيء تاني.

مهما كان الناس اللي حولينا بيحبونا، لازم نعرف إن لكل شخص -مهما كان متسامح- بيبقى له أخر. وإنه مش هيفضل العمر كله يتحمل الضغط والأذى لمجرد بس إنه بيحبك. لإن الحب عبارة عن رصيد، وبيخلص. فلو فضلت تأذي شخص في حياتك وماتديلوش اهتمام من حين لآخر، رصيد حبك عنده هيخلص، وهتتفاجيء وقتها بسهولة إنه يفتح الباب ويمشي من غير ما يبص وراه. -طبعًا احنا بنتكلم عن الأشخاص اللي عندهم احتياجات طبيعية، لكن لو ناس مش بترضى بأي حاجة بتعملها دي هتبقى قضية تانية-.

علشان كده، لازم من وقت للتاني نراجع نفسنا وتصرفاتنا مع الآخرين. ونشوف هل بنديهم الحب والاهتمام اللي هما يستحقوه ولا لأ؟ وهل بنظهر لهم المشاعر دي؟ مهما كانت العلاقة طويلة والعشرة موجودة، لازم كل فترة تعبر للي حوليك عن حبك ليهم وتقديرك لوجودهم في حياتك. وإظهار ده مالوش صورة معينة، ولكن كل شخص له لغته الخاصة في الحب. في اللي بيقول كلام وفي اللي بيجيب هدية، وفي اللي بيعمل حاجات تانية.. بس المهم إن الرسالة توصل لهم.

عن: CDN

لازم ننتبه للي قدامنا ونسمع احتياجاته مننا. ساعات الثقة الزايدة وشعور إنك ضمنت شخص ما، بيخليك ماتسمعش أو ماتستوعبش صديقك لما يقول لك على حاجة بتضايقه وبتجرحه لما أنت بتعملها معاه. بتاخد الموضوع باستخفاف، ومابتدركش إن دي حاجة فعلًا ممكن تنهي علاقتكم ببعض أو على الأقل تبعدكم.. لإنك مش راضي تسمعه أو تفهم مشكلته معاك، ومش راضي تتغير.

مش عيب أبدًا إن الواحد يراجع عيوبه ويعرف إيه اللي بيضايق الناس منه علشان يبطله. الموضوع مابيكونش سهل، ولكن على الأقل المحاولة والشغل على نفسك بيدي اللي قدامك إحساس إنك مهتم وواخده على محمل الجد. لما صاحبك يقول لك أنت متغير معايا، ماتبقاش dismissive وتتفه من كلامه أو تنفيه. طالما هو حاسس بده وكان مهتم كفاية إنه يقولك، يبقى هو كمان يستاهل منك إنك تستفسر عن أسباب إحساسه بده وإنك تخلي بالك أكتر.

حاجة مهمة لازم تبقى في حساباتنا، هو مبدأ احنا بندي للي قدامنا زيّ ما بيدينا ولا لأ؟ هل هو شايف جهد في علاقتكم، ولا هو اللي بيقوم بمعظم الحاجات؟ طبعًا العلاقات مختلفة ومالهاش كاتالوج معين متقسم فيه مين يعمل إيه.. ولا هنعد على بعض مين اتصل آخر مرة ومين اللي سأل المرة اللي فاتت.

ولكن لازم يكون الطرفين حاسين إن العلاقة دي two ways. إن أنتم الاتنين مهتمين وبتبذلوا مجهود. علشان لو صاحبك مثلًا هو اللي دايمًا بيتكلم، هو اللي دايمًا بيجيلك، وهو اللي على طول بيحاول يحافظ على العلاقة، من غير مايشوف أي مجهود في المقابل منك، هييجي عليه وقت وهيتعب، وهيحس إنه مش متقدر.. مهما كان عارف إنك بتحبه. لإن أحيانًا المعرفة مابتكونش كفاية، لازم التصرفات تعكس الحب ده.

من المهم كمان إن ماتكونش العلاقة كلها قائمة عليك أنت بس.. مشاكلك، شغلك، مناسباتك، من غير ما يكون للطرف التاني مكان يكفي إنه هو كمان يشاركك حياته. العلاقات الإنسانية كلها مبنية على “هات وخد”. ماينفعش طرف يدي بس ومايخدش، ولا ينفع العكس. لازم تكون بتسمع للطرف التاني وبتهتم بمشاكله وحياته، زيّ ما هو بيعمل معاك.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: “حاجات بنشوفها عادية بس لازم ناخد لها موافقة قبل الإقدام عليها مع الآخرين” …

تعليقات
Loading...