لطلاب الثانوية العامة: ظهور النتيجة يوم التلات، وأهم النصايح علشان تتقبل النتيجة أيًا كانت

أعلنت وزارة التربية والتعليم عن بث مباشر لمؤتمر صحفي يوم التلات، الموافق 17 أغسطس؛ الساعة واحدة الضهر لإعلان نتيجة الثانوية العامة للعام الدراسي 2020م – 2021م.

وفي بيان عاجل، قالت الوزارة امبارح، يوم السبت، الموافق 14 أغسطس، إن المؤتمر هيكون فيه وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي؛ علشان يقدموا نتايج الثانوية العامة والمؤشرات الأولية لتنسيق الجامعات.

خبرة واحد زيكم عاش نفس الأزمة مع نتيجة الثانوية العامة

نتيجة الثانوية العامة حاجة مهمة جدًا في حياة المواطن المصري، وده علشان المجتمع والأهل بيحملوا النتيجة الدور الأكبر في تحديد مستقبل الطلاب، وبالتالي كل الطلاب دلوقتي مستنيين النتيجة بتوتر وقلق وخوف علشان شايفين إن حياتهم ومستقبلهم وقيمتهم كبشر مرتبطة بالنتيجة وعلى أساسها في حاجات كتير جدًا هتتحدد.

زيّ أي طالب مصري، لما كنت مستني نتيجة الثانوية العامة كانت أعصابي متدمرة. كنت عايز أدرس أداب لغة فرنسية وتاريخ، لكن أهلي كانوا رافضين الفكرة تمامًا ومُصِرين إني أدخل طب، برضه زيّ أي طالب مصري أهله كانوا عايزين يدخلوه “كلية من كليات القمة”.

النتيجة ظهرت وجبت مجموع كلية الطب وبدأت أحس إني مرعوب. لو دخلت طب هبقى مشغول طول الوقت في الدراسة لمدة 7 سنين وبعد كده الشغل هياخد كل وقتي، وحياتي كلها هتبقى عبارة عن مستشفى وعيادة بس.

كنت عايز أدرس أداب وتاريخ وفلسفة، وأكتب عن تاريخ الأدب والشعر ونقد السينما والمسرح، ماكنتش شايف إني ينفع أشتغل أي حاجة غير كاتب.

بعد خناقات طويلة مع أهلي وصلنا لحل وسط، إني هدخل صيدلة. كنت فاكر صيدلة أسهل من طب والدراسة هتبقى خمس سنين بس وبعد التخرج مش هبقى مشغول طول الوقت زيّ الدكاترة. بس الحقيقة إني كنت غلطان.

صيدلة كانت صعبة جدًا بالنسبة لي، ولإنه ماعنديش أي شغف للكيميا والأدوية والبيولوجيا والطب كنت بنجح فيها بالعافية، وبدأت أحس باكتئاب علشان بعد ما كنت شاطر جدًا وبقفل المواد من غير أي مجهود، بقيت في الجامعة بنجح بالعافية وبعد مجهود خرافي، كل ده وكمان شلت مواد وبدأت أحس إني فاشل وغبي وماليش مستقبل.

حلم أهلي دمر إمكانياتي وسرق سنين من عمري

دخلت كلية الصيدلة علشان كانت حلم أهلي وكانوا مبسوطين جدًا بيها، بس النتيجة كانت إني ضيعت خمس سنين من حياتي في توتر وقلق واكتئاب وإحساس بالدونية وكراهية الذات.

الحاجة الوحيدة اللي خلت الخمس سنين دول عدوا من غير ما أعمل حاجة غبية في نفسي كانت نادي الكتاب ونادي السينما ومسرح الجامعة. ذكريات الجامعة الحلوة بالنسبة لي، كانت في الأماكن دول، فيهم لقيت نفسي واتعرفت على ناس شبهي وفهمت حاجات أكتر عن الحياة والناس والأدب والسينما، ولقيت ناس تنتقد كتاباتي وتعلمني ازاي أشتغل على نفسي وأبقى قاريء وكاتب أفضل.

بعد ما خلصت الجامعة في خمس سنين ونص واتحررت أخيرًا من أسوأ سجن دخلت فيه برجلي، لقيت نفسي مش عارف أشتغل إيه.

مفيش أي شغل للصيادلة مهتم إني أشتغله، كانت كل الاختيارات بالنسبة لي مستحيلة، لو اشتغلت أي حاجة فيهم كنت هحس إني ميت ومدفون.

إحساس بعد التخرج أسوأ من سجن الجامعة بكتير، ضيعت خمس سنين من عمري بَدرس حاجة ماعنديش أدنى شغف ليها، وبالتالي ماستفدتش أي حاجة، طلعت صيدلي فاشل مايعرفش أي حاجة في التخصص بتاعه وماعندهوش أي فرصة في سوق العمل، مصيبة!ماكانش في أي حاجة قدامي غير إني أشتغل خدمة عملاء في أمازون علشان اللغة الإنجليزية عندي كويسة.

بس شغلي في خدمة العملاء كان مرهق جدًا جسديًا وروحيًا وحسيت إني أقل من إني أعمل أي حاجة تانية، ونسيت كل الحاجات اللي تميزني لحد ما لقيت شغل ككاتب في مجلة.

في اللحظة دي بدأت كل شكوكي ناحية نفسي تختفي لإني بشتغل الحاجة اللي بحبها. بدأت ألاقي الشغف إني أتعلم وأفهم الشغل بيمشي ازاي، وازاي أقدر أبقى أحسن في شغلي، ساعتها بس بقيت سعيد في حياتي.

نصايح مهمة جدًا لطلاب الثانوية العامة اللي مستنيين النتيجة

سوق العمل في مصر ماعادش مهتم بشهادتك أوي. لو عندك الخبرات والمهارات والمؤهلات اللي تخليك شاطر في الشغل ده، هتاخده. لازم تعرف أنت عايز تحقق إيه؟ عايز تشتغل إيه؟ أنت شاطر في إيه؟

حتى لو ماتعرفش دلوقتي أنت عايز تشتغل في إيه، مش مشكلة، اختار أكتر كلية مناسبة للحاجات اللي مهتم بيها ومهتم تتعلمها واستغل حياة الجامعة في استكشاف مهاراتك والشغل اللي أنت حابب تشتغله بعد كده، ولما تعرف أنت شاطر في إيه وحابب تشتغل إيه هتعرف تبقى سعيد في حياتك وتحقق النجاح اللي نفسك فيه.

نتيجة الثانوية العامة مالهاش أي معنى، ومش بتحدد قيمتك كإنسان، لإنها مجرد فترة مليانة ضغط وتوتر وقلق، وتحقيق مجموع معين فيها مرتبط بالظروف الحالية المحيطة بيك، واللي ممكن بكل بساطة تتغير في لحظة.

مستقبلك ماتحددش بمجرد نتيجة الثانوية، مستقبلك هيحدده المجهود اللي هتبذله بعد كده في اسكتشاف سوق العمل واكتساب الخبرات والمؤهلات اللي تخليك مناسب لسوق العمل اللي هتختاره بعدين.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: علشان ماتندمش: دي حاجات لازم تعملها قبل ما تتم سن “التلاتين”

تعليقات
Loading...