من زيارتنا ل “حتا” في دبي: مغامرات جديدة وسط الطبيعة الساحرة

من أسبوعين جت لي فرصة الاختيار بين السفر إلى الولايات المتحدة، واشنطن العاصمة، أو إلى الإمارات العربية المتحدة، دبي. ولإنها أول مرة أزور فيها البلدين، ولإن الاختيارين بينطلقوا في اتجاهين متناقضين تمامًا، أو ده اللي كنت فاكره في البداية، اخترت أروح الولايات المتحدة.

لكن لا تجري الرياح بما تشتهي السفن! وماقدرتش أروح واشنطن ولقيت نفسي مخير بين دبي أو القعدة في البيت، ولإني دايمًا هختار أي حاجة غير القعدة في البيت، قررت آخد شنطتي الصغيرة وطيران على دبي.

لحد لحظة وصولي لمطار دبي ماكنتش متحمس أوي، لإني كنت دايمًا شايف دبي من برا، مكان شديد الحداثة ويفتقد للعنصر الطبيعي العاطفي اللي بيمنح المدن القديمة الروح والأصالة، وقد إيه كنت غلطان!

بالتأكيد المطار الضخم والفخم بأضوائه العملاقة وتكنولوجياته المبهرة، هيجبرك تحس بشموخ الحداثة من أول لحظة، ولكن بعد حوالي ساعة وتلت من المطار، وصلت لـ”حتا” التابعة لإمارة دبي، وهناك وقفت مبهور بشيء يناقض تمامًا اللي أبهرني في المطار.

زيّ كل حاجة هتشوفها في دبي تقريبًا، كان فندق “حصن حتا” من أول بوابته البسيطة بيوحي بالفخامة والثراء، تهذيب ولطافة العاملين على مكتب الاستقبال شيء عادي، أما الشيء اللي ماكانش عادي هو اللي شوفته بعد حدود مكتب الاستقبال.

حتا دبي

بتمتد غرف الضيوف على صف واحد في دور واحد، قصاد كل غرفة شجرة ورد بيخترق جذعها السقف الخشبي اللي بيضلل المساحة اللي قصاد الغرفة، وبتعرش ورودها الحمراء والبيضاء على السقف. أما الناحية التانية من الغرف، فبيمتد جبل صخري شامخ مزروع بالشجيرات التقليدية للمنطقة، فبيكون أول منظر تشوفه لما تطلع من الأوضة هو التصميم الرائع للمبنى، اللي بيحترم حدود الطبيعة وبيحتضنها.

المنطقة بالكامل متحاوطة بالجبال من كل ناحية، وأجزاء كبيرة من الجبال دي مفروشة بالشجر الأخضر التقليدي، ومن الواضح إن المصممين بذلوا مجهود جبار علشان يطلعوا بالتصميم الجميل اللي يخليك تحس إن مباني المنطقة جزء ممتد من الطبيعة اللي حواليها، سواء بأشجارها التقليدية القاسية أو بأشجار الورد الرقيقة أو حتى بصخور جبالها الغامقة.

مطعم “Jeema جيما” الموجود في الفندق، بيقدم قائمة من الطعام الهندي والخليجي والغربي ممتازة، والشيفات شطار جدًا، ورغم إني كنت هموت من الجوع في أول ليلة وطلبت فراخ مشوية مطبوخة ببطء، وأخدت وقت طويل جدًا على ما جهزت، كنت فعلًا خلاص هموت من الجوع، إلا إن الإنتظار كان يستاهل الطبق التحفة اللي الشيف قدمهولي.

غرفة الفندق المبنية على الطريقة التقليدية للمنطقة من الحجر، ومسقوفة بالخشب، واسعة جدًا ومريحة، بس دي حاجة عادية برضه، لكن الممتاز بجد كان الهدوء التام اللي ملازم أجواء الفندق طول الوقت، هتنام من غير ما تسمع همسة حواليك، وده بفضل تصميم الفندق العبقري اللي حاطط الغرف بعيد عن الأماكن اللي فيها تجمعات الضيوف.

رغم إني كنت مرهق جدًا من السفر ونمت الساعة 12 بالليل، صحيت الساعة 6 الصبح لقيت إني نسيت الستاير مفتوحة، وشوفت منظر خيالي للشمس بتشرف من ورا الجبل وأشجاره، وقمت أشرب القهوة وأتفرج على المنظر الجميل ده.

أخدنا العربيات بعد الفطار وطلعنا على مركز تجديف اسمه “حتا كاياك”، المكان حوالي خمس دقايق من الفندق، وهو عبارة عن وادي بين الجبال بتتجمع فيه مياه الأمطار والسيول وبيوصل عمق المياه فيه 25 متر، وتقدر تختار بين أنواع مختلفة من المراكب علشان تاخد واحد وتدخل تجدف به في البحيرة.

حتا كاياك

التجديف سهل جدًا وخفيف، وعلشان كده من السهل إنك تاخد المركب وتستكشف جوانب البحيرة وتتفرج على الطيور بتعوم على سطحها وبتغطس علشان تصطاد، بس خد بالك لو بتتعب ماتبعدش كتير، بس ما تقلقش، حتى لو بعدت كتير ولقيت نفسك مش قادر تجدف، مراكب الإنقاذ رايحة جاية طول الوقت وهيسحبك واحد منهم للشاطئ على طول، زي ما حصل معايا!

بعد ما خلصنا طلعنا على “حتا وادي هاب”، واستمتعنا بأنشطة مختلفة من رمي السهام بالقوس ورمي الفأس للتسلق وغيرها، ولكن أكتر حاجة كانت مختلفة بالنسبة لي هي تجربة الهبوط بالحبل “ZipLine”. اتربطت بأحزمة ونزلت من فوق الجبل طيران وأنا متعلق بحبل، كانت تجربة مرعبة، بس ضخة الأدرينالين والمنظر اللي شفته وأنا متعلق فوق الجبل خلاني كررتها مرتين، ولو جتلي الفرصة هكررها تاني.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: في اليوم العالمي للمغامرة: 5 أماكن للتنزه في الطبيعة حول الوطن العربي

تعليقات
Loading...