طالبة العريش.. سواء قتل أو انتحار فالنتيجة واحدة

مشادة كلامية بين طالبة تدعى “شروق” تدرس بالسنة الأولى بكلية الطب البيطري جامعة العريش وزميلة لها تدعى “نيره” مقيمة معها في سكن الطالبات، شروق قررت أن تنتقم على طريقتها مما جعلها تفكر في حيلة لتبتز بها نيره.

فأقدمت على التقاط بعض الصور لنيره خلسة بدون علمها أثناء الاستحمام في دورة المياه، وأرسلتها لزميل ثالث، ومن ثم بدأ الابتزاز بإنشاء مجموعة على “واتساب” لتهديدها بمشاركة الصور مع طلاب آخرين خلال الأيام القليلة القادمة، الأمر الذي وصل بهم لعمل ما يشبه الاستفتاء على الجروب “ننزل الصور؟” مما جعلها تقدم اعتذار علني لهم.

اعتذار نيره المتكرر الذي وصل لحد التذلل يبدو وأنه لم يشفع لها، فبعد أيام معدود ذهبت للمستشفى مصابة باضطراب في الوعي وهبوط حاد في الدورة الدموية، ونبضها ضعيف ناتج عن تناولها مادة مجهولة، ومن ثم فارقت الحياة..

بغض النظر عن التحقيقات المستمرة للكشف عن سبب الوفاة إذا كانت انتحار بسبب ما تعرضت له نفسيًا وخوفها من نشر الصور وخوفها على أهلها قبل نفسها، أم هناك شبهه جنائية ومحاولة قتل بأيادي المشبه فيهم عن طريق تناولها مادة سامة في العصير، وبغض النظر عن بيانات الجامعة التي اهتمت بإظهار أن البنت لم تتقدم بشكوى، فالنتيجة واحدة نيره لم تعد موجودة بعد الآن سواء قتلت أو انتحرت فالنتيجة أصبحت واحدة والسبب الأساسي هو الابتزاز الإلكتروني، الذي أصبح مثل وباء إلكتروني جديد يضاف ضمن أوبئة عالم الفضاء الإلكتروني وتضاف لاسمه ضحية جديدة بعد بسنت خالد وغيرها.

فإذا نظرنا لبعض الإحصائيات في وطننا العربي، نجد أن العراق سجلت وفق إحصائية كشفت عنها مديرية الشرطة المجتمعية في وزارة الداخلية، عن 1950 حالة ابتزاز إلكتروني معظم ضحاياه من النساء، من بينهن فتيات في سن المراهقة وأطفال دون سن 14 عامًا، وفي لبنان ظهرت إحصائية من أن الابتزاز “ترك آثاره السلبية على الفتيات اللواتي يقعن ضحيته حيث إن 12% من الضحايا تبقى التأثيرات مواكبة لحياتهن لوقت طويل.

وفي اليمن وفقًا لمنظمة “يوديت” وهي منصة يمنية تقنية تدافع عن الأمن الرقمي والخصوصية،  أنهم يستقبلون في من 15 إلى 20 حالة ابتزاز يوميًا في اليمن، وهناك حالات لا تبلغ من الأساس، وفي مصر كشفت مبادرة “قاوم” وهي إحدى المبادرات التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي وتجارب الابتزاز أنهم يتلقون 700 بلاغ يوميًا، وقد تزيد الحالات إلى 1000 حالة يوميًا حسب مؤسس المبادرة.. والبقية تأتي ولذلك فالقضية ليست قضية قتل أم انتحار فقط.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: بتطور الأزمنة والتكنولوجيا .. لماذا نقع في فخ الأخبار المزيفة؟

تعليقات
Loading...