رغي وحكاوي بلا هدف: ازاي الستات بتعتبر الكوافير مساحة آمنة للفضفضة

في حاجة حوالينا من زمان تقريبًا بنعتبرها من البديهيات، وتقريبًا مش ناس كتير اتكلمت عن الموضوع بشكل جد أو فكرت فيه أصلًا، بس من موقف بسيط، خدنا بالنا إن الكوافير بالنسبة للستات والبنات مش مجرد مكان بيروحوا يعملوا فيه مهمة ويمشوا، مش تقضية مشوار، الستات بتعتبر الكوافير ده مساحة آمنة للفضفضة والرغي مع ناس ماتعرفهمش حتى، سواء عن مواضيع عامة لمجرد تسلية الوقت وتضييع الملل أو الكلام عن مشاكل شخصية وفضفضة مع ناس عمرك ماشوفتهم قبل كده، واحتمال ماتقابلهمش في حياتك تاني أصلًا. وفكرنا، ازاي الثقافة دي ابتديت؟ نزلنا كوافيرات وأتكلمنا مع أكتر من حد علشان نفهم الموضوع ده.

البداية كانت في “Eccentric”، أول ما دخلنا المكان حسينا بالجو اللي قاصدين نتكلم عنه، ريحة الشامبو وريحة السيشوار كمان، مع الاستجمام اللي هتحس بيه وتشوفه على وش الستات، اللي بتغير لون شعرها ومتحمسة تشوف النتيجة، واللي بتختار لون الضوافر، يمكن تشوف الكلام ده هايف؟ لا خالص، دي حاجات فعلًا بتفرق في النفسية، كل واحد فينا عايز يشوف نفسه جميل في كل الأوقات.. ووقت الكوافير ده هو الوقت اللي بنحس فيه بكده.

سيد صاحب المكان كلمنا عن اختلاف الفكرة دي بين زمان ودلوقتي، من وقت ما كان بيشتغل مع محمد الصغير، لحد ما بقى عنده الصالون الخاص بيه، وازاي صالون التجميل بيعتبر حاجة مهمة في حياة الستات.

“في فرع المعادي بالذات، الناس كلها تقريبًا عارفة بعض، حتى لو من بعيد، علشان كده في الفرع ده شوفت مناقشات وحكاوي كتير، سواء بين الستات وبعض، أو بيينا وبين الـعميلة نفسها، وطبعًا كل اللي بيتقال ده يعتبر سر في بير، أنا أساسًا معظم الوقت ببقى برد لمجرد إني بتجاوب مع الشخص اللي بيحكي، وبعد ما بيقوم أنا بنسى كل اللي اتقال، مجرد فضفضة.”

الكوافير والعلاج النفسي

عن: the case

من الكلام اللي قاله سيد: “طول الوقت بنشوف مواقف كتير وبنسمع حكاوي كتير، لإن الكوافير بالنسبة للست يعتبر زيّ علاج نفسي، هي جاية عايزة تفضفض وعايزة تتبسط.. أنا عن نفسي حضرت أجيال مختلفة كمان، في بنات من وهما أطفال كنت بعملهم شعرهم، ودلوقتي حضرت أفراحهم.. وبالتالي عدى عليا مواقف وحكاوي كتير بتثبت ثقافة المساحة الآمنة اللي بتحسها الست في الكوافير”.

مساحة آمنة

سيد كمان قال لنا، “المساحة الآمنة دي بتبتدي مننا كـناس بتشتغل في المكان، اللي قدامك لازم يكون مرتاح لك علشان يتكلم، أو يشاركك مواقف أو حتى مشاكل، واحنا بنسمع مشاكل اللي حابة تحكي وبنحاول كمان ننصحها لو ده في إيدينا.”

كلنا عندنا مشاكل، لو ماتكلمناش وفضفضنا هنعمل إيه يعني، على الأقل بنشاركها مع بعض يمكن نلاقي نصيحة أو حل، وحتى لو مافيش، على الأقل هنرتاح بإننا فضفضنا بكلمتين، وهي دي الفكرة.

تجربة الستات نفسها

لما أتكلمنا مع ستات في أعمار مختلفة عن الفكرة دي، رحمة قالت لنا إنها مثلًا وهي بتعمل شعرها بتقعد تحكي على مشاكلها مع صاحبتها وتاخد رأي الكوافير نفسه ويقولها على النصيحة، فبتناقشه فيها وكمان لو ماعجبهاش رأيه يبتدوا يتناقشوا بأدلة وبراهين في الموضوع ويحلوا المشكلة العويصة دي، لحد ما هو نفسه بيزهق ويبقى عايز يخلص لها شعرها علشان يخلص من الرغي بتاعها.

أما ناهد، حكيت لنا عن ازاي كانت علاقتها بالكوافير كمكان وكأشخاص شغالين فيه كمان مش مجرد شغل، الناس اللي بيشتغلوا في الكوافير اللي أتعودت تروحه لسنين كانت بتعتبرهم أصحابها، وفي موقف حكيته: “كنت لما بتطلع قصة شعر جديدة ولا لون شعر جديد بروح لصلاح علشان يعملهولي، بس لأمانته، كان بيقولي لو القصة دي مش هتليق على وشي أو على لون بشرتي، وبيعملي فعلًا اللي يليق عليا مش مجرد حد بيخلص اللي يتطلب منه علشان ياخد فلوس وخلاص، وده كان بيخليني أثق أكتر في المكان، وأعتبر أصحاب المكان إنهم أصحابي”.

“العلاقات الإنسانية أهم من الشغل”

زيّ ما حكى لنا صفوت، صاحب صالون تجميل كريس، عن خبرته الطويلة في المجال، خصوصًا إنه أشتغل حوالي 20 سنة في لندن، باختلاف الجنسيات، الستات بتحب تتكلم وتفضفض، والعلاقات الإنسانية اللي بتقوم ما بين الأغراب حتى، وبينتج عنها تواصل بشكل مفيد، أهم بكتير من الشغل.

“العلاقة بين الست والكوافير مش مجرد إنه مكان بتيجي تعمل فيه شعرها، لأ، احنا بنعرف بعض، بنعرف مشاكل بعض.. الكوافير هو سر الست، بنعتبر إننا عيلة، الست بتييجي مع مامتها مع أختها مع صاحبتها.. عيلة حقيقية، بنتكلم في كل حاجة، بنحكي أدق التفاصيل، ده شئ مهم بالنسبة ليا إني بحتك بالشخصيات دي بكل أنواعها، جميلة فكرة العلاقات الإنسانية نفسها بين الناس وبعض”.

“المسألة مش مسألة بيزنس، كون إني أقرب من الزبون ده كنز بالنسبة ليا.. أنا بكسب الـعميلة عن طريق لغة الحوار بيني وبينه، الحوار الجميل اللي يعمل علاقة كويسة بين الأشخاص، علشان الشخص يحس إن ده مكانه.. لدرجة إن اللي بييجوا المكان عندنا بيحسوا إنهم جايين بيتهم التاني، بيدخلوا يعملوا قهوة، بياخدوا راحتهم في المكان بشكل آمن.”

أخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: رحلة “الشعر الكيرلي” من التنمر للموضة

تعليقات
Loading...