ليه لازم تشوف مسلسل جزيرة غمام

مهرجان القاهرة للدراما لتكريم الأعمال الدرامية برئاسة النجم يحيى الفخراني تابعناه كلنا وشوفناه امبارح، وأثناء توزيع الجوائز شوفنا مسلسل “جزيرة غمام” هو الحصان الفايز والجوكر اللي أخد معظم الجوائز؛ جائزة أحسن ممثل لأحمد أمين، وجائزة أفضل ممثل دور تاني لرياض الخولي، وجائزة أحسن مسلسل تليفزيوني، وجائزة أفضل ديكور لأحمد عباس، وأفضل مؤلف لعبدالرحيم كمال، وأفضل تصوير لإسلام عبد السميع. وبالمناسبة دي، حبينا نحتفل بالعمل ده ونقولك لو كنت لسه ماشوفتوش المسلسل، ليه النهارده بنرشحه لك إنك تحطه على قائمة مسلسلاتك اللي محتاج تتفرج عليها الفترة اللي جاية.

هتشوف مباراة تمثيلية

كل واحد بلا استثتاء من أبطال العمل كان بيكمل وبيضيف للتاني، ومش عارف تحدد في المشاهد اللي بتجمعهم مين كان مسيطر أكتر من التاني؛ رياض الخولي، اللي قالوا عنه معجون بمياه الصعيدي ومفيش مرة شخصية العمدة “الحاج عجمي” القوي الطيب العادل فلتت منه، وطارق لطفي “خلدون” اللي جسد معنى الشر والشيطنة والأنانية من خلال مؤامراته حتى في نظرات عينيه ونبرة صوته وانفعالاته. وكمان مي عز الدين اللي برغم إن مساحة دورها ماكنتش كبيرة، بس قدرت تخرّج للشخصية أبعاد وحياة، حتى في نظراتها والتنهيدات اللي بتاخدها، عرفت تعمل دور العايقة المتدلعة وفي نفس الوقت خلقت أبعاد إنسانية تانية للشخصية اتعاطفنا معاها. وختامًا، أحمد أمين اللي خرج من عباءة الكوميديا بخفة ولطفاة قبل كده في دوره في “ما وراء الطبيعة” والمرة دي أدى دور الشيخ عرفات، بس هو مش شيخ زيّ ما معروف عنه ولا عنده علم الشيوخ بس عنده بصيرة وإيمان القلب. كل دول كانوا بيخشوا مع بعض كل مشهد والتاني في مناظرات بتسمتع بيها ومش بتبقى عارف تصقف لمين ولا مين.

وجبة صعيدية من العيار التقيل

المسلسلات الصعيدي لها طبعها ومزاجها الخاص وتحضيراتها اللي غير باقي الأعمال، ومش دايمًا بنشوف عمل صعيدي متنفذ من الألف للياء بتفاصيله بشكل يرضي الجمهور أو يكون بعيد عن الصورة النمطية التقليدية زيّ اللي شوفناها في أعمال مؤخرًا، بس في المسلسل ده هما اهتموا بالتفاصيل الحقيقية، زيّ اللهجة اللي متأدية بالمظبوط، واللي ساعدهم فيها مصححين اللهجة وكانت متحددة كمان “لهجة صعيدي سوهاجي”، وبرروا كلام الغجر باللهجة دي في أول حلقة بإن “الغجر بيحبوا يدوبوا داخل البلد”.

وغير اللهجة، هتلاقي الموسيقى التصويرية اللي مزجوا فيها الصعيدي مع الصوفي، وجملوها بتتر رجعنا لأيام الضوء الشارد وذئاب الجبل والوتد بصوت علي الحجار صاحب الحنجرة الذهبية، واللي أدى هيبة كده للتتر، واختياره كان أحسن اختيار من المغنيين لإن صوته بيحسسك بشموخ وقوة الجبل وبالتالي بيعبر عن الصعيد.

