عودة المغفور له خالد يوسف لمصر بترحيب حار بعد تدمير حياة ضحاياه

بعد انتشار واسع لمقاطع فيديو جنسية مُسربة في 2019 للمخرج المصري خالد يوسف مع الممثلتين منى فاروق وشيماء الحاج، اتقلبت الدنيا على التلاتة في الوطن العربي كله. خالد يوسف قدر يخرج برا مصر وسافر لفرنسا بعد وقت قليل جدًا من انتشار مقاطع الفيديو، لكن شيماء الحاج ومنى فاروق ماكانوش محظوظين كفاية للهروب من الفضيحة.

اتقبض على شيماء ومنى واتسجنوا بتهمة نشر فيديوهات مُخلة بالآداب، وخرجوا من السجن بعدها بفترة بكفالة قدرها 100 ألف جنية.

فضيحة الفيديوهات الإباحية ماخلصتش هنا، لإن الشعب المصري دايمًا بيدافع عن نفسه بإنه شعب متدين بطبعه ومش بيتقبل الرذيلة، وماعندوش أدنى تهاون في التعدي على أخلاق الأسرة المصرية. فضلت الفضيحة لازقة في البنتين لحد النهارده في شكل تنمر وهجوم اجتماعي واسع وصل لإلغاء اجتماعي كامل، والبنات دول مابقوش قادرين يشتغلوا ولا حتى يظهروا في أي مكان عام، بالذات منى فاروق اللي اتعرضت لضغط اجتماعي بشع وَصَلها لانهيار نفسي وعبرت عن رغبتها في الموت.

ظهرت منى فاروق فى بث مباشر على صفحتها على الإنستجرام، واعتذرت عن اللي حصل، وهددت بالانتحار. وقالت في الفيديو: “كل الناس بقت نبذانى وكل صحابي قطعوا علاقتهم بيا” .

وقالت منى: “أنا غلطت لكن ليه ماحدش قابلني؟ أنا منهارة، ومهما حاولت أعمل قوية أنا مش قوية”، وكملت: “كفاية إني أعمل مش واخدة بالي طول الوقت، وأنا تعبت وعمالة أتعامل إنه عادي وهو مش عادي، ومخنوقة أوي، ولما جيت على دبي وقلت أشتغل، أي شغل مش لازم التمثيل، مش لاقية فرصة شغل أو فرصة للحياة أو إني أعيش زيّ بني آدم طبيعي”.

وكملت: “هو مفيش حد بيغلط فيكم؟ الفرق بيني وبينكم إن ربنا شال ستره من عليا، لكن أنتم لسه، أنا نفسي أرجع أعيش سليمة تاني، محدش بيطبطب عليا، بقيت لوحدي، ماقداميش حل غير الموت”.

في فيديو كان منتشر لمنى فاروق من فترة بتعيط فيه وبتشتكي من التنمر اللي حصلها وهي في أجازة في دهب، لما حد صورها من غير ما تاخد بالها، زيّ ما تكون خلاص بقت سلعة مجانية لأي حد يستغلها ويستبيحها كده. زيّ ما تكون مالهاش حقوق.

فضيحة جنسية لكل الأطراف ولا مجرم واحد وجريمة استغلال قاصر؟

لو بصينا للقضية دي من زاوية تحليلية شوية، ولو تجاهلنا جريمة نشر الفجر والفسوق والمشاركة في فيديو إباحي، فالحقيقة إن خالد يوسف هو اللي كان ماسك الكاميرا وبيصور في الفيديو، وإن البنتين في الوقت ده كانوا صغيرين جدًا في السن، منى فاروق كانت قاصر في وقت تصوير الفيديو، يعني الفيديو الجنسي اللي انتشر، وعلى أقل تقدير يعتبر دليل إدانة لخالد يوسف باستغلال بنات قصر، وتصويرهم في وضع حميمي خاص، من غير ما يعرفوا. زيّ ما منى قالت في فيديو على اليوم السابع بعد الفضيحة.

في الفيديو ده، منى بتقول إنها ماكانتش تعرف إنها بتتصور، وإنها كانت متجوزة خالد يوسف وعايشة معاه في الشقة اللي الفيديو اتصور فيها. وكمان قالت إنها مش فاكرة أي حاجة من اللي حصل في اليوم ده لإنها هي وشيماء الحاج ماكانوش في وعيهم.

