فاكر في ابتدائي لما كانوا بيعلمونا أنواع سياحة مختلفة، وكانت بتدور ما بين سياحة أثرية أو دينية أو حتى علاجية؟ طلع بقى إن في أنواع سياحة أغرب بكتير من الحاجات دي، بس عندهم حق، ماكانش ينفع نعرفها واحنا صغيرين كده.
وطلع إن السياحة مش بس المفهوم المعروف، أو الصورة الذهنية اللي في خيالنا، بتاعت السياح اللي لابسين شورت وبورنيطة ومعلقين كاميرا في رقبتهم، وبيكتشفوا معالم البلد وكده، طلع في أنواع سياحة أخطر من كده بكتير بيعملوا فيها السياح أنشطة غريبة، وفي أنواع تانية بيعملوا فيها أنشطة طيبة، زيّ إنهم يناموا في هدوء بس.
سياحة النوم
في النوع ده من السياحة مش هتكون سائح حاطط خطة لأماكن تزورها وتستغل فيها كل لحظة وكده، لا هتكون واحد عايز ينام بس.
السياحة دي المغزى وراها مش مضحك زيّ ما هو باين، لكن دي حاجة مهمة وانتشرت في السنتين اللي فاتوا بعد جائحة كورونا.. بسبب إن معظم الناس بقت تعاني من قلق زائد واضطرابات في النوم، فبقينا ندور على أماكن نعرف ننام فيها بس.
وفعلًا انتشرت تقييمات على مواقع مختلفة، بتقيم جودة السراير والمراتب والهدوء في فنادق مختلفة تقدر تنام فيها بشكل كويس، وفي فنادق كتير في العالم بتهتم إنها تكون وجهة للسياحة دي. زي: فندق “Mandarin Oriental”، في مدينة جنيف السويسرية، اللي اتبنّىل مبادرة من خلال التعاون مع “CENAS”، ودي عيادة نوم طبية خاصة في سويسرا، لتنظيم برنامج مدته 3 أيام يدرس أنماط نوم الضيوف علشان يحددوا اضطرابات النوم المحتملة عندهم، ده غير إن الفندق بيوفر غرف بسراير مريحة للسياحة دي.
سواء جوا بلدك أو في بلد تانية، السياحة دي مفيدة بشكل كبير لو بتعاني من اضطرابات في نومك، وكل اللي نفسك فيه إنك تنام نوم عميق وبعدد ساعات معقولة، محمود أبو بكر بيحكي تجربته وبيقول: “من فترة قريبة سافرت القاهرة يوم، السفرية ماكانتش لأي هدف غير إني أنام، أنام من غير إزعاج لإني ماكنتش بنام كويس، وده بعد بحث عن أحسن تقييمات للأجانب عن مراتب سراير الفنادق في مصر وأكترهم هدوء وراحة، وفعلًا حجزت من الفلوس اللي شايلها للفسح في المكان الجميل ده، وطلبت إن ماحدش يزعجني لإني عايز أنام، ونمت اليوم ده حلو جدًا جدًا وفرق معايا كتير، ولما رجعت حاولت أفهم إيه الفكرة اللي جت في دماغي دي! واكتشفت إن في سياحة كاملة اسمها سياحة النوم”.
وكمل كلامه: “أنا كاتب كل ده علشان أقولكم؛ مهما كانت مشاكلك، أفكارك، سحلاتك، متاخدهاش معاك السرير ونام حلو وكويس وافصل، وحوش لإجازة في الوقت المناسب، حتى لو كل اللي هتعمله إنك تروح فندق تنام وتاكل وتروق دماغك بس”.
سياحة المقابر
المعروف إن الناس بتروح تتفسح في رحلات السياحة وتشوف أماكن فيها أجواء مفرحة، لكن في نوع غريب من السياحة لناس بتحب تزور المقابر.. وفي السياحة دي، السياح بيبقوا مهتمين بزيارة مقابر المشاهير أو الفنانين أو الأبطال القوميين.
