أمره أروتال مهندس معماري تركي صاحب ابتكار التصميم الفريد لمسجد “سانجاقلر جامع” الشهير، والذي استلهم تصميمه من إحدى أيات القرآن الكريم، “وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا”.
تصميم يخلو تمامًا من الزخرفة المعمارية التي تشتهر فيها مساجد إسطنبول التركية، فهو بعيد عن مشاهد المعمار المهيب المعهودة في البلد.
مسجد ينقلك لعالم آخر
زائر هذا المسجد يشعر وكأنه يدخل إلى كهف تحت الأرض، يحيطه هدوء وسكون المساحات الخضراء، حيث أراد مصممه إعادة حضور “الكهف” و”غار حراء” في نفوس المصلين، وذلك بهدف العودة لأصل الاسلام وتعزيز البساطة في حياته.
قبل دخولك ستجد بركة مياه منخفضة وأشكال بسيطة تؤدي لحالة ذهنية عاكسة وهادئة، لتهيئة المصلين لدخول الصلاة، فضاء مفتوح أمام المساجد بمثابة مساحة للتأمل مع وجود شجرة زيتون واحدة فقط وقديمة كترميز للخلود.
المسجد صمم على مساحة 7 آلاف و400 متر مربع أرض المسجد المنحنية توحي للمصلين بالدخول تحت الأرض، إذ تنقسم ساحة المسجد الداخلية إلى مستويات تنتهي بجدار المحراب، وصمم بصورة تسمح بتخلل ضوء الشمس من أعلاه عموديًا وتجعل المسجد جزءًا من الطبيعة مع تجنب استخدام أي دهانات كيميائية، والاكتفاء بالأحجار البازلتية، التي تضفي أجواء روحانية على المسجد.
وفي وصف المصمم أن “الجدران الخارجية للمسجد نفذت في هيئة توحي وكأنها تضع حدًا بين العالم الخارجي المختلط المضطرب وأجواء الخشوع والطمأنينة والهدوء داخل المسجد”
التصميم حصل على العديد من الجوائز منها جائزة “مشروع المستقبل” في مهرجان العمارة العالمي، جائزة المركز الأول ضمن فئة “المنشآت الدينية” في مهرجان العمارة العالمي الذي أقيم في 2013 في سنغافورة، جائزة غرفة المهندسين المعماريين الأتراك في 2014، وفي 2015 حصل على جائزة أفضل مبنى ديني من قبل إتحاد العمارة العالمي، ومنحه المعهد الملكي للمعماريين البريطانيين (RIBA) جائزة التميز الدولي.
آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: 0 مليون سائح بحلول 2030: آليات وخطط لدعم السياحة في مصر