مقابر جماعية وتحلل للجثث في شوارع السودان: هل هناك خطر محتمل من تفشي الأوبئة؟

3 آلاف جثة موجودة فى ثلاث من مشارح العاصمة السودانية الخرطوم، لا يمكن دفنها بسبب المعارك بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع منذ أربعة شهور متواصلة، ونتيجة لذلك فإن غالبية هذه الجثث تحللت إلى أكوام من اللحم، ولهذا السبب حذرت منظمات إغاثة دولية من خطر تفشي الأمراض نتيجة تحلل آلاف الجثث في شوارع العاصمة، والخوف أن تصل إليها الفئران والكلاب الضالة وبالتالى قد ينتشر الطاعون، فيما يعتبر شح المياه الحاد وتعطل خدمات النظافة والصرف الصحي، من العوامل الرئيسة في انتشار الأوبئة على غرار الحصبة والكوليرا.

هل من خطر محتمل؟

قول الخبراء أن إدارة أجساد الموتى يشكل عنصرًا رئيسيًا في الاستجابة للكوارث، إذ يمكن أن يكون للطريقة التي يتم فيها التعامل مع جثث الموتى أثر عميق وتأثير طويل الأجل على الراحة النفسية للناجين والمجتمعات.

وفي حديث مع شبكة الأنباء الإنسانية قال موريس تيدبال بينز، مستشار الطب الشرعي في اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف أن “التعامل السليم مع أجساد الموتى هو مكون جوهري من مكونات الاستجابة للكوارث لا يقل أهمية عن عمليات الانقاذ ورعاية الناجين وتقديم الخدمات الأساسية لهم”.

وعن بعض المفاهيم المتعلقة بشأن التعامل مع أجساد الموتى يقول أبرزها الاعتقاد الشائع بأن الجثث الناجمة عن كارثة كالنزاع المسلح أو الكوارث الطبيعية تنشر المرض.

ويقول روبرتو بارا وهو طبيب شرعي يعمل منسقًا لخدمات الطب الشرعي الإقليمي في اللجنة الدولية، مثلًا يعتقد أن خطر انتشار الاوبئة يزيد إذا لم تُحرق الجثث أو تدفن سريعًا ولكن تلك مزاعم غير صحيحة.

وطبقاً لمنظمة الصحة العالمية ومنظمة الصحة للبلدان الأمريكية، لا يوجد دليل على أن الجثث تتسبب في نشر الأوبئة لأن ضحايا الكوارث عادة ما يموتون من الصدمة أو الغرق أو الحريق وليس من الأمراض المعدية مثل الكوليرا والتيفوئيد والملاريا والطاعون.

وقال كواديو كوفي إيسودوري، الباحث في الأمراض المعدية وإدارة مخاطر الصحة العامة في حالات الكوارث في معهد الأمم المتحدة الدولي للصحة العالمية، أنه “لا يوجد دليل على أن الأجساد الميتة تشكل خطرًا على الصحة العامة عن طريق نشر الأمراض، وأي مصدر لانتقال الأمراض موجود فقط بين الناجين من الكوارث”

أما عن المقابر الجماعية وإمكانية مساهمتها في انتشار أي نوع من أنواع الأوبئة، ينفي أيضًا تأثيرها الصحي ولكن لا ينفي إنها تؤثر سلبًا على المجتمع وذاكرة الناس لإن المقابر الجماعية تتسبب في انعدام اليقين حول هوية الموتى، ومن ثم تؤثر على الذاكرة الجماعية للمجتمع وتؤدي إلى المعاناة والارتباك والضرر بالمخيلة الجماعية لعامة السكان.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: الجيش السوداني يعلن انضمام مجموعة من الضباط بعد انشقاقهم عن الدعم السريع

تعليقات
Loading...