هتشوف لوحة فنية مرسومة

على مدار التلاتين حلقة، هتشوف مشاهد عينك هترتاح لها كإنها لوحة فنية مرسومة هتنقلك للعصر اللي المسلسل بيتكلم عنه، والأماكن اللي اتصور فيها كل الجمهور كان بيسأل عليها. ومهندس الديكور، أحمد عباس، قال إن المشاهد اتصورت في الحي الريفي لمدينة الإنتاج الإعلامي بس غيروا ملامحه بالكامل، ومشاهد البحر، اللي كانت بتخلينا نسرح معاها، كانت في العين السخنة جنب جزيرة علشان تتماشى مع الأجواء واللبس والجمال والحيوانات, وكان في تفصيلة لفتت نظرنا وهي تصوير المشاهد على الشموع، وده لإن الفترة اللي اتصور فيها ماكنش فيها إضاءة، بس نور الشموع ماكانش مكفي فكان مدير التصوير، إسلام عبد السميع، بيستخدم سبوت صغير بنفس لون الشموع، وكمان هتلاقي دايمًا كل شخصية ولها شكلها، زيّ إن خلدون وشه أحمر أو كإن وراه نار باعتباره شخصية بتمثل الشيطان والشر.

وبالنسبة للتلوين، اللي لفت نظر الناس، هتلاقي إن الصورة بتخرج من الكاميرا ولسه فيها جو الحداثة والعصرية وهنا كان بييجي دور المونتاج والتلوين والمؤثرات البصرية و اختيار الألوان اللي عبرت عن الزمن اللي كان فيه وفضل طول المسلسل محافظ على الخط ده. والديكور والإضاءة ساعدوا إن التلوين يخرج بالشكل ده، فهتلاقي إن كل حاجة في العمل من ديكور وتصوير وتلوين كان بيخدم على بعضه علشان يخرج لنا في الأخر لوحة فنية عينك ترتاح لما تشوفها.

سيناريو وحوار هيديلك دروس في الحياة

من غير نصائح ولا حكم، بس الكاتب الكبير عبد الرحيم كمال عمل حالة غريبة في السيناريو، خلانا نقف عند مشاهد كتير فيها، الجمل ماكانتش كليشيه أو متوقعة، كتابة مرهقة والجهد اللي اتبذل في الحوار كان باين، حتى الجمهور اللي مالوش في النقد وقف عنده لإن كان في كلام أول مرة يسمعه وودانه مش متعودة عليه لما بيتفرج على عمل فني، خصوصًا في حوارات أحمد أمين، لإن الحوار كان ممكن يفلت منه ويروح في حتة الوعظ وتلاقي نفسك بتشوف برنامج ديني أو بتقرأ كتاب مليان بمعلومات.

ومن الجمل والعبارات المؤثرة اللي اتقالت من عرفات للعايقة ” تتجوزيني؟” قالت له “لأ تحبني الأول”، فقال لها “أنا لسه هحبك؟ أنا في الغرام يا عايجة”. ولو بصينا كده، هنلاقي إن لغويًا مرتبة الغرام أعلى من الحب لإنها شيء ثابت ومتعلق في القلب، فشوف اختياره حتى في الألفاظ ماكنش كده وخلاص.

إسقاطات متغلفة في صورة حدوتة شعبية

عن: الوطن

المسلسل مليان بالإسقاطات الرمزية، يعني هتلاقي في وسط ما أنت بتتفرج في مشهد أو كلمة هتحسها متغلفة بمعنى تاني مش شرط يكون هو الحقيقي اللي ظاهرلك وده بينجذب له الجمهور أكتر، لإن المشاهد بيحس إنه عايز يفكر ومايخدش المعلومة على الجاهز، سواء عن السياسة أو الحياة الاجتماعية أو الدين أو الفلوس. وهتشوف الإسقاطات دي حتى في اختيارهم للأسماء؛ الشيخ مدين بيرمز لاسم مدينة كنعانية قديمة كان بيعيش فيها قبائل الغجر، اللي هييجيوا بعد كده جماعات على جزيرة غمام وعلى رأسهم مي عز الدين وطارق لطفي، واسم “خلدون” بيرمز للخلود.

أخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: المصري اللي ابتدى بالعالمية: جميل راتب ومشواره الفني

تعليقات
Loading...