ازاي نزرع الاستقلالية والشعور بالمسؤولية في شخصية أطفالنا

في اليوم العالمي لـ” احضن أطفالك”، وغرض اليوم الأساسي هو إنك تعبر عن حبك لطفلك بحاجات كتير منها الحضن لإنها شيء معنوي وبيقول كلام كتير، بس لما بصينا لقينا إن في حاجات تانية ممكن نتجنبها في تربيتنا لأطفالنا وبرضه نعبر بها عن حبنا وخوفنا وعلى مستقبلهم لو احنا ماكملناش معاهم مشوار الحياة، ومنها ازاي نكبرهم ونعلمهم الاستقلالية وعدم الاعتمادية اللي ممكن ببساطة تهدم حياتهم بالتدريج، واتكلمنا مع د. ميرفت عطاالله، حاصلة على دكتوراه في الصحة النفسية والإرشاد الأسري والتربوي علشان تكلمنا أكتر عن الموضوع ده.

سألناها عن ازاي ممكن نعمل توازن بين دورنا كأهل وفي نفس الوقت نوصل لهم فكرة إننا مش موجودين طول الوقت وقالت إن الحاجات دي لازم نبدأها من الطفولة، من وقت ما بيبدأ يمسك الحاجات بإيده المفروض ندي له الفرصة إنه يعمل الحاجة حتى لو فشل، والمهمة الصعبة بنجزأها له وبندي له الفرصة مرة واتنين وتلاتة وأول ما يتقنها ما أعملهاس له تاني، بنسحب بعدها، وقيسي ده على كل حاجة في المذاكرة والحياة.

وعن رأيها في تعليم الأهل لأولادهم الاعتمادية من غير وعي أو قصد، قالت إن الأمهات بتعمل ده أكتر من الأبهات كمان، بتقول لنفسها “أصله لسه صغير” فالحنية بتاخدنا ونجري نعملها بداله، بس المفروض نوجهه ونصبر عليه وبعدين ننسحب بالتدريج. يعني مثلًا لو بنعمل الواجب مع بعض وهو مش عارف ازاي يحل السؤال ده، اشرح له سؤال مشابه له وأخليه يحله مرة واتنين لحد ما ييجي عند السؤال اللي المفروض يحله. وبجانب ده، أخليه يتحمل نتائج التقصير “أنت لو ماعملتش الحاجة دي هزعل منك والميس هتزعل” ولو خلص الحاجة لازم نكافئه، يعني ولا إفراط ولا ابتعاد خالص، علشان يتعلم يعتمد على نفسه لازم أكون علمته الحاجة في الأول.

وكملت كلامها إن الاعتمادية بتبقى نابعة من ريتم السرعة اللي بقينا فيه، الأمهات بتبقى عايزة تخلص بسرعة الحاجة زيّ ما هي عايزة، اللي هو مش هيقدر يخلصه أنا أخلصه، بدل ما يقعد ساعتين في الواجب لأ نقعد نص ساعة، علشان الأم تفضى للحاجات التانية المطلوبة منها.

ولما سألناها ازاي ممكن الاعتمادية دي تأثر على الأطفال، قالت إن الاعتمادية مدمرة لشخصية الطفل لإنه بيكبر مابيعرفش يعمل الحاجات المفروض اللي في سنه اتعلموا يعملوها، وبجانب ده ماعندوش ثقة في نفسه. ولما يكبر شوية ويدور على إيه مميز عنده مش هيلاقي حاجة، لإنه ماجربش ومستني دايمًا حد يقوله تعمل إيه حتى في القرارات البسيطة “اعمل إيه أو البس إيه لإن ماما كانت هي اللي بتعمل وتخلص”. الأطفال عندهم طاقات كبيرة بنهدمها لما بنعمل لهم كل حاجة.

ولما سألناها ازاي ممكن شخص يتخطى الاعتمادية اللي كبر عليها، قالت إن دايمًا ينفع إننا نعالج ونحاول بس بيبقى أصعب كل ما نكبر، بس لو حد كبر على الوضع ده نبدأ نتعامل معاه بشكل يشبه معاملة الأطفال شوية، نشيل إيدينا بالتدريج واحدة واحدة، باخد بإيده بس مش بعمل له الحاجة “أنا هساعدك مثلًا وأنت بتختار الحاجة بس المرة اللي جاية هسيبك أنت تختار”، لإن لو سبنا الموضوع ده الشخص ده لما يوصل إنه يبقى مسؤول مش هيعرف يختار شغله ولا جامعته ولا شريكة حياته.

ولما أخدنا رأيها ازاي الأهالي تسمتع بوقتهم من غير ما لازم الولاد يشاركوهم اللحظات دي ومن غير ما يحسوا بالذنب، قالت أحيانًا الأم بتبقى عندها تعلق مرضي بالطفل، بس في الحقيقة الأم هي اللي مش بتبقى قادرة تتخلى عنه، بتعوض أي حاجة في علاقاتها مش متظبطة بعلاقتها بابنها.

وعن فكرة إننا ازاي نستمتع بوقتنا من غير ما يشاركونا اللحظات دي، د. ميرفت قالت لنا إن الأم لازم تعمل خطة مع ابنها؛ احنا عندنا في وقت للواجب، وفي وقت للتمرين، وفي وقت للنادي، وفي وقت بنقعد مع بعض فيه، وفي وقت لنفسي بعيد عن الأسرة. دي بتبقى زيّ قواعد من وهو صغير، ولو حصل تغيير فيها لازم أعوض، يعني لو أنا ماقعدش معاك في الوقت ده هقعد معاك بليل. وبكدة، الطفل بيكبر وهو عنده وعي، وبيفهم إن في أوقات متقسمة، وفي الوقت اللي أنا مش ببقى موجودة فيه هو لازم يركز ويعمل حاجات لنفسه. لازم نعلمه الاستقلالية؛ أنت ليك الوقت بتاعك وأنا ليا الوقت بتاعي مش لازم كل حاجة نعملها مع بعض.

أخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: “أنت غالي علينا”: مبادرة أطلقتها الأزهر لدعم وتقديم الدعم النفسي للشباب

تعليقات
Loading...