وثائق بريطانية جديدة بتكشف كواليس حظر النفط عن الغرب بحرب أكتوبر

في كل فترة، وتحديدًا كل عدد معين من السنوات أو العقود، بتكشف بعض الدول، خصوصًا الغربية، عن وثائق خاصة وسرية وفقًا لقوانينها، اللي بتحافظ على سرية الوثائق دي حفاظًا على الأمن القومي.

من الدول دي بريطانيا، اللي بتُعتبر لاعب دولي في الأحداث الكبيرة حول العالم لعقود طويلة، وأخيرًا كشفت مع ذكرى حرب أكتوبر السنة دي عن وثائق سرية، بتتكلم عن كواليس حظر العرب للنفط عن الدول الغربية، في واحدة من أبرز الحوادث التاريخية، اللي غيرت شكل الدول والشرق الأوسط والمنطقة العربية.

أزمة النفط في الغرب عام ١٩٧٣ – عن federalreservehistory

إيه اللي حصل من الدول العربية؟

استمرت حرب 73 فعليًا بين يوم 6 أكتوبر لحد 25 أكتوبر، وبعد أيام قليلة من بدء العمليات -اللي فاجئت إسرائيل والغرب- واجتياز فيها الجيش المصري خط بارليف وعبور قناة السويس، استغاثت إسرائيل بالولايات المتحدة، وبعد سبع أيام وفي يوم 13 من الشهر نفسه، عملت الولايات المتحدة جسر جوي هائل لنقل السلاح لإسرائيل.

وبعد أربع أيام من بداية جسر الإنقاذ الأمريكي، أعلنت السعودية والعراق وإيران والجزائر والكويت والإمارات وقطر في يوم 16 أكتوبر رفع أسعار النفط بنسبة 17%، وخفض إنتاجها، وتبع ده حظر فرضته الدول العربية على تزويد الدول اللي بتؤيد إسرائيل بالنفط.

الوثائق البريطانية أظهرت إن موقف السعودية شكل صدمة للبريطانيين، اللي ماتوقعوش إن يكون عند العرب الجرأة لخطوة زيّ دي.

عملية حشائش النيكل

عملية “حشائش النيكل” كانت عملية إمداد جوي استراتيجية، نفذتها الولايات المتحدة لإمداد إسرائيل بالأسلحة في حرب أكتوبر، وشحنت قيادة النقل الجوي العسكري التابعة للقوات الجوية الأمريكية 22,225 طن من الدبابات والمدفعية والذخيرة وإمدادات تانية لإسرائيل، وتم الشحن في الفترة ما بين 14 أكتوبر و14 نوفمبر 1973، وكان الإمداد ده شديد الأهمية لإسرائيل في قتالها ضد العرب في الحرب.

أزمة النفط في 1973

أزمة النفط سنة 1973 أو صدمة النفط اللي بدأت في 15 أكتوبر 1973، لما قام أعضاء منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول، اللي بتتألف من الدول العربية أعضاء أوبك، بإعلان حظر نفطي لإجبار الدول الغربية على الضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي العربية المحتلة في حرب 1967. وقتها، أوبك أعلنت إنها هتوقف إمدادات النفط للولايات المتحدة والبلاد التانية اللي بتؤيد إسرائيل في صراعها مع العرب.

الحظر اتسبب في فوضى وصدمة في الغرب والولايات المتحدة، سعر البنزين ارتفع من متوسط 38.5 سنت في مايو 1973 إلى 55.1 سنت في يونيو 1974، وفي الوقت نفسه، بورصة نيويورك للأوراق المالية فقدت 97 مليار دولار في قيمة أسهمها في ست أسابيع.

عن دنيا الوطن

مرحلة إنكار الصدمة

كشفت وثائق بريطانية، إن بريطانيا والولايات المتحدة قللوا من إرادة العرب وقدرتهم على وقف ضخ النفط للغرب خلال حرب السادس من أكتوبر عام 1973، وبتشير الوثائق، اللي نشرتها هيئة الإذاعة البريطانية، إن البريطانيين فوجئوا بإعلان الدول العربية المنتجة للنفط الحد من الإمدادات للغرب، بعد 10 أيام من العمليات العسكرية.

في 11 يونيو عام 1973، و قبل الحرب بأربع شهور، حضر “ويليام روجرز” وزير الخارجية الأمريكي اجتماع مجلس وزراء في منظمة معاهدة الشرق الأوسط اللي بيتسمى “حلف بغداد”، وبيحكي “أنتوني بارسونز” الوكيل الدائم لوزارة الخارجية البريطانية في الوقت ده، إن روجرز قلل من تهديدات العرب باستخدام النفط كسلاح للضغط على الغرب، لإجبار إسرائيل على الانسحاب من الأراضي المحتلة في حرب 1967.

وقال بارسونز في تقرير سري عن حوار بينه وبين الوزير الأمريكي روجرز، إنه اتكلم عن قوة موقف العرب في موضوع النفط، ونقل عن روجرز إن “كل الكلام عن استخدام العرب نفطهم سلاحًا سياسيًا فارغ حسب رؤية الولايات المتحدة”. روجرز قال للمسؤول البريطاني إن مفيش مجال إن العرب ياخدوا الولايات المتحدة رهينة، وهيتقالهم ده بطريقة “صارمة”.

تحذير السادات 

الحوار بين روجرز وبارسونز جيه بعد أسابيع قليلة من تحذير الرئيس “أنور السادات” للغرب من إن العرب مستعدين للجوء لحظر نفطي، لمساعدة مصر في الصراع العسكري مع إسرائيل، وساعتها اهتمت صحف بريطانية بشكل ملحوظ بتلميح السادات في خطاب بمناسبة عيد العمال، في أول مايو سنة 1973، إلى إن الدول العربية الغنية بالنفط وعلى رأسها السعودية، وعدت باستخدام إمدادات النفط كسلاح، بمجرد بدء مصر عمليات عسكرية لتحرير الأراضي اللي احتلتها إسرائيل في حرب 1967.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: في إجازة 6 أكتوبر: مدن مصرية لازم تستغل الفرصة وتزورها

تعليقات
Loading...