اشتد عدوان الحرب الإسرائيلية على فلسطين المحتلة، وكان هذا الفصل من العدوان هو الأعنف والأشرس على أكثر من مليون ونصف المليون مواطن، ويبقى الطفل داخل غزة وخارجها الأكثر تأثرًا بهذا الصراع وإن اختلفت درجات التأثير.
5500 طفل شهيد و4000 مفقود
لاشك أن ما تشهده غزة من عدوان إسرائيلي مدمر قضى على الأخضر واليابس بالقطاع المحاصر، ويعتبر من أبشع الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني منذ عام 1948، فمنذ العدوان الأخير على غزة في 7 أكتوبر الماضي، قتلت إسرائيل أكثر من 5500 طفل فلسطيني. في بلغ عدد الأطفال المفقودين حتى الآن 4000 طفل.
التأثير النفسي على أطفال غزة
كان فريق العمل لحماية الأطفال في قطاع غزة بقيادة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، قد أجرى بعد عدوان عام 2014 تقييمًا لتأثير الحرب على الأطفال، فوجد أن 100 % من الأطفال الذين شملهم الاستطلاع حدث تغيير في سلوكهم ، نتيجة للقلق النفسي الذي عانوا منه خلال الحرب.
وتضمنت التغييرات الأكثر شيوعا، التبول اللاإرادي، الصراخ وبكاء غير عادي، وإظهار سلوك عدائي، خصوصا بين الذكور.
ولفت إلى أن 88 % من الأطفال الذين شملهم الاستطلاع، انخرطوا في أعمال عنف، تتضمن مضايقة الأقران، والعنف تجاه الأقارب، وتخريب متعمد للبنية التحتية.
فكيف للأطفال التعافي من تلك التأثيرات؟
أطفال العالم
الأطفال حول العالم تعرضوا لصدمات نتيجة المشاهد المنتشرة عبر منصات التواصل والتليفزيون، لقصف إسرائيل لغزة وقتل الأطفال، ما أشعل مشاعر الحزن داخلهم.
ونجد الآن الأطفال في مصر ومنطقتنا العربية، يرددون دائمًا أغنية “شدو بعضكم” التي كان لها تاثيرًا كبيرًا في نفوس الكبار قبل الصغار والأطفال.
أيضا نجد أطفالًا لم يتخطى عمرهم السبع سنوات يؤيدون حملات المقاطعة للمنتجات العالمية التي تدعم إسرائيل، وسنجد أيضًا لديهم معرفة لا بأس بها لتلك الأصناف وتسمياتها، وقد يعترض أحدهم على شراء والده أو والدته لمنتج من تلك المنتجات ويرفض شرائها مرة أخرى.
الأطفال يتاثرون أكثر من الكبار
قد يتأثر الأطفال بالاحتلال أكثر مما يتأثر به الكبار رغم عدم إدراكهم الكامل لما يجري حولهم، فالصدمة وما ينتج عنها من رعب وخوف ينتقل إلى الطفل بالعدوى، فبالرغم من عدم إدراك الطفل للصدمة إلا أنه يتأثر بها تمامًا كما يتأثر بها المدرك وينتقل إليه رعبها نتيجة ما يراه من رعب في عيون الآخرين.