الغنى غنى النفس: صاحب توك توك يوفر لسيدة مُسنة مسكن ويقوم بخدمتها
دايمًا أسهل ما بيلاقي الإنسان علشان يعفي نفسه من أي حاجة أو علشان يريح نفسه من الشعور بالذنب وقت التقصير، هو إلقاء اللوم على الظروف. دي الحجة اللي بيوهم بيها البعض نفسه إنه مايقدرش يقوم بحاجات خير.. حاجات زيّ الظروف المادية الصعبة، الحاجة للعمل المتواصل وقلة الوقت المتاح.. وحاجات تانية كتير، بتخلي البعض يفتكر إنه ماعندهوش حاجة يقدمها للناس. ولكن مساعدة الأخرين مابتحتجش أكتر من قلب رحيم على الآخرين، والعزيمة لمساعدتهم. وده اللي أكدوا قصة صاحب التوك توك.
من خلال برنامج واحد من الناس، شوفنا قصة إنسانية ومؤثرة بكل ما تحمله الكلمة من معنى. سيدة مسنة وضريرة عندها 78 سنة، كانت قاعدة في الشارع بعد ما طردها أخوها من شقته، وابنها الوحيد سابها من 15 سنة، وبالتالي ماكانش قدامها فعلًا أي مكان تروح له. شافها حمادة صاحب التوك توك، وسألها عن سبب قعادها في الشارع. ولما حكيت له قصتها، مش بس كان رد فعله إنه يساعدها بشوية فلوس، ولكن المساعدة اللي ممكن يقدمها “شخص غريب” للسيدة دي، كان فعلًا لا يصدق.
فقام الشاب ده بتأجير أوضة مخصوص لها علشان تقعد فيها، وكمان بيقوم بخدمتها وبيوفر لها الحاجات اللي بتحتاج لها من أكل وشرب وغيره. قرر كمان حمادة إنه مايقولش لزوجته عن الموضوع واكتفى بإنه يقول لأمه علشان الثواب والأجر ما يرحش عليه. ولكن خدمتها ورعايتها كانوا أكيد بيخلوه يتأخر ومواعيده تختلف، فبدأت زوجته إنها تشك إنه متزوج عليها. وفعلًا تتبعته زوجته علشان تعرف هو بيروح فين، لحد ما اكتشفت الموضوع، وبقيت هي كمان تساعده في خدمة السيدة المسنة.
صاحب توك توك ومراته، بالتأكيد مش هيكونوا مقتدرين أو أغنياء بصورة كبيرة، ومع ده قرروا إنهم يقوموا باحتضان الست دي ورعايتها لوجه الله، على الرغم من أي عوائق ممكن تكون قدامهم. ودي قصة فعلًا تستحق إنها تتحكي وإننا نتعلم منها. فلو كل فرد فكر ازاي يقدر يساعد غيره، أيًا كانت الوسيلة وعلى قد قدراته.. العالم ده فعلًا هيتحول لمكان أحسن!