السعودية تمول مشروع علمي بمليار دولار في السنة لإيجاد علاج للشيخوخة

إيه هي الشيخوخة؟ ممكن تظن إن الإجابة بديهية، لكن الحقيقة إن العلماء ماعندوهمش مفهوم متفق عليه لمعنى الشيخوخة، ولكن رغم كده مازالت أبحاث مقاومة الشيخوخة في البشر مستمرة في محاولة لتجديد شباب البشر والتخلص من الشيخوخة بشكل تام.

أبحاث مقاومة الشيخوخة بتدرس ازاي نقدر نقلل الأمراض المرتبطة بالتقدم في السن علشان نسمح للبشر يعيشوا فترة أطول، يستمعتوا فيها بصحة جيدة، وبتهدف الأبحاث لتمديد عمر الإنسان لـ 150 سنة أو حتى 300 سنة على إن يعيش بصحة ممتازة خلال الوقت ده.

المملكة العربية السعودية، واللي تُعتبر واحدة من أغنى دول العالم بسبب اقتصادها القائم على النفط بتواجه أزمة كبيرة بسبب ارتفاع نسبة الشيخوخة بين شعبها. بيستمتع الشعب السعودي برفاهية عالية بتيجي معاها نظم غذائية بتسبب ارتفاع وتيرة الشيخوخة وظهور الأمراض المرتبطة بالتقدم في العمر بين السعوديين في وقت قبل الإنسان المتوسط في العالم.

مشروع مقاومة الشيخوخة اللي بتموله السعودية بيهدف لاستخدام الأدوية لعكس آثار الزمن على جسم الإنسان، وواحد من أهم الأدوية اللي في طور البحث هو علاج مرض السكري “ميتفورمين”، واللي أثبتت بعض الأبحاث اللي تمت على مرضى السكري إنهم عاشوا فترات زمنية أطول حتى من الناس الأصحاء، وقلت عندهم نسب الإصابة بالأمراض المرتبطة بالتقدم في العمر.

السعودية مش أول كيان ثري في العالم يستثمر في أبحاث مقاومة الشيخوخة، لاري بايج، مؤسس شركة محرك البحث العالمي “جوجل”، وجيف بيزوس، مؤسس ومالك شركة “أمازون”، والمليونير لاري إليسون، وبيتر ثيل، كلهم استثمروا في الأبحاث دي.

بدأت العائلة المالكة السعودية منظمة غير هادفة للربح اسمها مؤسسة “Hevolution Foundation”، واللي بتخطط لدفع حوالي مليار دولار كل سنة من ثروتها النفطية علشان تدعم أبحاث علم الأحياء في الشيخوخة وإيجاد طرق لزيادة عدد السنين اللي بيعيشها الناس بصحة كويسة، وهو المفهوم اللي بتسميه أبحاث الشيخوخة “فترة الصحة”.

التمويل تحت إدارة محمود خان، أخصائي الغدد الصماء، واللي رأس مجموعة من المؤسسات البحثية المرموقة في العالم، وقال خان في مقابلة: “هدفنا هو زيادة فترة “الصحة الجيدة””، وأضاف: “مافيش مشكلة صحية في العالم النهارده أكبر من مشكلة الشيخوخة”.

تم إقامة مؤسسة Hevolution بأمر ملكي في ديسمبر 2018، ورئيسها الحالي هو ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان. ومن بين أعضاء مجلس الإدارة يفجيني ليبيديف، رجل أعمال روسي بريطاني، والملياردير الأمريكي رون بيركل، وأندرو ليفريس، الرئيس التنفيذي السابق لشركة Dow Chemical.

ماصدرش من المؤسسة إعلان رسمي لحد لحظة كتابة المقال، ولكن تم تحديد نطاق جهودها في اجتماعاتها العلمية، وأتحولت فعلًا لموضوع حماسي في النقاشات بين الباحثين في مقاومة الشيخوخة حول العالم، واللي نفسهم إن المؤسسة تضمن إجراء دراسات بشرية كبيرة حوالين الأدوية المحتمل استخدامها لمكافحة الشيخوخة.

