في حضرة الذاكرة: فنانين سوريين اتجمعوا من الشتات مع سيرا آرتس وبيبليوتيك في القاهرة

بعد سنين طويلة من النجاح في تقديم فنانين من الشرق الأوسط لجمهور واسع في الولايات المتحدة، بتنظم مؤسسة “Syra Arts” معرضها الأول في القاهرة، بالتعاون مع مكتبة مصر “Bibliothek Egypt” وتعتبر مكتبة مصر مركز ثقافي جديد في الشيخ زايد، بتقدم تجربة ثقافية شاملة من خلال مكتبة مخصصة ومعرض وكافيه.

“في حضرة الذاكرة” هو أول معرض فني بتقدمه مؤسسة Syra Arts للجمهور المصري، وبتجمع فيه أعمال سبع فنانين سوريين معظمهم في دول المهجر، بتمتاز باختلافات خلاقة ومتباينة في اتجهاتها وأساليبها ودوافعها الفنية.

بتقول رندا فهمي، شريك في مؤسسة سيرا آرتس Syra Arts: “كانت الفكرة اللي بدأ عليها شغلنا في الولايات المتحدة هي تقديم فنانين من الشرق الأوسط وإيران لجمهور الولايات المتحدة” وبتوضح: “النهارده هدفنا هو تقديم نفس التجربة للجمهور المصري”.

المعرض بتنظمه جامعة الفنون والمؤرخة الإسلامية الشهيرة، ميساء حوريل، اللي دافعت عن الفنانين السوريين الشباب من بداية سنة 2006 في “روضة غاليري” في سوريا، وقامت على رعاية معارض فنية كتير في بيروت.

حوريل هي المشرفة الفنية على المعرض وبتقول: “المشرفة الفنية هي اللي بتجمع أعمال فنية مع بعض وبتنسقها، وبتتكون عندها دراية بالمدارس الفنية وخلفيات الفنانين وازاي اتشكلت الأعمال الفنية دي”.

بتشير حوريل لإنها اضطرت تعيش في دول مختلفة، وتسافر من بلد للتانية أكتر من مرة بسبب الحرب والوضع السياسي في وطنها، سوريا، وعلشان كده بتحس بألفة مع الفنانين السوريين اللي عاشوا نفس الظروف الصعبة اللي هي عاشتها:

“عندي حلقة تواصل كبيرة بفنانين سوريين بحكم إن كان عندي معرض في سوريا قبل الحرب، وبالتالي لسه على تواصل بفنانين كتير وعارفة ظروفهم وواقعهم، ومن هنا جت فكرة إقامة المعرض”.

من داخل المعرض، عن: أحمد دهبي

سيلفيا راغب، جاليريست، وشريكة في مؤسسة Syra Arts عاشت في مصر لمدة 22 سنة، لحد ثورة 2011، وبعدها رجعت على واشنطن وقررت تجيب فنانين من الشرق الأوسط ومصر علشان تعرض أعمالهم على جمهور الولايات المتحدة.

بتقول راغب: “الناس في أمريكا استجابت بشكل إيجابي قوي للمعارض، وكانوا مهتمين جدًا باللي حصل في مصر وبالإنتاج الفني للفنانين اللي عاشوا الثورة، بالذات إن الأمريكان مايعرفوش كتير عن مصر غير من قنوات الأخبار العالمية، وعلشان كده اهتموا يعرفوا أكتر عن قصة الإنسان من الإنسان نفسه”.

لوحات من الشتات تتأمل في ذاكرة الوطن

بتقول حوريل عن الظروف اللي اتشكلت فيها الأعمال الفنية المعروضة :”الأماكن اللي الفنانين موجودين فيها النهارده بتأثر عليهم” وبتضيف: “كل مكان له تجارب وألوان مختلفة، ولكن جانب الذاكرة كان عامل قوي في المؤثر الفني، وعلشان كده كان عنوان المعرض في حضرة الذاكرة”.

