إطلاق أول مقاريء ومجالس إفتاء نسائية في مصر

في خطوة مهمة واستنيناها كتير وبتثبت أقدام المرأة وبتمكنها في واحد من المجالات المهمة، تم إطلاق أول مقاريء ومجالس إفتاء نسائية واللي بتعتبر الأولى من نوعها في مصر، والموضوع ده ماجاش بين يوم وليلة خصوصًا بعد النجاح الكبير اللي حققته الواعظات بحسب بيان لوزارة الأوقاف المصرية، ودي كانت بالنسبة لهم دافعة قوية علشان ياخدوا قرار زيّ ده.

الواعظات حققوا نجاح في مختلف المجالات، سواء من خلال مشاركتهم في البرامج الإعلامية المرئية والمسموعة أو مشاركتهم في التثقيف الديني في موسم الحج وسفرهم وهما داعيات مع أئمة الأوقاف والمشاركة في مجال البحث العلمي والعمل الوطني مع الراهبات والمكرسات في الكنائس المصرية، وده اللي جيه بالتحديد في بيان وزارة الأوقاف. اتعمل أربع مجالس إفتاء نسائية في شئون وقضايا المرأة على إيد أربعة من أفضل الواعظات، من ضمنهم الواعظة “نفين مختار” في مسجد السيدة نفسية و”يمنى أبو النصر” في مسجد الإمام حسين، وأعلنوا في نفس الوقت عن تقديم المرأة المصرية مقرئة للقرآن الكريم من خلال أول عشر مقارئ قرآنية للسيدات.

كلامنا مع الداعية والخطيب خالد الجمل من وزارة الأوقاف

سألناه عن رأيه في خطوة زيّ دي، وقال إن “المجالس النسائية مجالس طيبة وبتحوطها الملائكة، وده إحياء لسنة النبي وهدي الصحابة ولسلفنا الصالح رضي الله عنهم أجمعين، السيدة عائشة رضي الله عنها هي أول من سنت هذة السنة الحسنة من الإفتاء، والنبي قال عن عائشة “خذوا نصف دينكم من هذه الحميراء” يعني النبي هو اللي أمرنا إننا ناخد دينا من النساء الفاضلات والمتعلمات والدارسات لعلم الفقه وعلوم اللغة وعلوم الحديث وكل شخص في تخصصه”.

وكمل وقال إن ده “إحياء لسنة مهجورة أن تجلس النساء لتعلم النساء، ومن الحاجات اللي محتاجين نعرفها ونقولها للناس هي قصة لتابعي جليل كان اسمه سعيد بن المسيب بنته كانت وصلت للعلم والفقه لمنازل عالية جدًا لدرجة إن زوجها في مرة من المرات كان رايح لمجلس من مجالس والدها قالت له “اجلس في البيت أعلمك من علم سعيد بن المسيب” وده دليل على إن المرأة دي كان عندها من العلم والمعرفة لا يقل عن علم أبيها”.

وكمل كلامه” إن المجالس دي طيبة وبننصح بها، لإن النساء المسلمات محتاجيين نساء مثلهن يتحدثن معهن في أمور يصعب أحيانًا التحدث فيها مع الرجال”.

ولما سألناه ليه خطوة زيّ دي اتأخرت قال “السبب الأساسي هو عزوف أهل العلم عن العلم، الناس بقت تتخيل إن حفظ القرآن فقط يؤهل الشخص إنه يبقى شيخ، وهذا ليس صحيح لإن الإفتاء يحتاج لأمور كثيرة منها المعايشة ودراسة اللغويات، فانشغل الناس بالرقائق وحكاية القصص التي تمس القلوب وهذا شيء إيجابي ولكن ينقصه أشياء كثيرة وانشغل الناس عن تعليمها ومنها الفقه وتعليم الناس الحلال والحرام وازاي نقدر نقيسه لنخرج للأمة المسلمة بفائدة”.

ليه مهم يبقى في مجالس إفتاء نسائية؟

جلوس المرأة في مناصب زيّ الإفتاء كان حلم برغم إن ماكنش في مانع شرعي، وكان دايمًا الأزهر بيسعى إن المرأة اللي تخرج من الأزهر تبقى مؤهلة لمناصب زيّ دي من خلال دورات مهنية وتأهيلية، وحسب كلام أحمد رجب أبو العزم، مسئول السوشيال ميديا في دار الإفتاء، في تحقيق خاص لجريدة الأهرام، معظم الأسئلة اللي بتيجي لهم سواء على الموقع الإلكتروني أو من خلال المكالمات أو من خلال السوشيال ميديا بتبقى جاية من النساء بنسبة 75%، ودي نسبة مش قليلة، وأوقات كتير النساء بتبقى محرجة تسأل أسئلة معينة، وده كان سبب من الأسباب اللي خلى سعاد صالح، العميدة السابقة لكلية الدراسات الإسلامية، تقدم بطلب وقتها بتخصيص مقعد للنساء في الإفتاء، وأكدت من خلال بحث فقهي تحت عنوان “منزلة الفتوى وشروطها” إن مش بيشترط في الفتوى الذكورة، لأ هي بتصح لأي حد سواء راجل أو ست.

تمكين المرأة على مدار السنين اللي فاتت

في الكام سنة اللي فاتوا شوفنا تغييرات كتيرة حصلت وكان هدفها الأول هو تمكين المرأة على كل المستويات؛ سواء المستوى الاجتماعي، أو الاقتصادي، أو من خلال تعيينها في مناصب حساسة وقيادية ومهمة في الدولة. يعني عندك مثلًا على مستوى مجلس الشيوخ، زاد تمثيل المرأة من 12 نائبة سنة 2012 لـ40 نائبة في السنة اللي فاتت ولسه الأعداد في تزايد، ولو جينا وبصينا على مجلس النواب هنلاقي نفس الكلام من 9 نائبات بس لـ162، وزادت نسبة الوزيرات من وزيرتين بس ل8 في نفس السنة.

وأهم حدث في مارس السنة دي هو جلوس النساء على كرسي القضاء لأول مرة في مصر بعد ما كان مقتصر على الرجال بس، وده بعد ما اتأكدوا من كفائتهم، وعلى الأساس ده أتعين 98 قاضية في مجلس الدولة. وعلى المستوى الاقتصادي، هنلاقي إن حصل انخفاض في معدلات البطالة من 24.8% لـ16.8.

تمكين المرأة في مجالس الإفتاء خطوة مهمة وكنا مستنينها من زمان، المفتي مش لقب مقتصر بس على فئة معينة، لأ ده متاح لأي شخص طالما بتتوافر فيه الشروط اللي وضعها الأزهر، ومن أهمها إنه يكون على علم بالشريعة والفقه ويكون مؤهل، وده اللي كان بيعمله الأزهر طول السنين اللي فاتت من تأهيل كوادر نسائية لخطوة زيّ دي؟ ومع العلم إن الموضوع ده ماكنش أول مرة يحصل، لأ ده أيام الرسول كانت أمهات المؤمنين بتشرح للنساء الأحكام الصادرة عن الرسول.

أخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: لأول مرة في مصر جلوس النساء على كرسي القضاء يوم السبت القادم

تعليقات
Loading...