محاولة لتشكيل وعي العالم أم استهزاء بأوجاع الإنسانية؟ تزييف قصص عن الأطفال لجذب التعاطف الرقمي
دمية طفل بلاستيكية تجد الدماء متناثرة في كل اتجاه على وجهه ويديه وركبتيه، ويرتدي كوفية حول رقبته، مكتوب “صنع في إسرائيل”، تباع في محال في المكسيك حسب ما تم تداوله، ومما أثار غضب واسع لاستخدام تلك الدمية في محاولة للاستهزاء بأطفال فلسطين وما يواجهوه منذ بداية الحرب على غزة من قتل وتشريد وتشويه، ولكن ما انتشر يبدو وكأنه غير مكتمل أو هناك تشوش لحد ما بخصوص ما نشرته بعض وسائل الإعلام الاقل شهرة.
فقد تبين أنها من صنع فنان مكسيكي يُفترض أنه ناشط، أخذ دمية عادية الشكل من محل ألعاب وحولها إلى دمية فلسطينية عن طريق تلطيخها باللون الأحمر ووضع الكوفية حولها. ثم قام بوضع تلك الدمية بين الدمى الأخرى في المتجر لغرض وحيد هو رفع مستوى الوعي بالصراع الحالي في فلسطين لبعث بها رسالة وإنه مع كل جندي إسرائيلي يقتل أو يحصل على جثة طفل فلسطيني.
حوادث استخدام قصص عن الأطفال لتوصيل رسالة بشكل ما ذكرتنا عندما قررت إسرائيل في مرة من المرات أن تصادر دمى كانت ترتدي كوفية وفي يديها حجر وكإن الدمى وحياة الأطفال خطر على العالم وتناقلتها وسائل الاعلام الصهيوني بوصفها انتصاراَ لبراءة الاطفال.
وأيضًا القصص المزيفة المتداولة على وسائل التواصل الإجتماعي الى يومنا هذا عن قطع رؤوس 40 طفل رضيع في إسرائيل أثناء عملية “طوفان الأقصى”.. الكذبة التي لجأ لها الاحتلال الإسرائيلي لجذب التعاطف الشعبي والإعلامي، والتي نشرتها وتناقلتها وسائل الإعلام المختلفة بصرف النظر عن مدى مصداقيتها دون أدلة، والتي اتضح فيما بعد عدم وجود دلائل يمكن تصديقها بشأن هذه القصة. وإنها مجرد كذبة من صنع إسرائيلي لشيطنة المقاومة.. بينما حال أطفال غزة على أرض الواقع أمام مرأى ومسمع العالم كله، فقد استشهد حتى الآن أكثر من 8 آلاف طفل في قطاع غزة منذ بداية العدوان في السابع من أكتوبر.