مشروع ناريا وأهارا: طاقة نور للسيدات الغارمات في مصر
شهر رمضان معروف بالخير اللي كله بيسعى له، سواء بالفلوس أو المجهود أو الفكرة، والوقت ده أفضل وقت لتسليط الضوء على أعمال ومشاريع بتأثر في المجتمع. من أفضل المشروعات الخيرية اللي صادفناها مؤخرًا، مشروع لمساعدة الغارمات، اللي لقوا نفسهم بين لحظة والتانية ورا قضبان السجون بسبب مبالغ مالية عجزوا عن تسديدها، وكان هدفها في الأساس سد احتاجيات الأسرة. لكن دلوقتي لقوا باب أمل جديد، من خلال مشروع “ناريا وأهارا”.
اتكلمنا مع نورهان نبيل، واحدة من مؤسسين المشروع، وعرفنا منها الهدف منه وازاي هيساهم في فك كرب الغارمات وتشغيلهم.
حكاية مشروع “ناريا وأهارا” لمساعدة الغارمات
نورهان نبيل خريجة كلية إعلام جامعة القاهرة، بتشتغل محاضر تسويق إلكتروني وصانعة محتوى على السوشيال ميديا، وشريكتها في المشروع هنا معتز، ممثلة مسرح وسينما وبتشتغل في مجال الإنتاج. الفكرة جت لهم في وقت الكلية في سنة تالتة، فكروا في مشروع يوظفوا فيه شغفهم تجاه تنفيذ اللبس والإكسسوارات، وفي الوقت نفسه يكون له تأثير مجتمعي. بس ليه فئة الغارمات بالتحديد؟
بتقول نورهان: “اخترنا فئة الغارمات بالتحديد لإنها من أكتر الفئات المظلومة والمقهورة في المجتمع، احتياجها للفلوس عشان تجهز نفسها أو بناتها، أو تصرف على ولادها، أو تساعد ابنها أو جوزها إنهم يعملوا مشروع ويقفوا على رجليهم، ممكن يوصلها إنها تبقى مديونة، والدين ده تدخل بسببه السجن، ووقتها تتوصم بالعار من المجتمع وتبقى سجينة الفقر”.
عرفنا إن المشروع هدفه هو إنه يخرجهم للمجتمع تاني عن طريق تشغيلهم ويساعدهم يتعاملوا مع الناس اللي حواليهم، وسألناها: “ليه قررتي تساعديهم عن طريق التشغيل مش التبرع؟”.
قالت: “أماكن ومنظمات كتير ممكن تكون بتساعدهم عن طريق التبرعات، بس للأسف التبرعات دي ممكن ييجي وقت وتنتهي، يعني مش حاجة مضمونة، لكن لو اتعلمت حرفة أو شغل وقتها هتقدر تفضل مكملة وواقفة على رجليها، سواء معانا أو مع مكان تاني أو حتى لوحدها، والتشغيل بيبقى بعد دورة تدريبية بيكونوا جاهزين بعدها للشغل وإنتاج منتجات جودتها عالية، لإن أغلب المنتجات بتبقى سهلة التنفيذ”.
أما بالنسبة للتمويل، فنورهان وهنا بعد البحث عن فكرة المشروع شاركوا في واحدة من المسابقات لريادة الأعمال التابعة لمؤسسة (أشوكا الخيرية) وفازوا فيها بالمركز الأول، وبعدها أخدوا دورات تدربيية في ريادة الأعمال والتسويق، وبعدها ظهر المشروع للنور.
وساعدهم إنهم يوصلوا للسجينات جمعية رعاية السجينات، اللي قدروا يوقعوا معاهها عقد شراكة علشان يتواصلوا مع الغارمات بصورة مباشرة، والسيدات كان عندهم خبرة في التطريز لإنهم اتدربوا جوا السجن، فكانوا بيعملوا هما التصميمات ويوفروا لهم المواد الخام، والسيدات يشتغلوا بإيدهم.
لفت نظرنا اسم المشروع (ناريا وأهارا)، وحبينا نعرف المعنى اللي وراه، قالت نورهان: “أنا وهنا فكرنا كتير في الاسم، كنا عايزين اسم جديد ومناسب يعبر عننا، وأنا بحب التاريخ والآثار وعندي شغف كبير ليها، ولإننا براند مصري، وكل اللي شغالين معانا سيدات مصريات، والمنتج اللي بنخرجه مصري ١٠٠٪، فاخترنا “ناريا وأهارا “، دي كلمات هيروغليفية، ناريا معناها البنت الذكية اللي عندها نشاط وحماس، وأهارا معناها البنت الجميلة، فحسينا إنه مناسب جدًا لبراند نسائي مصري”.
سألنا نورهان عن قصص أثرت فيها خلال تعاملها مع السيدات الغارمات، قالت: “قابلنا ستات كتير، كل واحدة فيهم قصتها أثرت فينا، خصوصًا إن القصص مش واحدة بس التفاصيل والنهاية بتكون واحدة، وأكتر حاجة بتأثر فينا هي إننا نقابل بنت قريبة من سننا وبسبب أزمة مالية حياتها انتهت من وجهة نظرها ونظر مجتمعها، أو إننا نشوف أم بتتحرم من ولادها”.
وختمت كلامها: “المجتمع يقدر يساعدهم لما يشتروا من منتجاتهم ويغيروا الفكرة الغلط اللي اترسخت جوا دماغهم عن إنهم مجرمين وموصومين بالعار”.
في دراسة أشارت إن الدولة عالجت خلال السنين اللي فاتت ظاهرة الغارمات بالإفراج عن بعضهم في المناسبات، وخاصة عيد الأم، وكان آخرهم من أسبوعين، لما أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قرار بالعفو الرئاسي عن الغارمين والغارمات اللي بيقضوا عقوبات بمراكز الإصلاح والتأهيل، وعددهم كان 85، قبل حلول شهر رمضان.