6 أفلام إيرانية هتفتح لك باب واسع على المجتمع الإيراني

لما نتكلم عن السينما الإيرانية فإحنا مش بنتكلم عن عدسة حكيمة وناقدة وفنية لأبعد الحدود بس، لأ، إحنا بنتكلم عن سينما طموحة قدرت خلال تاريخها تنتج أفلام ومسلسلات لفتت أنظار العالم وأخدت جوايز كتير في مهرجانات مختلفة. واحد من أهم أسباب نجاح السينما الإيرانية عالميًا هو إنها في أغلب الأوقات بتركز على أحداث حياتية عادية جدًا، وبتشتغل على تشريح الأحداث الحياتية العادية دي في إطار درامي فني مميز، وده بيديها الطابع الإنساني المشترك بين جميع الثقافات.

إيران دولة إسلامية شيعية متشددة، وبالتالي بتمثل الرقابة على السينما شوكة في مسار الإنتاجات الفنية هناك، وعلشان كده مش هتلاقي أي مشاهد عري أو جنس في أفلامهم، حتى لو لها ضرورة درامية، وهتلاقي معظم المشاهد فيها ستات لابسين حجاب، ورغم كده قدر صناع السينما الإيرانية يبدعوا في تحدي مُبهر لكل الأزمات الرقابية والسياسية اللي بتخنق الإبداع.

ونظرًا لأهمية السينما الإيرانية لكل محبين السينما في العالم، قررنا نكتب عن 6 من أفضل الأفلام الإيرانية، ورعينا في الاختيار التنوع ما بين أستديوهات ومخرجين مختلفين علشان نقدر نقدم لك، يا سيدي القارئ، قائمة أفلام تعرفك على السينما الإيرانية بشكل شامل إلى حدٍ ما، وتعرفك على المجتمع الإيراني من الداخل. يلا نبدأ!

طعم الكرز Taste of cherry من أجمل إبداعات السينما الإيرانية

الفيلم إنتاج سنة 1997، ومن تأليف وإنتاج وإخراج عباس كيارستمي، شارك في مهرجان كان في نفس السنة وفاز بجايزة السعفة الذهبية، أكبر جايزة في مهرجان كان. وتم اختيار الفيلم كواحد من أفضل عشر أفلام في تاريخ السينما من خلال معهد الفيلم البريطاني.

الفيلم بيحكي عن رجل عايز ينتحر فبيدور على حد يقتله، وتستمر أحداث الفيلم في رحلة البحث عن الشخص اللي يقتله، فبيقابل ناس مختلفة من المجتمع الإيراني ويفتح عباس كيارستمي نقاشات عميقة وساذجة أحيانًا عن الإنسان والحياة والواقع الاجتماعي الإيراني.

الفيلم غير تقليدي، وأول حاجة بتلاحظها فيه هي البساطة اللي بتحسها أحيانًا ساخرة نوعًا ما، الفيلم مثلًا مفيهوش موسيقى تصويرية وبيعتمد على الأصوات اللي في الخلفية أو صوت مزيكا طالع من راديو عربية مثلًا، وبينتهي نهاية غريبة جدًا وسريالية، نهاية هتغيظك أوي أو هتضحكك، لكنها نهاية غامضة وساخرة زيّ الحياة بالظبط.

أطفال الجنة Children of heaven

الفيلم إنتاج سنة 1997، ومن إخراج مجيد مجيدي، من خلال الفيلم ده بدأت السينما الإيرانية في الوصول والمنافسة بجدية في المهرجانات العالمية، اترشح الفيلم لجايزتين كان وأوسكار وفاز بجوايز تانية كتير في مهرجانات كبيرة زيّ مونتريال ووارسو وغيرهم.

بتبدأ أحداث الفيلم لما جزمة “زهرة” اللي كان أخوها “علي” رايح يصلحها تقع منه في مجرى مياه وتضيع، والحدث الصغير ده يسبب إرباك كبير في حياة علي وزهرة اللي يقرروا يخبوا اللي حصل عن أهلهم علشان مايضايقهمش، وعندنا الأب بيتعصب بسهولة لإنه بيمر بظروف مالية وحشة والأولاد عارفين ده، أما الأم فمريضة ومرهقة من كتر شغل البيت لوحدها. ضياع الجزمة هو بداية لسلسلة مثيرة وحساسة جدًا في حياة الطفلين.

أطفال الجنة في فيلم مجيدي هم أطفال الحياة في ظروفها القاسية والصعبة، ومجيدي بيقول إن الأطفال في الحياة دي هما أطفال الجنة، بيهتموا جدًا بالمدرسة والمذاكرة ومساعدة أهلهم حتى لو كانوا يمروا بظروف مش ممكن الأطفال العاديين المدللين يتعاملوا معاها.

نهاية الفيلم منطقية جدًا ولكن فيها جانب من الفانتازيا الطفولية اللي بتتحل فيها المشاكل بطريقة سحرية وسهلة، وقدر مجيدي في نهاية الفيلم يدمج ما بين الفانتازيا الطفولية دي مع المنطقية الحياتية وأسلوبه الفني المميز.