من أول الحاجات اللي هتلاحظها في لوحات الفنانين في المعرض إن أساليبهم ومدارسهم الفنية مختلفة عن بعض، أحمد عقيل مثلًا، اللي عايش ما بين تركيا وبيروت، متأثر بلحظات النشوة في الموسيقى الصوفية وبيحولها لحروف تنسجها فرشاته بعناية فائقة، أما علاء أبو شاهين، اللي بيعتبر فرنسا وطنه النهارده، فبيستخدم أنواع مختلفة من الوسائط علشان ينتج أعمال كاريكاتورية، غالبًا بتظهر مشوهة ومبالغ فيها، في تعبير عن تناقضات الحياة وسخافتها.

إبراهيم الحسون، اللي عايش النهارده في تركيا، بيستخدم ألوان زاهية وساحرة بتمثل المناظر الطبيعية التركية، في استحضار لذكريات عيلته والبيوت الطينية في قريته في سوريا. ونور بهجت، اللي عايشة وبتشتغل النهارده في دبي، فبتبتكر لوحات فنية تغلب عليها أجواء عميقة مع بطلتها الأنثوية اللي بتتكرر كتير في أعمالها، واللي بتعبر عن حالات الحب المختلفة.

من داخل المعرض، عن: أحمد دهبي

سمعان خوام ، المعروف باسم “Birdman” لإن الطائر، الإيجو البديل بتاعه “Alterantive ego” بيمثل له الحرية والقدرة على العيش بلا حدود، استقر أخيرًا في المملكة المتحدة. أما وائد قويدر، اللي عايشة حاليًا مع عيلتها في الأردن، وبتحاول من خلال لوحاتها السريالية اللي بتتعمق في الذكريات المظلمة، تفسر الكون المعقد حواليها. وصفاء الست، رحالة، بتعبر عن ذكريات مابتنتهيش وهي بتنفخ الروح في المعدن من خلال أعمالها الفنية، وبتلعب بالنار وإذابة المعادن وخلط قطع الحديد والنحاس.

بياخدك المعرض في رحلة مع الفنانين السبعة وهم بيفتكروا رحلتهم من لحظة اقتلاعهم من أوطانهم وبيوتهم لحد ما استقروا في بقعة ما من العالم، علشان يبدأوا حياة جديدة في استشراق متفائل أو متشائم أو حالم للمستقبل.

بتقول رندا فهمي: “الجمهور المصري بيتفاعل بشكل قوي مع المعرض، وشايفة اختلافات في تفاعل الأجيال المختلفة مع الأعمال الفنية” وبتوضح: “الأجيال الأصغر بتتجاوب أكتر مع الأعمال الجريئة”.

وفي سياق نقاشها عن الصعوبات اللي بيعيشها الفنانين السوريين بتقول: “ماحدش من الفنانين دول قدر يحضر المعرض بسبب مشاكل الفيزا، نظرًا لوجود جواز سفر سوري معاهم”.

بتشير فهمي للتعددية الثقافية اللي بيحاول المعرض يقدمها للجمهور المصري: “المرة القادمة هيكون في فنانين من دول أفريقية مختلفة، ولكن في البداية اخترنا فنانيين سوريين علشان فعلًا يستحقوا الفرصة”.

في النهاية، بيقول القائمين على المعرض إن مؤسسة Syra Arts ومكتبة Bibliothek Egypt سعداء بعرض أعمال الفنانين دول في مصر، واللي وصلت شهرتهم إقليميًا ودوليًا لمساحات وجماهير عريضة.

افتتاح المعرض كان يوم السبت 5 نوفمبر الساعة 6 مساءً وهيستمر لحد 26 نوفمبر 2022، والعنوان: مبنى F3، أركان بلازا، مدينة الشيخ زايد، الجيزة، مصر.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: مركز رمسيس ويصا للفنون: عن تمكين الناس البسيطة والإيمان بالإبداع داخل الجميع

تعليقات
Loading...