صلاح جاهين: متعدد المواهب وآسر القلوب برباعياته

“خرج ابن آدم من العدم قلت: ياه.. رجع ابن آدم للعدم قلت: ياه.. تراب بيحيا وحي بيصير تراب.. الأصل هو الموت ولا الحياة؟ عجبي!”.

النهارده بيصادف ذكرى وفاة صلاح جاهين، فيلسوف البُسطاء وشاعر القمر والطين وأمير شعراء العامية، اسمه مرتبط بأشهر الأعمال اللي خُلدت في التاريخ المصري والعربي.

كان متعدد المواهب، وقال عنه الكاتب محمد البغدادي: “إنه معمل الفنون، هو ليس فقط فنانًا شاملًا لكنه كتلة من الإبداع تتحرك على قدمين، يرى ويرصد ويشاهد أكثر مما نشاهد، لذلك تجد لديه تلك القدرة على العطاء والفن والإبداع في مجالات متعددة، فهو شاعر ورسام كاريكاتير وكاتب سيناريو ومسرحي وشاعر غنائي وممثل ومؤسس مدرسة الكاريكاتير المصرية والعربية”.

جاهين كتب لأهم الأعمال الفنية؛ خلي بالك من زوزو، شفيقة ومتولي، الفوازير لشيريهان، عودة الابن الضال. وقصائده الوطنية اللي سمعناها بصوت عبد الحليم وهزت وجدانا من 40 سنة، ولسه لما نسمعها بتملى قلوبنا حماس ووطنية؛ زيّ يا أهلًا بالمعارك، ناصر يا حرية، بالأحضان، احنا الشعب. ووثق واحدة من أشهر المجازر اللي ارتكبت ضد الإنسانية، مذبحة مدرسة بحر البقر، وكتب لها: “الدرس انتهى لموا الكراريس بالدم اللى على ورقهم سال.. في قصر الأمم المتحدة.. مسابقة لرسوم الأطفال.. إيه رأيك في البقع الحمرا.. يا ضمير العالم يا عزيزي.. دي لطفلة مصرية سمرا..كانت من أشطر تلاميذي”.

هتفضل رباعيات صلاح هي الأشهر والأهم في تاريخ جاهين، كانت تدخل القلب على طول، حققت وقت توزيعها أرقام خرافية في دور النشر، كتب فيها عن الحب والحياة والموت والأمل والاكتئاب والوطن، مشاعر كلها كانت متناقضة، جمعها كلها “الضاحك الباكي” في كتاباته، ودخل بها وجدان الشعب بتكوينها اللي كان ما بين السخرية والعمق وبين الفلسفة والإبداع، تسمعها دلوقتي ماتستغربهاش أو تحسها جديدة على ودانك، تقول أنا عشتها من قبل ما أسمعها.

عامية أشعاره مش بس كان هدفها إنها توصل لكل الناس من المتعلمين وغير المتعلمين، كمان كان عايز يوصل بها رسالة إن العامية تقدر تعبر عن الفن بشكل راقي زي الفصحى بالظبط.

“لا تجبر الإنسان ولا تخيّره.. يكفيه ما فيه من عقل بيحيّره.. اللي النهارده بيطلبه ويشتهيه.. هو اللي بكرة حيشتهي يغيّره.. وعجبي!”.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: حياة الفهد: تاريخ طويل من الفن وإثارة الجدل

تعليقات
Loading...