بالصوت والصورة: أعمال فنية وثقت الذكريات مع ستوديو الأهرام

بقرار من اليونانيين أفابخلوس أفراموسيس وباريس بيلفيس لتأسيسه في الأربعينات خلال الحرب العالمية الثانية، أصبح بعد ذلك واحد من أقدم وأعرق استوديوهات السينما في مصر، جميع معداته السينمائية تم تصنيعها في مصر وامتد على مساحة تبلغ 27 ألف متر مربع، ليخلق فيما بعد ما يعادل 80 عامًا من التاريخ الفني والسينمائي والدرامي بين أحضانه ومعه تكون جزء من ذاكرة الشعب المصري والعربي، فماذا عن الأعمال التي وثقت معه الذكريات بالصوت والصورة؟

عائلة زيزي

نبدأ الذكريات مع فيلم عائلة زيزي، في المشهد الشهير الذي أراد فيه فؤاد المهندس التنكر مع أخوه أحمد رمزي لدخول الاستوديو من أجل مراقبة أختهم سعاد حسني (سناء) نجمة السينما ومراقبة مشاهدها، والنقطة الفاصلة والمريبة عندما قرر المهندس سبعاوي طه أن يتنكر لدخوله في الاستوديو فسمي نفسه (تمنياوي طه).

الأهرام لم يكن الاستوديو الوحيد الذي تم تصوير العمل فيه، ولكن انطبع في أذهان الناس المشهد الأيقوني الذي انتهى بضربهم في الأهرام.

ليالي الحلمية

بأجزائه المختلفة، استضاف الاستوديو المسلسل الذي يروي رحلة تطور تاريخ مصر من خلال عائلة سيلمان البدري المتمثلة في أجواء القصور وعائلة سيلمان غانم وأجواء الحارة المصرية والشوارع والأزقة والقهاوي والمشربيات والمحلات البسيطة بعين مدير الاستوديو سيد الهواري ومهندسين الديكور (سيد أنور، زبيدة زاهر) والمنفذة مريم ميخائيل، ليصنع حالة تشعر بها بداية من تتر المسلسل ومشاهد الرقص بالعصا والنبابيل على صوت محمد الحلو “منين بيجي الشجن من اختلاف الزمن”.

ابن حميدو

عباس حلمي وحسن شريف وعبد المنعم شكري، ثلاثي أبدعوا في ديكور الفيلم الأيقوني، ومن أبرز التفاصيل التي لفتت الأنظار التخشيبة وغرفة المطبخ التي خرج منها المشهد الشهير الخاص بـزينات صدقي و ابن حميدو (اسماعيل ياسين) ” يا قادر يا سارق قلوب العذارى”، ولكن استوديو الأهرام ترك بصمته في الطباعة والتحميض وليس في مشاهد التصوير.

عنتر بن شداد

مع بطل التيرسو فريد شوقي، الجبال والصحاري والرمال والخيام وغرف التعذيب والمناظر الداخلية والبدائية التي كانت تحمله، وتبرز شكل الحياة في الجاهلية وأنت تشاهد السيوف والنخل والإبل من حولك، وكل هذا ويحارب عنتر من أجل عبلة، فكانت حالة تاريخية صنعها استوديو الأهرام مع العمل أبرز فيها المعاناة الحقيقية والأجواء الصحراوية والطبيعة القاسية للمنطقة وللبدو والقبائل في ذلك الوقت مع مهندسي المناظر حبيب خوري، روبرت شارفنبرج.

حديث الصباح والمساء

حالة غريبة صنعها العمل بأكمله بمراحله التاريخية المختلفة وصولًا بثورة 1919، وما زاد العمل تألقًا وجمالًا الديكور والمشاهد المرئية في الأهرام بالشراكة مع مشاهد أخرى من مدينة الإنتاج الإعلامي وبرؤية مهندس الديكور الفنية سيد أنور، فيكفي أننا للأن نتذكر غرفة عبلة كامل وجلسات النميمة بينها وبين دلال عبد العزيز في نفس الغرفة، والشوارع التي كانت تطل عليها النساء من خلال المشربيات والدكاكين وأبرزهم مشاهد القبور التي تمحور حولها العمل بأكمله، “لحظة ميلاد الفرح كان فيه حبيب رايح”.

خلي بالك من عقلك

استطاع مهندس الديكور ماهر عبد النور من قلب الاستوديو أن يخلق حالة لأجواء الشوارع في الثمانينات والمطاردات، مع أبرز المشاهد التي كانت من قلب المصحة التي أطلت منها شيرهان للمرة الأولى وأعجب بها الدكتور النفسي عادل إمام، ومشهد الفرح والاحتفالات في غرف المرضى، كل هذا انطبع في أذهاننا وكان للاستوديو دور فيه.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: أحمد عيد في الحشاشين: يمزق العباءة ويضرب ولا يبالي

تعليقات
Loading...