في ظل حدوث جرائم التحرش: إيه دور الرجالة في مكافحة الظاهرة دي؟

للأسف الفترة اللي فاتت (أو السنين اللي فاتت علشان نكون أدق) كانت مليئة بحوادث التحرش، ففي الأسبوعين اللي فاتوا بس كان في أكتر من واقعة، من أول حادثة المعادي لما راجل تحرش بطفلة، لحد واقعة المترو. وفي الأثناء دي كان الكل مشغول بالتفكير إزاي الأهل يقدروا يحموا أطفالهم وإزاي الستات تقدر تبقى عايشة في مكان آمن.. بس فين دور الرجال هنا، اللي هما أصلًا سبب المشكلة؟ طبعًا في كتير من الرجال المحترمين، بس إيه ممكن يكون دورهم أو مساهمتهم في حل الأزمة دي؟ من المهم جدًا طرح السؤال ده، علشان حل المشكلة دي من جذورها بيتطلب مشاركة جميع أفراد المجتمع.

تصحيح المفاهيم الخاطئة

أصل المشكلة بيكمن في وجود مفاهيم خاطئة عند كتير من الشباب، زيّ إن لبس البنت يبرر التحرش بيها، أو فكرة إن لو بنت قاعدة لوحدها في مكان إن هي كده بتدي invitation لأي حد إنه يروح يكلمها ويقوم بكل طرق المضايقات.. لازم الشباب توعي بعض إن المفاهيم دي مالهاش أي أساس من الصحة ولا بتبرر أي نوع من أنواع التحرش أو المضايقات للبنت.

تربية الأولاد على احترام المرأة

ممكن تشوفوا إن ده كلام مكرر وبيتقال على طول، بس مش لو كانت الناس فعلًا بتعمل بيه كان زمان مفيش جرائم تحرش بتحصل كل يوم؟ تربية الأبناء مسئولية كبيرة جدًا، فلازم على الآباء إنهم يكونوا قدوة لأولادهم ويربوهم بجد على أهمية المرأة وإن التجاوز في حقها والتعرض ليها ماينفعش يتاخد بأي نوع من الاستخفاف!

ما تستسهلوش بالمعاكسات

التقليل والتتفيه من التصرفات اللي ممكن البعض يشوفها صغيرة هو اللي بيوصلنا للمصايب الكبيرة. فكرة إن أي ولد لازم يكون عاكس بنت قبل كده يا إما يبقى في مشكلة، شيء مش مقبول. علشان المعاكسة ده نوع من أنواع التحرش اللفظي، والاستسهال في الموضوع ده، وإنك تاخده على إنه حاجة cool أو عادية، هي اللي بتخلي الأفعال الأكبر من دي تبدأ تصغر في عيون بعض الناس.

ادعم الناجيات من حوادث التحرش

للأسف في مجتمعاتنا، الناس بتنظر للمجني عليها في حوادث التحرش أو الاغتصاب بنظرة دونية وبيسيبوا الجاني! فلما انت كرجل تدعم الستات دي وتبقى ضد التفكير العقيم ده، شوية بشوية الفكر ده هيختفي من عقليات كتير من الناس في المجتمع. والرجال ليهم دور كبير في إمكانية إصلاح ده.

ماتبقاش متفرج

عن: shrm

من المفاهيم الخاطئة اللي اتكلمنا عليها من شوية، هو مبدأ “ماليش دعوة”. لما تشوف بنت بتستغيث ومحتاجة مساعدة، اتدخل وساعدها، علشان مثلًا في قضية ميت غمر، واقعة التحرش دي (واللي كان الرجال المتفرجين ليهم دور كبير في حدوثها) ماكنتش هتحصل لو ماكنش فيه رجالة كتير واقفين بيتفرجوا عليها وهي بيتقطع لبسها وبيتم التحرش بيها جماعيًا.. لو دي كانت أختك أو واحدة من عيلتك، ماكنتش هتحب أبدًا وقتها مفهوم “أنا ماليش دعوة” أو “أصل هي تستاهل وعايزة كده”.

بص قدامك

آه ماتبقاش متفرج بس بص قدامك إيه المشكلة.. سهلة صح؟ غض البصر لازم يبقى جزء أساسي من مبادئنا كلنا. اتعود إنك ماتبصش وتطول في النظر لأي بنت مهما كان، لإنك مش متخيل دي حاجة بتخليها تحس بعدم أريحية و violated قد إيه. فلما كل شاب يتعود على كده ويربي أولاده على نفس المبدأ، هنبقى كلنا كستات عايشين في مكان آمن بكتير.

حط نفسك مكان البنت

كل الخطوات اللي اتكلمنا عنهم فوق هيبقى أسهل بكتير تطبيقهم على أرض الواقع، لو كل راجل حط نفسه خمس دقائق في مكان أي بنت أو ست، وهي بتمشي في الشوارع وبتعمل كل حاجة في حياتها بحذر شديد علشان خايفة إن فجأة حد يطلعلها يعتدي عليها أو يفتكر إنها بتوصله رسالة إنها مباحة وإن من حقه يرتكب الجريمة البشعة دي في حقها.. لما تفكر في كل المخاطر والألم اللي بتمر بيه الستات، ساعتها بس هتلاقي نفسك بتدافع وبقلب عن حقوق المرأة وعايز تحميها من التحرش.

آخر كلمة: حل المشكلة دي بيتطلب إن إحنا كلنا نتثقف ونعرف إزاي نقدر نحاربها!

تعليقات
Loading...