سليم: أول فيلم أردني لمعالجة التبعات النفسية للأطفال من أهوال الحروب

اختارت المخرجة الأردنية سنثيا مدانات الرسوم المتحركة لتكون علاجًا نفسيًا للأطفال المتضررين من الحروب، وما خفي من آثار وويلات وندوب وغصات في القلب، تركتها أهوال الحرب، فكرة طرأت على مخيلتها قبل 5 أعوام، ولكن تم الإعلان عنها بالتزامن مع عملية طوفان الأقصى.

فجاء فيلم “سليم” بمدة لا تتجاوز ساعة ونصف، يحكي قصة طفل يحمل الاسم ذاته، والبيئة التي يحاكيها هي بلاد الشام ويعكس خليط ثقافاتها، سليم فقد والده في أحد الحروب، واضطر بعدها إلى ترك بلاده والانتقال للعيش في مكان آخر، ومن وقتها وهو يعاني من كوابيس أرقت نومه على إثر هذه المأساة، بسبب ذكريات صعبة عاشها خلال فترة الحرب، فحاول الفيلم التركيز على الفهم النفسي لما يدور في أفكار الأطفال ممن هم بعمر سليم، وصراعاتهم الداخلية وما يواجهوه.

الفيلم عرض في مهرجانات دولية، وتم ترشيحه للعديد من الجوائز، أهمها مهرجان آنسي للرسوم المتحركة بفرنسا، وهو أهم مهرجانات الرسوم المتحركة في العالم، وحصل على جائزة بمهرجان cartoon on the bay في إيطاليا كأفضل موسيقى تصويرية، بالإضافة إلى جائزة الجمهور من مهرجان الطفل الأردني.

يمكن أن نعتبر أن الفيلم وقت الإعلان عنه جاء بمثابة إسقاط على ما يحدث بالأطفال في غزة، والأزمة الإنسانية التي سقطوا فيها من جوع وتشريد وقتل وسلب لمعاني الطفولة، ولكن ربما لم يكفيهم فيلم “سليم” وحده، فحجم الدمار الذي حل في نفوس الأطفال وبعد استيعابهم لحجم ما فقدوه ربما يحتاج إلى ألفي سليم ليعالج ما تعرض له أطفال القطاع الفلسطيني.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: بين التيمة الشعبية والتراجيدية: مسلسلات ننتظرها في رمضان 2024

تعليقات
Loading...