تشات جي بي تي: هل التكنولوجيا هتاخد مكاننا في الشغل وتقعدنا في البيت؟

أطلقت شركة الذكاء الاصطناعي (أوبن أيه آي – OpenAI) منتجها الأيقوني (تشات جي بي تي – ChatGPT) مؤخرًا، واللي وصل عدد مستخدميه لأكتر من 100 مليون في أقل من شهرين، في الوقت اللي أخد إنستجرام سنتين ونص، وتيك توك تسع شهور، علشان يوصلوا لنفس العدد من المستخدمين.

وتشات جي بي تي هو نظام دردشة بيشتغل بالذكاء الاصطناعي، وبيستخدم تقنية التعلم الآلي والتعلم العميق ويقدر يفهم اللغة البشرية، وبالتالي تقدر تكلمه وتسأله عن أي حاجة وهيجاوب عليك بشكل دقيق جدًا وبلغة واضحة ومفهومة.

بيعتمد نظام الدردشة على كل البيانات الموجودة على الإنترنت علشان يكون فهم متكامل لسؤالك، والإجابة عليه بناءً على البيانات دي.

يقدر تشات جي بي تي يكتب لك نص أو مقال أو كود برنامج، وحاجات تانية كتير، وده اللي خلى ناس كتير قلقانة إن الذكاء الاصطناعي ممكن يسيطر على كل حاجة في حياتنا ويعمل الشغل اللي بنعمله، وبالتالي مايبقاش لوجودنا لازمة، ونفقد مصدر رزقنا، والخوف ده أكتر عن الناس اللي بتشتغل في الكتابة والتصميم والبرمجة.

ولكن السؤال: هل هيقدر الذكاء الاصطناعي فعلًا ياخد مكاننا في العالم ويخلينا نخسر شغلنا؟ علشان نجاوب على السؤال ده هنحتاج نرجع بالزمن شوية.

التكنولوجيا: كابوس العالم وجنته

في أبريل سنة 1986، انطلقت مظاهرة في الولايات المتحدة بتضم مجموعة من مدرسين الرياضيات اللي رافضين دخول الآلات الحاسبة للمدارس.

المدرسين دول كانوا خايفين من تأثير الآلة الحاسبة على عقول الشباب الصغيرين اللي هتخلي عقولهم تبقى كسلانة لما يبدؤوا يعتمدوا عليها بشكل كامل، وقالوا إن ده ممكن يخليهم أغبياء مع الوقت.

في القرن الـ 19، أصحاب الحرف اليدوية البريطانيين، اللي خافوا إن الآلات تدمر رزقهم، كانوا بيدخلوا المصانع ويكسروا الآلات البخارية الحديثة اللي بدأت تكون خطوط إنتاج المصانع بشكل كامل، وأصبح اسم حركتهم (اللوديتس – Luddites) النهارده مقابل بيتوصف به أي حد بيخاف من التكنولوجيا الحديثة أو بيكرهها.

عن: dostor

لما ظهر القطار للمرة الأولى في التاريخ سنة 1781، انتشرت خرافة إن جسم الإنسان مش هيتحمل سرعة القطار، اللي كانت وقتها حوالي 5 كيلو في الساعة، وإن جسم الإنسان هيتقطع، لدرجة إن في ناس قالت إن القطار هيدوب جسم الإنسان.

المجلات الإنجليزية حذرت من خطر اختراع التلغراف على جمالية اللغة الإنجليزية، وإنه هيحول اللغة لجمل قصيرة مقتطعة، أما اختراع الراديو فكان الخوف منه جاي مش بس من الجمهور، ولكن من مخترعه جوجليلمو ماركوني، اللي سأل نفسه إذا كان اللي عمله ده حاجة كويسة ولا تهديد جديد للإنسان.

اختراع التلفزيون كان حوار تاني خالص، بدأ الناس يهاجموه ويعتبروا إنه هيبعد الناس عن القراءة، وهيخليهم يقضوا وقت أقل في التواصل البشري.

أفلاطون نفسه اللي اتلقب “أكثر الرجال حكمة في العالم القديم” كان خايف من الكتابة، وحذر الناس منها! وكان شايف إنها هتسبب تدهور ذكريات البشر وذاكرتهم وقال: “اكتشافك هذا سيخلق النسيان في نفوس المتعلمين، لأنهم لن يستخدموا ذكرياتهم، بل سوف يثقوا في الشخصيات الخارجية المكتوبة ولن يتذكروا أنفسهم”، ولكن طبعًا الكتابة هي شرارة الحضارة وتراكم المعرفة البشرية.

واحنا أهو النهارده، عندنا تليفزيون وسينما وراديو وإنترنت وسفن فضاء ومصانع بتشتغل بالكامل بخطوط إنتاج ميكانيكية، ولسه عايشين ومستمرين، وحياتنا أسهل من حياة جدودنا، وقدرتنا على الإنتاج والتعلم والتواصل آلاف أضعاف قدراتهم.

ولكن برضه الخوف من التكنولوجيا وتشاؤمنا ناحيتها لسه زيّ ما هو، ولسه جوانا طبيعة اللوديت، اللي عايزين يدخلوا المصانع يكسروا الآلات علشان خايفين منها!

ممكن ييجي شخص يقول، لأ.. بس الذكاء الاصطناعي حاجة تانية، ده بيقدر يعمل الحاجة الوحيدة اللي كل الآلات اللي فوق متقدرش تعملها، واللي البشر كانوا فاكرين إن التكنولوجيا ماتقدرش تنافسهم فيها، والحاجة دي هي الإبداع!

تشات جي بي تي أداة زي أي أداة

بيقول رائد الأعمال، والمتسابق السابق في برنامج (شارك تانك – Shark Tank) الأمريكي، زولي، إن الذكاء الاصطناعي مش هيستبدل البشر في الشغل، ولكن بيأكد إن الناس اللي بتستخدم الذكاء الاصطناعي في شغلها، كأداة إضافية تساعدها في إنتاج شغل بدقة أعلى، هيستبدلوا الناس اللي مش بيستخدموا الذكاء الاصطناعي.

إذن تشات جي بي تي والذكاء الاصطناعي عمومًا هو مجرد أداة زي أي أداة، زيّ الآلة الحاسبة والقطار والراديو والتلغراف والكتابة، كلها مجرد أدوات موجودة علشان تخلي شغل البشر أسهل ودقيق أكتر وجودته أعلى.

وأخيرًا، ننصحك إنك تتعلم ازاي تستخدم تشات جي بي تي وغيره من أدوات الذكاء الاصطناعي، علشان تعرف ازاي تقدر توظفهم في شغلك، علشان تبقى دايمًا عارف كل جديد وقادر تقدم أكتر منتج حديث.

آخر كلمة: ماتفوتش قراءة: مخاوف ووعود طموحة: ردود فعل العرب على تشات جي بي تي

تعليقات
Loading...