ضغوط الحرب في أوكرانيا وآثارها على الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
في ٢٤ من شهر فبراير اللي فات بدأت عملية عسكرية روسية جوا الأراضي الأوكرانية وهو النزاع والحرب اللي حذر منه ناس كتير لفترة طويلة، واحنا هنا مش قدام تحليل للأسباب اللي خلت روسيا والرئيس بوتين يقوم بالعملية العسكرية دي اللي مستمرة لحد دلوقتي، احنا هنستعرض تداعياتها على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وطبعًا مصر.
احنا قريبين من الأحداث
لو هنتكلم جغرافيًا، فلازم نعرف إننا قريبين من الأحداث جدًا وممكن نعتبرنا جيران لأوكرانيا بشكل أو بآخر خصوصًا إن بيفصلنا عنها ألفين كيلومتر تقريبًا لو رسمنا خط مستقيم من أوكرانيا للشرق الأوسط على الخريطة. أما اقتصاديًا، فبرضه قريبين وشركاء اقتصاديين للدولتين روسيا وأوكرانيا؛ وبالتالي آثار الحرب دي ملموسة في منطقتنا بشكل واضح وليها تداعيات سلبية جدًا على مستوى الأمن الغذائي بسبب تعطل سلاسل الإمداد، وضيف لده الأزمات بسبب ضعف اقتصاديات المنطقة وتداعيات كورونا.
الكل خسران بس مش قوي
كل الدول الغنية بالغاز والنفط في المنطقة، زيّ السعودية والكويت والجزائر وقطر مثلًا، مش هيتأثروا زي الباقي لإنهم هيعوضوا نقص الدول الغربية من المواد دي اللي كانوا بيستوردوها من روسيا قبل الحرب والمقاطعة؛ وبالتالي هيبيعوا ليهم المواد دي بشكل أكبر، بس هنا لازم نعرف إن النمو الاقتصادي في الدول دي برضه هيتأثر زي غيرهم.
أما البلاد غير المنتجة للبترول والغاز هتتعرض لتداعيات سلبية احتمال تؤدي لتوترات اجتماعية إضافية، ودي حاجة بيشترك فيها باقي دول المنطقة وممكن بشكل أقل الأردن ومصر اللي عندهم بعض الموارد زيّ الغاز اللي معروفة مصر بإنتاجه بوفرة. ومصر برضه هتتأثر بسبب قطاعات زيّ السياحة، بالذات إن بيشكل السياح الروس والأوكرانيين تلت السياح الوافدين، وغيابهم هيأثر على الدخل طبعًا وبالتالي هيؤدي لخلل في التشغيل وميزان المدفوعات.
دول هتتأثر أكتر من غيرها
الصراع في أوكرانيا هيكون تأثيره الواضح والملموس في اقتصاديات دول بعينها أكتر من دول تانية في المنطقة، وهي دول زي لبنان وسوريا وتونس واليمن لإنها بلاد بتعتمد بشكل أساسي وكلي على أوكرانيا وروسيا في أكلها، خصوصًا القمح والحبوب، وتعطل توريد المواد الغذائية دي هيأثر على كل حاجة؛ أولها أسعار الأكل وارتفاع تكلفة الإنتاج الزراعي المحلي وغلات المحاصيل والدخل للفرد خصوصًا على صغار المزارعين والطبقات الفقيرة.
مين هيتأثر الأول من الدول دي؟
سوريا ولبنان واليمن هي الدول اللي هتتأثر بشكل واضح، وده نتيجة إنها دول هشة، وده بيعرض أمنها الغذائي لخطر واضح وكبير. سوريا بتستورد تلتين احتياجتها من المواد الغذائية والبترول وإردات القمح من روسيا، ولبنان بتستورد من أوكرانيا وروسيا ٩٠٪ من احتياجاتها من الحبوب، أما اليمن فتيستورد ٤٠٪ من القمح من روسيا وأوكرانيا.
المساعدات الإنسانية في خطر
الصدمات الاقتصادية اللي هتسببها الحرب دي واستمرارها هتمتد لجانب مهم وهو المساعدات الإنسانية في المنطقة اللي بتعاني من نقص حاد في الأمن الغذائي بنسبة ٢٠٪.
تصدير المقاتلين
من أول الحرب وشفنا ازاي دعت أوكرانيا المقاتلين من دول العالم إنهم ييجوا ويحاربوا معاها، وفعلًا أتشكلت وحدات من المقاتلين الأجانب، وللرد علي ده قامت روسيا بنفس الموضوع وبيحارب معاها مقاتلين من دول صديقة وميليشيات موالية ومرتزقة، ومنهم مقاتلين من سوريا ومن الشرق الأوسط، وهنا ممكن نواجه مشكلة زيّ اللي واجهناها بعد الحرب السوفيتية في أفغانستان ووقتها لما خلصت والمقاتلين رجعوا، زاد العنف في الشرق الأوسط.