ضحية جديدة للتحرش.. امتى هنقدر نقضي على عقليات الدفاع عن المتحرشين؟

للأسف الشديد، مبقاش جديد إن إحنا نكتب عن قضية تحرش جديدة، لإنها بتعتبر من الحوادث الشائعة والمتكررة جدًا في الفترة الأخيرة.. ولكن الحقيقة اللي دايمًا بيبقى جديد وبيفاجئنا، هو قدرة بعض الناس في إنهم يلاقوا أعذار ومبررات للمتحرشين، اللي بيعتبروا إن ملابس البنت، حسب معايرهم هما، بمثابة “الضوء الأخضر” اللي يديلهم الحق إنهم يعملوا اللي هما عايزينه في البنت ببساطة لإنهم بيشوفوها لقمة سهلة.. فإيه هي قصة بسنت، فتاة ميت غمر اللي بقت واحدة ضمن قائمة بتضم الملايين من ضحايا التحرش في مصر؟

اللي حصل باختصار هو إن تم تحرش جماعي ببسنت وهي ماشية في الشارع، فالبعض اشترك في التحرش بيها، وكتير من الناس وقفوا يتفرجوا عليها، من غير ما يحاولوا التدخل أو الدفاع عن البنت، يا بسبب السلبية اللي للأسف كتير اتعود عليها، يا بسبب رؤية الناس دي في إن البنت تستاهل ده لمجرد إن ملابسها تعتبر بالنسبة ليهم مثيرة، وإن البنت هي اللي عاملت كده في نفسها.

بعد الواقعة دي، قدمت البنت بلاغ في قسم الشرطة وتم بالفعل القبض على 7 من المتحرشين، بعد ما قدروا يتعرفوا عليهم من الكاميرات، ولكن للأسف ملحقناش نفرح، لإن أكيد المتحرشين وأهلهم ماكنوش هيسكتوا ويعترفوا بجرائمهم كده بسهولة.. فاتبعوا مبدأ “قلب الترابيزة” فبعد ما طبعًا سمعنا أسطوانة “هي اللي كان لبسها مثير ومستفز لغرائز الشباب”، دخلنا في مرحلة أسوء، فبدأ مرحلة تهديد البنت بالقتل وإلقاء مياه نار عليها، ودخلوا على صفحة الضحية الخاصة على انستجرام، واستغلوا صور البنت، وقدموا بلاغ إن لبس البنت “خادش للحياء” وده اللي بيهدد بصدور قرار حبسها لمخالفة “القيم الأسرية”، مع العلم إن الانستجرام بتاعها private ومش متاح للكل إنه يتفرج عليه.

الموضوع عمال يتصاعد ضد البنت اللي المفروض إنها ضحية ولكن بدأوا محامين يتهموها بالتحريض على الفجور بلبسها ويتهموها إنها بتمتهن مهن غير شريفة، لمحاولة تحويلها من المجني عليه للجاني اللي يستحق العقاب والحبس. طبعًا البنت بقت في حالة انهيار من اللي بيحصلها لدرجة تفكيرها في الانتحار. ولكن جات النجدة، كالعادة من البنات اللي حاسين بالمعاناة والظلم اللي بيقع على كل بنت بتفكر تتكلم وتاخد حقها.. فبدأ هاشتاج #ادعم بسنت يتصدر تويتر، لدعمها “فتاة ميت غمر”. وشارك كتير من البنات في الترويج للهاشتاج والدفاع عن بسنت، ومنهم كانت الإعلامية رضوى الشربيني اللي طالبت بالإعدام لكل متحرش ومغتصب.

طالبنا كتير بالدفاع عن المرأة، ومحاولة القضاء على العقليات اللي لسه بتحط اللوم على الضحية، وكأن الراجل ده مالهوش تحكم في نفسه وغرائزه.. حتى دار الإفتاء المصرية طلعت وصرحت بإن ملابس المرأة الملفتة لا يبرر التحرش بيها ولا يعفي المتحرشين من جريمة التحرش.. ولكن واضح إن إحنا في صراع كبير مع عقليات هتاخد مننا سنين على ما نقدر نتغلب عليها..

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة “متخافيش.. أبلكيشن جديد لمحاربة التحرش في مصر.

تعليقات
Loading...