مشاركة مصرية سيناوية في مشروع “الفستان الأحمر”

“الفستان الأحمر” واحدة من المبادرات اللي هدفها الأساسي التقارب بين الشعوب ودمج ثقافاتهم المختلفة، مشروع نفذته فنانة بريطانية على مدار سنين وسنين لحد ما طلع للنور، وامبارح المشروع ده احتفلوا به في السفارة البريطانية في القاهرة وعرضوا الفستان في معرض كان مخصص له ولجوائز الأزياء المصرية.. وبالمناسبة دي، هنحكي لكم قصته للي مايعرفهاش.

المصممة، كريستي ماكلاود، عاشت طفولتها بين ثقافات مختلفة واتنقلت بين بلدان شكلت جزء من شخصيتها، ويوم ما فكرت إنها تعمل تصميم يعبر عن الاختلاف ده، قررت تعمل مشروع تطريز تعاوني عالمي من كل بلد راحتها، لفت العالم كله تجيب القماش الأحمر للفستان اللي قررت يبقى هو القطعة الفنية اللي يوصل الرسالة دي. بما إن السيدات هما أصدق ناس للتعبير عن أحوال الشعوب، فقررت إنهم يبقوا أبطال الفستان بقصصهم وحكاياتهم، سيدات فرقتهم اللغة بس جمعهم حب التطريز وتحديات الحياة، ومع كل خيط وإبرة طرزوا بها جزء من الفستان حكوا وعبروا عن أحلامهم ونفسهم والمكان اللي جايين منه.

ومش بس حب التطريز اللي خلى المصممة تعمل المشروع، هي كانت عايزة تعبر عن العالم من خلال السيدات، ومش من أي فئات، دول من فئات مهمشة عانوا في حياتهم، فهتلاقي اللي شاركوا في تطريز الفستان ناجيات من الحرب الأهلية في كوسوفو وروانولا، ولاجئات فلسطينيات، ومتعافيات من العنف، وسيدات مستواهم المعيشي متواضع والأجر اللي بياخدوه من التطريز بيحسن من مستوى معيشتهم.

الفستان لف من جنوب شرقي آسيا لقلب أفريقيا، ومن أميركا اللاتينية للدول عربية، واتطرز على إيد 300 سيدة في أكتر من 40 دولة، منهم 50 سيدة مصرية سيناوية من قبيلة “الجبالية”، اللي شاركوا في أكبر قطعة من الفستان.

حضور عربي قوي

قالت كريستي عن تجربتها مع البدو في سينا: “السيناويات بيتقنوا المشغولات اليدوية، وبيعتمدوا في تصاميمهم على الطبيعة الخلابة اللي بتتميز بها سانت كاترين.” وشكرت في سليمة الجبالي، اللي بتدير مؤسسة اجتماعية اسمها “فنيسيا” ومعناها “فن سينا”، وأفراد المؤسسة هما اللي شاركوا في تطريز الفستان، واستوحوا التصميمات من النباتات اللي بتنمو على سفح الجبال في بيئتهم المحيطة.

الدول اللي ماكانتش بتسافر لها كريستي كانت بتبعت قطعة قماش منفصلة للجهة اللي هتتولى تطريزها، وده اللي حصل مع السعودية، ووصل لها بعد كده طرد فيه قماش مرصع بالجواهر من مشغل سيدة سعودية اسمها “ميساء” متخصصة في تطريز العبايات والثوب التقليدي، والتطريز كان مستوحى من الفساتين البدوية المطرزة اللي بتتلبس في احتفالات بتسبق يوم الزفاف اسمها “غمرة”.

واللاجئات الفلسطينيات كمان في لبنان كان لهم دور من خلال زخارف تقليدية تحت إشراف برنامج البادية، وده برنامج من جمعية “النجدة”، بيقدر من خلاله اللاجئات الفلسطينيات يكسبوا دخل من خلال شغلهم في التطريز.

الفستان ده تم الانتهاء من تطريزه في مارس السنة دي بعد 13 سنة بيلف دول العالم، واتعرض في صالات العرض والمتاحف في جميع أنحاء العالم، منهم معرض ماغيت في باريس، ومتحف الأزياء والنسيج في لندن، والأكاديمية الملكية للفنون في لندن، وحفل جوائز تطريز بريميو في إيطاليا، كمان فاز بالجائزة الأولى في 2015.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: من سوريا لبريطانيا: قصة فستان زفاف الملكة إليزابيث الثانية بقماش دمشقي

تعليقات
Loading...