من أشهر المقابر اللي بيزورها السياح في النوع ده من السياحة؛ مقبرة “أرلينغتون” الوطنية في “واشنطن” ومقبرة “بير لاشيز” في “باريس” اللي فيها المطرب “جيم موريسون” وغالبًا السياح بيسيبوا السجائر على القبر.
السياحة دي بيطلق عليها كمان اسم “السياحة السوداء” ودي من أغرب أنواع السياحة اللي ممكن يهتم بها البشر، لكن ممكن تبقى نابعة من اهتمامهم أو حبهم للشخصيات دي.
سياحة الكوارث
غريب إن حد يكون مهتم إنه يعيش بنفسه تجربة التواجد في مكان كارثة، واتضح إن في فعلًا نوع من السياحة بيهتم فيه السياح بزيارة أماكن مدمرة بسبب كوارث، سواء كانت كوارث طبيعية أو من صنع الإنسان؛ زيّ الحروب أو القنابل. السائح بيكون مهتم بإشباع فضوله ورؤية آثار الكارثة، وبيقطع مسافات ويروح مخصوص للأماكن دي يزورها علشان يشبع فضوله الغريب ده.
من أشهر الأماكن اللي تُعتبر مقصد لسياحة الكوارث “هيروشيما” ومعسكرات الاعتقال اللي كان بيديرها النازيين، وأماكن اتعرضت لأعاصير وكوارث طبيعية.. يعني أول ما يسمعوا عن كارثة زي دي حصلت، بدل ما يبعدوا عن المكان، بيستنوا أقرب فرصة يقدروا يزوروه فيها.
سياحة الانتحار
أول ما تقرأ الجملة كده ممكن تفتكر إنك هتزور ناس مقبلين على الانتحار وتساعدهم، لأ..
السياحة دي من أغرب الحاجات اللي في العالم، الناس بتروح أماكن علشان تنتحر، والسياحة دي بتحرمها وبتمنعها كل دول العالم ما عدا سويسرا.
ولو شوفت فيلم “Me Before You” فهي نفس الفكرة اللي عملها البطل، في سويسرا ممكن شخص يتعاقد مع جهة طبية ينهي فيها حياته، وفي الغالب ده بيكون لحالات مرضى بيعانوا من مرض مالوش علاج، وبيختاروا ينهوا حياتهم.
سياحة السجون
ممكن تبقى من الناس اللي بمجرد ما تعدي من قدام سور سجن على بعد أميال تحس بخنقة، لكن في ناس بيستمتعوا بزيارة السجون، وبيعتبروا دي نوع من أنواع السياحة، لا ومش أي سجون كمان، بيزوروا أخطر السجون.
دي واحدة من أنواع السياحة الغريبة، اللي بيُقبل عليها عدد كبير من الناس من أماكن مختلفة في العالم، وده لزيارة السجون اللي حصلت فيها المجازر البشعة أو الإبادات الجماعية، وبيتصوروا صور تذكارية، وبيحبوا يتعرفوا على حجم المعاناة اللي عاناها السجناء داخل السجون دي.
سياحة الصمت
تخيل تتجمع مع ناس كده وتسافروا مكان ينفع تقعدوا ساكتين فيه فترة، يعني تلم صحابك وتسافروا لغابة مثلًا تخيّموا فيها أو تأجروا فيلا، وتتفقوا تفضلوا ساكتين لمدة 3 أيام مثلًا، ده غير ممارسة تمارين اليوجا وكل حاجة بتساعد على ارتخاء الأعصاب وتصفية الذهن. ده نوع حقيقي من السياحة ومنتشر في بلاد كتير لكن أشهرهم أسبانيا.
النوع ده من السياحة غريب شوية لكن مش خطر أو مقزز بالعكس، لو حاسس بضغط من كتر التفكير والكلام والتعاملات، تقدر تجرب السياحة دي حتى لو في مكان قريب منك مش لازم تروح أسبانيا، جرّب تتفق مع صحابك وتروحوا مكان هادي كده تهدوا أعصابكم فيه وتقدوا ساكتين.