رجم ثوريا The Stoning of Soraya M  

الفيلم من إنتاج سنة 2008 وإخراج سيروس نورسته، واتصور بالكامل في الولايات المتحدة. ومأخوذ عن رواية رجم ثريا “قصة حقيقة” للكاتب الفرنسي الإيراني الأصل فريدون، واللي بيحكي فيها قصة ثريا منوتشهري الست الإيرانية اللي اتحكم عليها بالرجم في سنة 1986.

الفيلم بيمثل قسوة المجتمعات الذكورية المنغلقة على النساء، وإزاي جرائم الشرف باسم الدين بتستخدم لقهر النساء وتعذيبهم وتحويلهم لكائن من غير حقوق، ورغم إن الفيلم حزين جدًا إلا إن الصورة اللي بينقلها عن جزء من المجتمع الإيراني خطيرة ومهمة في نقد المجتمع.

عن إيلي About Elly

الفيلم من إنتاج سنة 2009، وإخراج أصغر فرهادي، وتم تكريم الفيلم ومخرجه بجوايز كتير زيّ جايزة أفضل مخرج في مهرجان برلين وأفضل فيلم في المسابقة الدولية لمهرجان (ترايبيكا) ومهرجانات أسيوية تانية كتير.

أحداث الفيلم بتحكي عن تلات عائلات من طهران بيخرجوا في رحلة للشمال ومعاهم ضيفين هما أحمد وإيلي، وهناك بتحاول زبيدة تعرفهم على بعض على أمل إنهم يرتبطوا. بيبدأ الفيلم بداية بسيطة وهادية لكن فجأة بتحصل حاجة ماكانتش متوقعة خالص وتغير تيمة الفيلم ومسار أحداثه بالكامل، ونبدأ نكتشف أسرار مريبة، ويفضل السؤال الأهم في الفيلم “مين هي إيلي” يكبر ويبقى محور الفيلم.

أفلام أصغر فرهادي فيها أسلوب إخراجي مميز عن كل المخرجين الإيرانيين، فتحسه بيتقرب من المشاهد وبيحاول بكل طاقته يخليه مستمتع ومنغمس في تجربة الفيلم، وأسلوبه ده قريب من أسلوب ماجد مجيدي، وبيعتمد على كتابة قصة بسيطة بتفاصيل دقيقة وقوية وبنية سردية كلاسيكية لكن ذكية ومدروسة كويس.

انفصال A Separation: طلاق في قاعات السينما الإيرانية

الفيلم من إنتاج سنة 2011، وإخراج أصغر فرهادي، أخد “أوسكار” أفضل فيلم غير ناطق بالإنجليزية في سنة 2012، وجايزة “الدب الذهبي” في مهرجان برلين السينمائي، وهو أول عمل إيراني ياخد الجايزتين دول، وأول فيلم إيراني يترشح للأوسكار بعد فيلم “أطفال السماء”.

بيعتمد فرهادي في فيلمه على الأسرة الإيرانية اللي بتشكل إلهام لا ينتهي للمخرج في كل أفلامه، ويبدأ الفيلم بمشهد في المحكمة وست عايزة تطلق من جوزها علشان تهاجر لأوروبا في الوقت اللي جوزها متمسك بالبقاء في إيران علشان ياخد باله من أبوه العجوز والمصاب بالزهايمر، وتتعقد الحكاية لما الخادمة اللي يستخدمها الزوج لخدمة والده العجوز يحصلها إجهاض بسبب خناقة بينها وبين الزوج وتبدأ الشخصيات التانية في الدخول في القصة.

مفيش أشرار في الفيلم، بالعكس الكل ضحايا بشكل أو بأخر، حتى زوج الخادمة العنيف واللي بيكون مخيف في أوقات كتير هو ضحية الفقر والبطالة والفجوة الثقافية والاقتصادية والاجتماعية، وهنا يتجلى أهم عنصر من عناصر أفلام فرهادي، ألا وهو الإنسانية، فالبطل والمشاهد والأحداث والخلفيات كلها موجودة علشان تخدم الإنسان وتحكي حكايته.

البائع The salesman: عن الخوف والقلق

الفيلم من إنتاج 2016، وحصل على جايزة الأوسكار كأفضل فيلم غير ناطق بالإنجليزية سنة 2017، وهو من كتابة وإنتاج وإخراج أصغر فرهادي. وبيحكي قصة شاب مثقف بيشتغل أستاذ للأدب في واحدة من المدارس الثانوية وبالليل بيقدم مع فرقته المسرحية مسرحية موت بائع متجول The death of a salesman واللي بيقوم فيها بدور البطولة.

داخل مدينة قاسية بتجبر الشاب على إنه يشتغل طول النهار والليل بيلاقي نفسه مش قادر يلاقي وقته لمراته وتبدأ أحداث الفيلم بعد ما ينقل هو ومراته لشقة جديدة ويكتشفوا إن الست اللي كانت عايشة فيها سمعتها وحشة، ويرجع في يوم يلاقي شخص غريب اقتحم شقته واتهجم على مراته، ومن هنا يبدأ فرهادي يسرد التناقضات في شخصية البطل ما بين الشاب المثقف الهادئ للشخص الغاضب المدفوع بكراهية كبيرة للانتقام من الشخص اللي اتهجم على مراته.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: خيري بشارة وساندرا نشأت بيتكلموا عن الحب والحياة على نتفليكس

تعليقات
Loading...