من غير أبعاد فلسفية معقدة: لو السوشيال ميديا اختفت هنعمل إيه؟

السؤال مش هدفه تفكير تقليدي إن حياتنا هترجع زي زمان وهنبقى اختصرنا عصر كامل، لأ بس ده تساؤل بنحاول نعرف فيه لو حصل وصحينا في يوم لقينا السوشيال ميديا اختفت والإنترنت معاها -وده وارد- حياتنا شكلها هيبقى عامل ازاي، علشان صعب نتخيل إن كل الفترة الزمنية اللي بالسوشيال ميديا دي هتبقى كإنها ماحصلتش، وهنصحى الصبح نسمع يا صباح الخير ياللي معانا ونرجع التمانينات كإن ماحصلش حاجة.

أكيد التجربة دي هتفرق، وحتى لو السوشيال ميديا مابقتش موجودة، لكن احنا نفسنا اتغيرنا، ويمكن احتياجاتنا ومتطلباتنا وحياتنا اليومية اتغيرت تباعًا.

وبناء على تجربة شخصية، في حاجات كتير هيكون عندنا فرصة نعملها، لإننا بانشغالنا الدائم بالموبايل والسوشيال ميديا والأخبار، ماعندناش الفرصة لده، وحتى لما بنعملها بيبقى تحصيل حاصل، زي اللي هنقوله في المقال ده.

هتبدل السكرول داون بالكلام مع اللي حواليك

عن: identity

عارف التريقة بتاعت “احنا قاعدين مع بعض ولا قاعدين مع الموبايلات”؟ الجملة دي بعيدًا عن صيغتها في الهزار، لكن فعلًا من غير الموبايل هيبقى عندنا فرصة نتكلم مع الأشخاص الحقيقيين اللي حوالينا، بدل ما بنقعد نقلب في كلام ناس مانعرفهاش، وبدل ما بنعرف عن ناس غريبة أو بعيدة عننا، الأولى نشوف أخواتنا وأصحابنا وبيفكروا في إيه ونتشارك.

وده اللي كان عندي الفرصة أعمله خلال التجربة، وخصوصًا الكلام مع الأخوات في فقرة ما قبل النوم اللي دايمًا معظمنا بيقضيها سكرول داون، لكن الكلام مع شخص موجود جنبك مايتقارنش بها.

هتعمل أكل بدل ما بتعتمد بكسل على أكل جاهز

بشكل غير طبيعي، هتلاقي إن عندك وقت فاضي كبير أو هتحس إن اليوم فيه بركة كده زي ما أمهاتنا بتقول، وبالتالي هتلاقي عندك وقت لحاجات طبيعية مفروض تعملها في يومك، لكن مع وجود الموبايل والسوشيال ميديا بتحس إن الوقت والمجهود أقل بكتير.

هتلاقي وقت تعمل أكلك، بدل ما دايمًا حاسس إن مافيش وقت ودايمًا مكسل، وبتعتمد على أكل جاهز ممكن بنسبة كبيرة يكون مش صحي، بس أنت في دوامة ومش مركز في أي حاجة.

وبرغم إني شخصيًا مش من محبي وقفة المطبخ، لكن كانت فرصة أجرب وأعمل أكل.

هتتفرج على التليفزيون

عن: abunawaf

في دي بقى رجعت بالزمن شوية، لكن دي ماكانتش حاجة وحشة خالص بالعكس، كان عندي فرصة أكتشف أفلام قديمة ماكانش عندي فرصة أشوفها، واكتشفت إن في أفلام اتعملت من عشرات السنين لكن القصة والفكرة اللي فيها كإنها لسه بتتعمل دلوقتي، أفكار سابقة عصرها وبتمحي التابوه المعروف عن الأعمال الفنية القديمة بإن أفكارها اتهرست 100 مرة.

وطبعًا أرشيف التليفزيون المصري مش محتاجين نتكلم عنه، لإن بمجرد ما صادفت “ليالي الحلمية” حسستني إن مش مشكلة أفضل بتفرج عليها كل يوم وتبقى هي تسليتي الوحيدة اللي بستناها طول اليوم.،وماما ماكانتش بتكدب لما بتحكيلي عن إن المسلسل وقت عرضه لأول مرة كان فعلًا هو التسلية المفضلة للناس وقتها، وبيستنوا معاده كل يوم ويحضروا له قعدة وتسالي.

