الهزايم الكبيرة والأحلام الضائعة في سينما خيري بشارة في ذكرى ميلاده

في بداية التسعينيات كان العالم شاهد على تغيرات كبيرة؛ انهار سور برلين، وانهار معاه المعسكر الشيوعي، واختفى الاتحاد السوفيتي من الوجود، وشهدت كطفل صغير أيامها على إفتتاح فروع ويمبي وانتشار أكل الهامبورجر، شهدنا في الوقت ده على انتشار الثقافة الأمريكية بكل أشكالها بعد ما بقت أمريكا القطب الأوحد المنتصر. وفي وسط اللحظة التاريخية دي سياسيًا واجتماعيًا، خرج علينا “سيف” الشاب اللي ساكن في جراج خشب في شارع ٩ بالمعادي، بعد ما ساب جليم علشان يدور على الشهرة وإنه يبقى غني في القاهرة، بس ما نساش أكل الآيس كريم في جليم.

المخرج الكبير، خيري بشارة، قدم في لحظة مهمة من تاريخنا فيلم “آيس كريم في جليم” اللي شفنا فيه شوارع المعادي ومشاهد للحياة اليومية الواقعية ورتابتها في مشاهد ربطتنا بالواقع وبتقول لنا إن نعيش أحلامنا مع سيف، اللي كانت أحلامه هي كل اللي عاش الفترة دي.

سيمون وعمرو دياب في آيس كريم في جليم إنتاج ١٩٩٢ – عن السينما

آمال الجيل والمجتمع في سينما خيري بشارة

حكاية سيف مع بنت في جليم اللي شافها مرة واحدة في محل الآيس كريم وماقدرش ينساها، سيف اللي بيوزع شرايط الفيديو فوق موتوسيكل ولابس الجينز والجاكيت الجلد في شوارع القاهرة مع خلفية موسيقية لمقاطع من أغنيات إلفيس بريسلي؛ مشاهد بتاخدنا لحالة خاصة بتمثل الفترة دي وأحلامها عند الشباب.. أحلام عاشت في عقول وقلوب جيل جديد رايح للألفية الجديدة.

طرحت سينما خيري بشارة أسئلة حوالين الانتماء ودور الفنان والفن في المجتمع والتعبير عنه وعن اللي بيدور في خياله، عن أحلامه وآماله وانتصاراته وهزايمه، عن العالم التالت وشكله.

الحلم الأمريكي اللي أكل دماغنا 

شخصية درية اللي قدمتها الفنانة سيمون ببراعة حبيبة سيف كانت بتعيش نفس أحلام الفترة دي، درية وسيف كانوا بيعيشوا حالة الحلم النيويوركي الأمريكي وهما مع بعض بس لما بيسيبوا بعض بيرجعوا لواقع حياتها، درية بترجع لبيتها الفقير وحياتها مع أمها عاملة النظافة، اللي بتحبها بس بتتكسف منها ومن شغلها وخايفة تعيش نفس حياتها في المستقبل.

نفس الأحلام والأفكار اللي بيعشها أبطال فيلم خيري بشارة الجميل “أمريكا شيكا بيكا”، اللي بتدور أحداثه بين مجموعة من الشباب بيتمنوا الهجرة لأمريكا؛ أرض الأحلام والفلوس السريع وتحقيق الأحلام اللي عجزوا عن تحقيقها في مصر، بس بيقعوا ضحية للوهم الأمريكي في الأخر وسط مواقف إنسانية مختلفة ومبهرة.

مشهد من فيلم أمريكا شيكا بيكا – عن السينما

تلاتين سنة بتفصل لنا عن التسعينيات، جيل واحد عاش مع واقعية خيري بشارة، وليه جيل عايش دلوقتي بس بعد ما طحنته العولمة وأحلامه اللي شفناها في الأفلام دي وقرب الإنترنت بين شباب العالم وعيشنا كلنا استغلال النخبة الاقتصادية اللي بتحتكر اقتصاد العالم، مبقناش مبهورين بالغرب زيّ أبطال “أمريكا شيكا بيكا”، بالذات بعد ما شفنا العالم بصورة أعقد وعشنا أزمات الغرب المتحضر.

الطفولة والمراهقة وحب التمرد

أفلام خيري بشارة بتفكرنا بطفولتنا وبالسنين اللي كبرنا فيها، أفلامه بتفكرني بالعالم البسيط اللي عشته كإنه حلم.. كان أقل تعقيد وفيه شرايط فيديو وكاسيت ونظرة سطحية للحياة.. أفلام خيري بشارة فكرتني بالمراهقة وحب التمرد.

تمرد علي الوضع الحالي لعمرو دياب من آيس كريم في جليم

أخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: خيري بشارة وساندرا نشأت بيتكلموا عن الحب والحياة على نتفليكس

تعليقات
Loading...