النيش: أغلى قطعة في الجهاز ومنطقة محرمة في كل البيوت

من أول ما الأم بتروح عند الدكتور ويقولها مبروك “أنتي حامل في بنوتة” وبتبدأ الأم المصرية والعربية رحلة مابتنتهيش في تجهيزها، الرحلة دي بتستغرق حياة البنت كلها، مشاوير رايحة ومشاوير جاية، وأول حاجة بتبدأ بها هي الرفايع من الكوبايات والكاسات الكريستال والصيني، ونقول تاني.. الصيني اللي بتمنه كان ممكن نسافر نكمل تعليمنا برا. كل كده علشان لما ييجي العريس المنتظر على حصان أبيض، أول حاجة بيتفقوا عليها هي حتة العفش والدولاب اللي هيتوج ويبروز وينور كل اللي بقالنا عشرين سنة بنشتري فيه، ما الشيء لزوم الشيء، وطبعًا المقصود بحتة العفش اللي هتتوج “النيش”.

خدت بالك إن في جوازات ممكن تبوظ بسبب النيش ده، والعريس وعيلة العريس يبدأوا حرب مع الأم؛ “يعني إيه بنتي مش هيتعمل لها نيش؟ والحاجات اللي دافعة دم قلبي فيها هحطها فين؟” “أنت عايز الناس تاكل وشنا يابني ؟”. فمبدأيًا كده، وقبل ما نقول بسم الله في أي جوازة، وقبل ما نختبر حتى العريس، بنسأل السؤال المعتاد؛ هتجيب نيش يابني؟ ولا تتكل على الله واحنا ماعنداش بنات للجواز؟

رحلة حب النيش والتعلق به كقطعة ثمينة ومزار أثري بيكبر وبينتقل من الأم لبنتها، وبتبدأ البنت لما تتجوز وتخلف توّرث عادات الست الوالدة في التعامل مع النيش، وهي كالأتي:

• مبدأيًا، النيش بيتحط في مكان استراتيجي في البيت بحيث يبقى اللي رايح واللي جاي يشوفه ويتملى بجماله.

• منطقة ألغام ممنوع منعًا باتًا الاقتراب منها، إلا للضروة القصوى؛ في حالة لو جالنا حد مهم زيّ وزير مثلًا، غير كده النيش في مكانه معزز مكرم.. ملكة متوجة في البيت.

• لو الزوج فكر وشاور عقله يطلع كوباية من النيش علشان يشرب فيها شاي مرة من نفسه، هو اللي هيبقى المسؤول الأول والأخير عن أي تبعات ممكن تحصل. وماتنساش إنك ماضي على القايمة، يعني لو حاجة حصل في الكوباية دي خربوش صغير لا يتعدى الاتنين ملي، هتدفع تمنه.

• نييجي بقى للأطفال، وهنا الأم بتتحط في اختبار صعب جدًا بين حبها لولادها وحبها وتعلقها باللنيش، يعني لو ابنها كان بيلعب كورة وكسر كوباية منهم الأم بتبقى قدام اختيارين؛ إما تطرد ابنها من البيت خالص أو تمضيه على وصلات أمانة يسدها لما يكبر.
• نييجي بقى لمرحلة التنضيف، ودي بتبقى محتاجة معدات خاصة أول مرة نستخدمها، والموضوع بيتطلب مهارات خاصة برضه؛ إنك تطلع حاجة حاجة من غير ما توقع أختها اللي جنبها ولا اللي وراها، عملية أصعب من مهمة نبيل الحلفاوي وهو بيوسع فتحة الديناميت في فيلم “الطريق إلى إيلات”.

باختصار، النيش هو عبارة عن تابوت مقفول ولغز كبير بنحاول نفهمه ونعرف إيه جواه، بيضم حاجات بتتبع مفهوم “قل حجمه وغلي تمنه”. والوقت اللي من المرجح إننا نفتحه ونستخدمه فيه هو الجزء اللي باقي من العالم الآخر، حاجة كده طويلة واكلة نص الشقة. وفي حل من الاتنين؛ إننا نطلّع الحاجات اللي فيه نستخدمها ونستمتع بيها بدل ما نكتبها في وصيتنا، أو نرفع شعار “النيش مايلزمنيش” ونخف مصاريف الدنيا على بعض.الحل النهائي بقى إننا نحطه في متحف ونخلي الناس تزوره وتتصور جنبه، وأهو نكون طلعنا بأي سبوبة أو مصلحة منه، ولو زنقت خالص ومفيش حل، ماتخفش في بصيص من الأمل إنه ممكن يتفتح في حالة جواز البنت اللي لسه هنخلفها يعني بعد 20 سنة .. لسه في أمل.

أخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: كتالوج للمجروحين: 5 حاجات تعملها بعد الفركشة