من الخاطبة لتطبيقات التعارف: ازاي أتطورت طرق توفيق راسين في الحلال؟

“شاب مصري، السن 23 سنة، طويل القامة، ومقبول الشكل، عصري ومرح، ومن أسرة معروفة ويعمل، سكرتير في مصنع معروف، المرتب 18 جنيه، يرغب في الزواج من فتاة غنية جدًا، وأمها متوفاه! رائعة الجمال، ولا يدفع شبكة ولا مهر.”

ده إعلان جواز شوفته مكتوب كده بالنص على صفحة بتنشر كلاسيكات ونوادر زمان؛ ورقة بني شبه ورق اللي كنا بنلف بها لحمة زمان مكتوب عليها إعلان لمواصفات جواز، ولما قلبت لقيت الإعلانات دي.

بعيدًا عن الطلبات الغريبة اللي لاقيتها لما دورت في محتوى إعلانات أكتر، سألت نفسي؛ هي الناس زمان كانت بتتجوز وتتعرف على بعض ازاي؟

الخطابة: توفيق راسين في الحلال

هنلاقي إن كان في زمان مثلًا بجانب إعلانات الجواز اللي لسه شايفنها في الجورنال دلوقتي، الخطابة كانت الراعي الرسمي لأي جوازة وتوفيق راسين في الحلال، مع إن المثل بيقولك امشي في جنازة وماتمشيش في جوازة. كانت بتاخد بيوت الشارع اللي فيه والشارع اللي جنبها كعب داير تقعد مع ده وتشوف دي، والفكرة دي نفسها اتخلقت لإن كان من الصعب زمان الرجالة تشوف الستات بسهولة وتقعد معاهم، فكانت الخاطبة هي الوسيط بينهم؛ كانت بتنقل للعريس كل المعلومات اللي عايز يعرفها عن العروسة وبتعمل لها اختبارات زيّ “اكسري اللوزة”، “بتشد في شعرها علشان تتأكد إنه مش عيرة”، “وتعملها كشف نظارة وتقولها دول كام”. ولو هي تمام بعد كل الاختبارات دي، بيقرر العريس إنه يتقدم لها ويدخل برجله اليمين وفي إيده علبة الجاتو، ولو تم المُراد بتاخد الخطابة عمولتها من العريس.

وبالتدريج بقينا نشوف الخطابة دي حوالينا في كل حتة، وأتحولت لمدام اعتماد زميلة مامتك في الشغل، أو جارتك اللي مش بتطقيها وبتطلع لك من أي حتة وتقولك جايبالك عريس.

البلكونات والجورنال المخروم

ولإن الأماكن اللي كانت بتخرج فيها البنات محدودة؛ يا إما رايحة السوق أو عند الخياطة، كانوا في الغالب بيشوفوهم في الشارع أو في المواصلات أو ساعات بيلجأوا للبلكونات مع الجورنال المخروم اللي بيبص منه من تحت لتحت. وياما علاقات حب بدأت وانتهت مع ابن الجيران في البلكونة، وماكانش في تليفونات وقتها فكان بيحدف طوب صغير على شباكها علشان تفتح.

.

وبالتدريج الموضوع بدأ ياخد شكل تاني وبقينا نشوف مكاتب الجواز بشكل رسمي، والست أو الراجل بيروحوا للمكان ويختاروا مواصفات فتى أو فتاة الأحلام ويصوروا نفسهم ويستنوا بعدها تليفون فيه الخبر أو البشارة؛ مبروك لقينا لك
“طلبك”. ومش عارفة فاكرين ولا لأ الشريط اللي شبه شريط الأخبار اللي كان بيبقى تحت في القنوات اللي مالهاش هوية، وبيبقى مكتوب فيها “مطلوب فتاة للتعارف الجاد”، وعمري ما فهمت قصده إيه بالتعارف الجاد دي.

بس التكنولوجيا مؤخرًا جابلت لك كل ده وأنت قاعد وحاطط رجل على رجل، بقى بسهولة تقدر تتعرف على ناس من السوشيال ميديا ومابقتش حاجة غريبة، وشوية ظهر لنا الـdating apps أو تطبيقات المواعدة بكل أنواعها وأشكالها. والتطبيقات دي عاملة زيّ الفيس بوك بس بتستخدمه لأغراض تانية، وكل واحد بيبقى حاطط كل حاجة عنه علشان اللي ييجي يدوّر يطلعله أكتر شخصية شبهه ولايقة عليه، بس خلي بالك علشان في الأغلب بتبقى حسابات مزورة؛ يعني ممكن تحب حد وتعيش معاه وتسرح وهنسمي أولادنا إيه وفي الأخر يطلع طلعت ابن خالتك اللي بيكلمك وعامل فيك مقلب علشان بيغير من أيام ما كنت بتجيب درجات أعلى منه في امتحان العربي.. فخلي بالك بقى.

أخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: عن صراعك مع نفسك وكراهية المسؤولية عند الرجالة

تعليقات
Loading...