مقاومة الشيخوخة: هاجس يشغل العالم من بداية التاريخ

لوحة “ينبوع الشباب” اللي رسمها الفنان الألماني لوكاس كراناخ الأكبر، سنة 1546، بتوصف مشهد لناس عواجيز بيقلعوا هدومهم وبينزلوا ينبوع الشباب علشان يغتسلوا من الشيخوخة ويطلعوا الناحية التانية شباب ويحتفلوا.

شغل مفهوم الشباب الأبدي والخلود عقول البشر من بداية وجودهم على الأرض، وظهرت الرغبة العارمة دي بقوة في فنونهم وآثارهم، ومازالت بتسيطر عليهم لحد النهارده، وحاول البشر دايمًا وقف أو إبطاء الشيخوخة سواء عن طريق السحر والشعوذة أو عن طريق الأنظمة الغذائية المتوازنة والتمارين الرياضية، أو عن طريق البحث عن الينبوع الخفي للشباب. بتهدف أبحاث الشيخوخة لحقن ينبوع الشباب داخل جسمك من خلال الحبوب والإبر والأدوية، بدل اللي بيتم إيجاده في بركة مياه في الطبيعة.

“فك العلم لشيفرة سر الشيخوخة – هل يمكن أن يحظى الإنسان بحياة أبدية؟” هو فيديو وثائقي على “دي دبليو” بيتتبع بعض أهم الأبحاث العلمية في مجال مكافحة الشيخوخة في العالم، وبتقول عالمة الأحياء الجزيئية والكيمياء الحيوية، ماريا بلاسكو: “أنا مهتمة بسبب تقدمنا في العمر على المستوى الجزيئي، وكرست حياتي لفهم أصل مرض السرطان والشيخوخة، وأظن إن التيلوميرات ممكن تكون المفتاح”.

بتوضح بلاسكو إن التيلوميرات هي نوع من الجزيئات داخل الحمض النووي اللي بتحميه من أخطاء النسخ خلال تضاعف الخلايا، وإنه مع تقدمنا في العمر بتقل الجزيئات دي؛ وبالتالي بنتعرض للأمراض المرتبطة بالشيخوخة وفي النهاية الموت.

نظرية التيلوميرات هي واحدة من النظريات اللي الفيديو الوثائقي بيناقشها في أبحاث أسباب الشيخوخة، وبتبحث بلاسكو مع علماء تانيين طرق لزيادة مقاومة التيلوميرات للتلف خلال التقدم في العمر بطرق صناعية، واللي ممكن يكون العلاج لمشكلة الشيخوخة.

مارك بينيكه، الأخصائي في علم الأحياء الجنائي، بيقول إن الخطر في أبحاث التليوميرات هو مرض السرطان، لإن الخلايا السرطانية مش بتموت، وبالتالي احنا هنا بنمشي على خط رفيع، فهل نتدخل بطرق صناعية في زيادة طول التيلوميرات ونمنع الخلايا من إنها تموت زيّ ما الحمض النووي مبرمجها وبالتالي نسمح للسرطان بالحدوث علشان نعيش 120 أو 125 سنة، ولا نسيب الطبيعة تاخد مجراها ونعيش العمر اللي المفروض نعيشه وبعدين نموت؟

في الوثائقي ده هتلاقي معلومات أكتر عن أبحاث مختلفة في مجال مقاومة الشيخوخة ونقاشات مثيرة بخصوص مدى أخلاقية الأبحاث والتجارب دي، وآراء بعض المتخصصين اللي رافضين استمرار البشر في الأبحاث اللي بتهدف لمقاومة الشيخوخة ودفع حدود البشرية لما وراء الطبيعة.

أخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: “لا نملك سوى أرض واحدة”.. مبادرات في العالم العربي في يوم البيئة العالمي

تعليقات
Loading...