في يوم التسامح العالمي.. كيف نتعافى من الصدمة ونسامح؟

المغفرة علاج لآلام المأساة، ومواساة للجرح الذي تسببه الصدمات التي نمر بيها في حياتنا، والصدمة التي بتحتاج منا مغفرة دائمًا تبدأ بحب أكبر منا، حب ليس له قيود نمنحه بدون تفكير مسبق.

من الممكن أن يكون الشخص الذي تسبب في الصدمة هو أب أو أخ أو صديق عزيز أو حتى حبيب، أخذ من حبنا مساحة كبيرة وبعدها فاجئنا برد فعل مؤذي، والجرح تحول لصدمة تتناسب طرديًا مع مساحة الحب التي منحناها، ومن هنا بتبدأ رحلة الألم والمغفرة.

عندما نتأثر بالأذى بشكل قوي نجد أنفسنا مضطرين للعيش مع الألم الذي سببه الأذى، كما لو كنا تائهين في دائرة أبدية من استعادة ذكريات الأذى وتكرارها، ونكون أمام خيارين؛ إما أن نفضل في دائرة الأذى للأبد أو نبدأ رحلة التعافي والمغفرة.

يقول الدكتور “عمرو سليمان” أستاذ الطب النفسي، وسكرتير اللجنة الدائمة لعلوم الشخصية واضطراباتها بالجمعية العالمية للطب النفسي، أن الصدمة هي أننا نمر بحدث لم نكن نتوقعه في الوقت أو الزمان.

ألم الصدمة يتوجه في شكل غضب أو حتى كراهية لذاتنا التي سمحت بالأذى، ويقول سليمان: “بنفكر إننا نستاهل الأذى ده لإننا ساذجين”، ومن هنا نبدأ انعزال عن الحياة خوفًا من تكرار الصدمة، ومع الوقت قد تتحول العزلة لاكتئاب، لأننا لم نعد نعرف كيف نتعامل مع الحياة.

ويقول سليمان: “الحقيقة أن الصدمات تحدث دائمًا بسبب طبيعتنا البريئة التي ليس لديها خبرة كافية في الحياة، وبالتالي، الأهم من مسامحة الطرف الذي أذانا هو أننا نسامح ذاتنا البريئة التي اتعرضت للأذى”.

رحلة التعافي من الصدمة والمغفرة طويلة ومش سهلة، ولكن الأصعب منها هو إننا نعيش بحمل الصدمة وأوجاعها والنتائج النفسية المدمرة اللي بتسببها.

يؤكد سليمان: “ذاتنا هي التي تستحق المسامحة، ويوضح: “الطبيب النفسي يساعد الشخص الذي يقوم بعلاجه في فهم ذلك، وأن يتقبل حقيقة أن الصدمة حدثت بالفعل، ويوضح أن التقبل يكون بداية للرضا الذي بيوصفه بأنه “فن الاستمتاع بالمتاح”.

بيقول سليمان: “المتاح هو الحياة بدون الشخص الذي تسبب لنا في الصدمة، أو الحياة في وجود الصدمة”، ويضيف: “أول ما الإنسان يرضى بحقيقة إن (اللي حصل حصل) وإنه لازم يستمر في الحياة لإنها مش هتقف على حد، بيبدأ يفهم إن هو نفسه وقود الحياة وإن حياته مش هتقف على حد غير نفسه، ومن هنا يقدر يغفر لنفسه”.

عندما يصل الإنسان لمرحلة الرضا بما حدث يبدأ رحلة المغفرة، والرحلة تبدأ بأننا نغفر لأنفسنا أو لذاتنا التي تعرضت للصدمة، والمغفرة دائمًا تبدأ بالفهم أن الصدمة لم تحدث لأننا نستحقها أو لأننا كنا ضعفاء أو أغبياء، ولكن لأننا كنا ساذجين ومعندناش خبرة في الحياةبدون خبرة في الحياة”.

يوضح سليمان أن الصدمة تسبب ألم والألم يكون حافز نفسي قوي يجبرنا على التعلم من الخبرات المؤذية، وفي التعلم قوة تدفعنا لنكون أفضل وأقدر على ممارسة الحياة وفهمها والتعاطي معها بشكل صحي أكتر، ويختم سليمان كلامه: “تألمت فتعلمت، فأصبحت أقوى”.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: 7 حاجات لازم تسامح نفسك عليها

تعليقات
Loading...