من شركة أسطوانات لأغاني أطفال: ليه محمد فوزي رائد الموسيقى المصرية؟

محمد فوزي مش مطرب عادي عدى في تاريخ الموسيقى المصرية والعربية، لو عرفت عنه أكتر، هتلاقي إنه صاحب ألحان كتير ممكن تقف قدامها وماتصدقش التاريخ اللي اتعملت فيه، هتحس إنها مختلفة عن الألحان اللي بتتعمل وقتها، وسابقة عصرها بشوية، ده غير خفة دمه اللي كانت بتطبع على كل عمل فني يعمله، حتى التمثيل ساب لنا فيه بصمة لذيذة لما بنشوفها لحد دلوقتي بنكتشف إن اللي غيّر وأثر في الموسيقى العربية كان شخص مختلف ويستحق اسمه يتذكر لسنين.

فكرنا شوية، وأخدنا بالنا إن محمد فوزي كان رائد في حاجات ماحدش عملها قبله، أو ماحدش اهتم بيها قده كمان، منها اللي فتح مجال ماكانش موجود في مصر قبله. لو ماكانش محمد فوزي اتولد، ماكناش هنشوف الحاجات دي، زي إيه؟

أول شركة إنتاج للأسطوانات في مصر

زمان، علشان تسجل موسيقى أغاني على أسطوانة، كان الموضوع صعب شوية، لكن محمد فوزي جه بحل سحري وجازف ونفذه بماله الخاص في أواخر الخمسينات، طب كانت العملية بتتم ازاي الأول؟ كان لازم تجيب الأسطوانات من باريس أو اليونان، وبسعر حوالي 90 قرش، لكن بعد ما محمد فوزي قرر تأسيس شركة “مصر فون” بقى يتم طباعة وإنتاج الأسطوانات فيها داخل مصر، وبقت الأسطوانات متاحة بشكل وفير، وبأقل من نص تمن الأسطوانة اللي بنشتريها من برا، كان سعر الأطوانة من مصر فون 40 قرش. كانت الشركة بتشتغل من غير منافس تقريبًا، وبتقدم منتج مصري 100%.

رائد الموسيقى المتجددة

حسب اللقب اللي أطلقه عليه النقاد وقتها، علشان كان بيجرب أساليب موسيقية جديدة، مش هتحسها في الكلام والتعبير، بس هتفهم ويوصل لك الاحساس ده لما تسمع الألحان، مش بس اللي غناها بنفسه، كمان ألحانه لمغنيين تانيين، وأطلق عليه كمان رائد الأغنية الشبابية. ده غير إنه موهبته كانت في التلحين والغناء والاستعراض، وكمان التمثيل والتأليف.

أول من غنى للأطفال

تخيل إن قبل محمد فوزي ماحدش فكر يعمل أغاني أطفال؟ هو أول حد اهتم إنه يغني للأطفال ويقدم لهم موسيقى على قدهم، أول حد فكر يقرب منهم ويغني ليهم قصص صغيرة ويعمل كذا أغنية، ومن بعد ما فتح فوزي الطريق ده، ابتدى يكون في اهتمام بالنوع ده من الأغاني، أول أغنية أطفال عملها كانت “ماما زمانها جاية”، وبعدها الأغنية الأشهر “ذهب الليل”.

اعتمد الصوت البشري بدل الآلات الموسيقية

ودي حكاية ظريفة، بعض الناس وصفتها وقتها بالجنون، لكنها كانت صدفة حصل في موقف ومحمد فوزي لقى إن دي الطريقة الوحيدة اللي ممكن ينقذ بيها الموقف. لما غابت الفرقة الموسيقية عن الحضور في الستوديو لتسجيل أغنية “كلمني طمني” فقرر محمد فوزي استبدال الآلات الموسيقية بأصوات بشرية، واعتمد على أصوات الكورال في أداء الجُمل الموسيقية. وبمرور السنين، التجربة دي بتتذكر بإنها واحدة من أهم التجارب في تاريخ الموسيقى المصرية.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: في ذكري وفاته: أغاني متفوتهاش للفنان محمد فوزي

تعليقات
Loading...