خالد يوسف: عودة المغفور له علشان راجل، لكن البنات تتدفن بالحياة؟

بعد سنتين من فضيحة الفيديو الجنسي وهروب خالد يوسف لفرنسا، اتفاجئنا من كم يوم بخبر رجوعه مصر. مش بس كده، ده كمان رجع باحتفالية إعلامية ضخمة وتم استضافته في واحد من أكبر البرامج الحوارية على التلفزيون المصري، واللي بيستضيفها الإعلامي المصري الكبير عمرو أديب، في برنامج “الحكاية مع عمرو أديب”.

وشوفنا في الاستضافة دي إن ماتجابش سيرة الفضيحة الجنسية اللي شارك فيها خالد يوسف، وماتوجهلوش أي سؤال يخص البنات اللي اتفضحوا وحياتهم اتدمرت. زيّ ما يكون خالد يوسف اتغسل من كل ذنوبه ورجع من فرنسا “مغفور له” ومتشال على أكتاف الإعلاميين والمثقفين في مصر، والبنات دول مالهمش علاقة بيه خالص وعقابهم كان على جريمة، الأستاذ خالد يوسف مايعرفش عنها حاجة.

أعلن كمان المخرج، من خلال برنامج “الحكاية مع عمرو أديب” عن استكمال مشواره الفني في الإخراج السينمائي بمشاريع ضخمة وبتمويل مهول من شركات إنتاج كبيرة في مصر، ليها علاقات واسعة ومعروفة.

خبر رجوع خالد يوسف اقترن بردود أفعال قوية جدًا على السوشيال ميديا

واحد من ردود الأفعال على تويتر اتكلم عن نظريته الخاصة في عودة خالد يوسف للساحة الفنية في مصر وأسبابها، وعبر عن احتقاره للإعلاميين والفنانين والمثقفين اللي وقفوا جنب خالد يوسف ودعموا رجوعه لمصر واستقبلوه في بيته بترحيب حار.

تويت تاني سأل: “الكانسل كالتشر دي لو ماطالتش خالد يوسف أول واحد لازمتها إيه؟”

تويت تانية سخرت من بيان خالد يوسف في برنامج “الحكاية” لما قال: أنا ضحية حملة قتل معنوي فوق الافتراء وفوق الاحتمال.. أنا إنسان صفحتي بيضا، لكني ضحية مؤامرة وليس عليا عار ولم أخالف القانون ولا حتى الأخلاق”

المساواة، حتى في الظلم، عدل؟

سواء اتفقنا أو اختلفنا على حقيقة إن شيماء الحاج ومنى فاروق يستاهلوا اللي حصلهم ولا لأ، ماظنش هنختلف على حقيقة إن المساواة، حتى في الظلم، عدل.

إذًا السؤال هنا: ليه خالد يوسف رجع بترحيب حار من الساحة الفنية والإعلامية والاجتماعية في مصر والكل نسي جرايمه في حق المجتمع المصري المتدين، زيّ جريمة نشر الفجر والفسوق والمشاركة في فيديوهات مخلة بالآداب -التهمة اللي منى فاروق وشيماء الحاج اتكنسلوا علشانها وخسروا حياتهم بالكامل- بالإضافة للجريمة الأشنع: الاستغلال الجنسي لبنات قاصر وتصويرهم دون علمهم في أوضاع حميمية خاصة، ماكانش القصد إنها تظهر للعلن خالص؟

اللي بيحصل ده بيقول لنا إن الساحة الفنية والإعلامية والاجتماعية في مصر ماعندهاش أي مشكلة مع الفضائح الجنسية واستغلال القصر ونشر الفسوق، في حالة كان المتهم راجل طبعًا، لكن لما تكون المتهمة بنت، الموضوع بيكون مختلف والعقاب بيكون شنيع ومفيهوش أي رحمة، وماحدش عنده استعداد يغفر للبنات أو حتى ينسى اللي حصل. لو هنغفر لراجل استغلالي كل جرايمه، ليه مانغفرش لضحاياه، حتى لو ماعندناش استعداد نجيب لهم حقهم؟

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: قصة إختفاء ومقتل إكرام تهليل ضابطة الأمن في وكالة الاستخبارات الصومالية

تعليقات
Loading...