دراسة أممية: 700 ألف صومالي هيعانوا نقص كارثي في الغذاء بحلول 2023
في ظل التحديات العالمية والأوضاع الاقتصادية المتذبذبة، اللي بتخلق ظروف صعبة للدول وبتخليها واقفة على محك الخطر، في دراسة أجراها تحالف وكالات تابع للأمم المتحدة ومنظمات إغاثية عن الوضع الحالي في الصومال، ومع إنذرات بناءً على أرقام وتحليلات، الدراسة بتفيد بإن أكتر من 200 ألف صومالي بيعانوا نقص كارثي في الغذاء، ومن المتوقع إن الرقم يرتفع لأكتر من 700 ألف بحلول سنة 2023.
الوضع الحالي في الصومال
التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، والمسؤول الأول عن وضع المعيار العالمي لتحديد شدة الأزمات الغذائية، بيقول إنه حاليًا تم تفادي أسوأ مستويات التصنيف، وهي المرحلة الخامسة من المجاعة ولكن بشكل مؤقت، مع العلم إن الأمور بتزداد سوء.
في تقرير تاني أعدته الأمم المتحدة، بيقول إن حاليًا أسوأ موجة جفاف بيشهدها القرن الأفريقي بعد 5 مواسم مطيرة متتالية، وعلى حد وصفهم كانت “فاشلة”، والجفاف على مدار سنتين أدى لتدمير المحاصيل الشتوية والماشية، اللي بتعتبر مصدر أساسي للدخل والغذاء عند أسر كتير، وإن الأجزاء المعرضة للخطر من منطقة خليج جنوب غربي الصومال والنازحين في بلدة بيدوة والعاصمة مقديشو، بالإضافة لأجزاء تانية من وسط الصومال وجنوبه، هتشهد خطر مجاعة متزايد لو فشل موسم الأمطار السادس على التوالي في أوائل 2023، وإن في أكتر من 3 ملايين نازح صومالي تركوا بيوتهم بسبب الصراع أو الجفاف، والأزمة تفاقمت بعد حركات تمرد طويلة الأمد، واللي أعاقت وصول المساعدات الإنسانية لبعض المناطق، بجانب ارتفاع أسعار الواردات الغذائية بسبب الحرب في أوكرانيا.
ناقوس خطر مبكر
ردًا على سؤال اتسأل للناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق للشؤون الإنسانية عن إذا كانت المنظمات الإنسانية تدق ناقوس الخطر بشكل مبكر، أكد الناطق بإن المجتمع الدولي إنه: “لم يرفع الصوت بما يكفي” برغم من عدم الوصول للعتبات التقنية لإعلان المجاعة، فإن ده لا يعني إن الناس مش بيعانوا نقص كارثي في الغذاء.
وحدد تلات دوافع رئيسية وراء التنبؤات؛ منهم انحسار الأمطار لخمس مواسم متتالية، بعد ما حقق موسم الأمطار الأخير نص متوسط هطول الأمطار، وانخفاض الإنتاج المحلي للحبوب، وانخفاض الواردات بسبب زيادة أسعار الغذاء العالمية، اللي خلى المواد الغذائية الأساسية بعيدة عن متناول الأسر الفقيرة، واستمرار النزاع المسلح وانعدام الأمن، وتعطيل الوصول للأسواق.
قالت طبيبة من منظمة أطباء بلا حدود في بيدوة، إن أكتر من 200 ألف شخص هربوا للمدينة السنة دي، وأكدت إن بعض الأطفال مجرد “جلد على عظم”.
لو نفتكر إن سبق وحذر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي من إن بعض المناطق في الصومال معرضة لخطر الوصول إلى مستويات المجاعة، بس اللي منع ده وقتها هو جهود المنظمات الإنسانية والمجتمعات المحلية، خصوصًا إن آخر مجاعة اتعرضت لها الصومال في 2011 اتسببت في وفاة ربع مليون شخص.
وتجنبًا لنتيجة مماثلة، رؤساء المنظمات الإنسانية بيقولوا إنهم لجؤوا للإعلان بإن الوضع كارثي بالنسبة لكتير من الصوماليين، ومكتب الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية دعى لتقديم 2.3 مليار دولار لمواجهة الأزمة، واللي اتجمع منهم 1.3 مليار دولار، وده اللي خلى رئيس لجنة الإنقاذ الدولية ديفيد ميليباند، يقول إن ضعف الاستجابة لنداء التمويل بيظهر العالم إنه مش بيتعامل مع الأمر باعتباره “أمرًا مُلحًا”.
الصومال: سويسرا أفريقيا
بعد إعلان الاستقلال سنة 1960، الصومال كانت ملقبة “سويسرا أفريقيا” لغنى أهلها ووفرة مواردها، وامتداد شواطئها في عمق القرن الأفريقي، وإطلاله على المحيط الهندي والبحر الأحمر وخليج عدن، وكانوا بيمارسوا حرفة الزراعة وتربية الماشية، وكان عندهم سبق ديمقراطي بحرية اختيار ممثليهم، والوضع كان بيوصل أحيانًا إنها بتقدم مساعدات للدول المجاورة.
لكن في مطلع التسعينيات، مع اندلاع الحرب الأهلية والصراعات القبلية والخلافات السياسية بعد سقوط رئيس الدولة سعيد بري، البلد دخلت في حالة من الفوضى ماخرجتش منها لحد دلوقتي، وبقى في تدخل إقليمي بسببه البلد انزلقت في المجاعات لمدة عقدين من الزمن، وبناءً عليه وصلت إنها بقت واحدة من أفقر دول العالم.
وبناءً على أرقام برنامج الأغذية العالمي من وقتها، أكتر من مليون ونص صومالي نزحوا للدول المجاورة، وحوالي 82% من الصوماليين بقوا يعانوا سوء الخدمات في كل المجالات، وبيعيش 73% منهم على أقل من 2 دولار أمريكي في اليوم الواحد، وفي 2011، البلد دخلت في مجاعة قتلت ربع مليون شخص، ودي كانت المرة الأولى اللي يتم فيها الإعلان عن وجود مجاعة في منطقة القرن الأفريقي من 30 سنة.