هتتعرض لمعلومات وأخبار أقل بكتير

يمكن دي كانت أكتر حاجة فرقت معايا في التجربة، تقريبًا ماعرفتش أخبار عن العالم غير بالصدفة من برنامج في التليفزيون، عرفت اللي يهمني فيه وبعدين قلبت القناة، ماكنتش مضطرة أعرف عن جريمة قتل حصلت في كوالالمبور وأشوف تحليلات الناس بقى ليها، وكل واحد بيقول وجهة نظره على الموضوع وكله ينظّر على كله.

وده في وقت قليل جدًا حسيت إنه فرق بشكل إيجابي على صحتي النفسية، مادخلتش دواير من التفكير والآراء عن أي حاجة، ولا قريت عن تشاؤمات ومشاكل وسلبيات، كان كفاية الحاجات اللي بقابلها بنفسي في يومي، مش هشيل همي وهم 7 مليار بني آدم.

هتتأمل وتقدّر كل حاجة حواليك

السما جميلة اوي يلا ننط !

Posted by A e s t h e t i c s on Thursday, September 2, 2021

شوفت قبل كده فيديو لطيف لولد صغير معجب بشكل السما والسحب ومبهور بها؟ أهو أنا كنت الطفل ده بس مش على السما بس، في كل حاجة.

عارف كمان الميمز اللي بتتعمل على أي شخص فاضي وبيتأمل في النجفة والفازة اللي جنبه، كان عندي فرصة أكون الشخص ده.

عن: تويتر

لو مش رقبتك ملوية على كتفك وباصص في الموبايل طول الوقت، هيبقى عندك فرصة تبص على كل حاجة حواليك وتقدّر نعمة وجودها، من أصغر حاجة لأكبر حاجة، هتقدر حاجات كتير أنت عايش فيها وبتتجاهلها أو مش فاضي تبص عليها أصلًا.

مجرد قعدة في البلكونة جنب شوية زرع وكوباية شاي، هتبقى قادرة تحسسك بروقان وانبساط، أو قعدتك مع حد بتحبه، أو فيلم تشوفه، أو تمشية والجو حلو، أو قعدة تأمل في السما والسحاب والقمر.

مقارنتك باللي حواليك هتقل

غصب عنك أو بإرادتك، بتحط نفسك في مقارنات كتير مع كل اللي حواليك واللي بتشوفهم على السوشيال ميديا، وده بيديلك إحساس بعدم الرضا ودايمًا تحس إنك مش أحسن حد ومش أغنى حد ومش أشيك حد و و و.. لكن بعدم التعرض لكل ده، هتقل مقارنتك بكل حاجة حواليك، وده مع الوقت هيخليك عندك إحساس بالرضا أكبر من الأول، حتى لو المقارنات مانتهتش، لكن مش هتقارن نفسك بملايين البني آدمين وبناس ماتعرفش حتى إنك عايش.

هتنام بشكل أحسن

معظمنا لما بيقلق من النوم بيمسك الموبايل ويفتح السوشيال ميديا وكإنه مستني رسالة من السفارة، وطبعًا الدوامة دي بتاخد ساعات من وقت النوم، ومعظمنا كمان بيقضي ساعات قبل النوم بيتفرج على حاجات مالهاش أي لازمة زي فيديوهات غسيل السجاد اللي واكلة عقلنا مؤخرًا.

لو مافيش سوشيال ميديا، هتنام عادي وقت ما يجيلك نوم، وحتى لو قلقت في وسط النوم هترجع تنام بعدها عادي مش هتتسحل بالساعات في حاجات مش هتفيدك، وبالتالي يومك يتقلب ويبوظ علشان ماخدتش كفايتك من النوم.

هتلعب ألعاب تشغّل دماغك

لما النت يفصل وتبتدي تدور في الموبايل أو اللاب توب على ألعاب تسليك، أهي الفترة دي بقى هتطوّل معانا، وبدل ما بننشغل باللا شيء على السوشيال ميديا، هنلعب ألعاب تسلّينا وتشغل دماغنا في نفس الوقت، حتى لو بازل، ترتيب حاجات، لعبة تحرك دماغك بدل فيديوهات وكلام كتير عن الولا حاجة، الألعاب دي ممكن تبقى بكروت أو بأي شكل، وممكن تبقى على الموبايل كمان.

وده اللي حصل معايا.. مجرد لعبة لترتيب الألوان خلتني أشغل دماغي من وقت للتاني وبتسليني في نفس الوقت، وبكتشف وأدوّر على ألعاب تانية فيها أفكار لذيذة ومسلية.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: سلبي وإيجابي: تأثير السوشيال ميديا على الصحة النفسية

تعليقات
Loading...