“عثمان” الظريف منافس الريحاني..عن علي الكسار في عيد ميلاده

عثمان عبد الباسط اسم كنا حافظينه في فترة التسعينيات بسبب إذاعة أفلام الفنان الكبير، علي الكسار، اللي ظهر على القنوات الأرضية المصرية، اسم كان مهم وعلامة لأفلام الأبيض والأسود، راجل بيتكلم بطريقة ملفتة وبيقع في مواقف صعبة وبيتورط في أزمات مش بيتوقعها، ودايمًا مخلص لمبادئه وصحابه واللي بيحبهم.

علي الكسار وسط زملائه – عن مصر اليوم

إنسان بسيط ودمه خفيف، بيتريق بذكاء وهدوء ولطف شديد عن كل حاجة وحد وموقف بيتعرض ليه، الفنان علي الكسار كان مختلف عن كل نجوم جيله ويمكن الأجيال اللي بعد كده، كان من بدري جدًا بيعتمد على المفارقات الكوميدية الدرامية المعتمدة على الشكل، ومنها لون بشرته والعمامة اللي بيلبسها.

السينما والواقع في سينما علي الكسار

السمة الأبرز في شخصية “عثمان” كانت خلط الناس بين أدواره وشخصيته في الحقيقة، ده غير الصورة النمطية اللي أتاخدت عن أبناء النوبة بسبب الأدوار دي، كتير كانوا فاكرين إن علي الكسار فعلًا لون بشرته داكنة، وده مش حقيقي؛ بشرته كانت أفتح بكتير من اللي بتظهر في الأفلام.

علي الكسار صحيح أصوله نوبية، بس أتولد في السيدة زينب وشخصية عثمان ملهاش أي علاقة بالشخصية الحقيقية لعلي الكسار أو علي خليل سالم، لإن اسم الكسار ده أخده من اسم والدته. علي الكسار استخدم لكنة معينة بقت مرتبطة بأهل النوبة في الذهن الشعبي، ولجأ للمكياج لتلوين بشرته علشان يحافظ على نجاح الشخصية اللي استمرت في الخيال الشعبي من أول ما قدمها لحد دلوقتي.

علي الكسار وماري منيب – عن اليوم السابع

فكرة شخصية عثمان دي جات من معايشة علي الكسار لزمايله لما أشتغل فترة كطباخ وأشتغل مع خاله وهنا أتعلم الثقافة واللغة النوبية، بعدها من حبه في التمثيل بدأ يجرب حظه في المسارح البسيطة في سن ٢١ سنة، وأول مكان أشتغل فيه كان دار التمثيل الزينبي في شارع المواردي في القاهرة القديمة.

شعبية شخصيته، عثمان عبد الباسط، اللي قدمها لأول مرة في مسرحية أتعرضت في شارع عماد الدين كان عنوانها “حسن أبو علي سرق المعزة”، وفوجئ باستقبال الجمهور ليها وحفظ المشاهدين الحوار بتاعها، ومن هنا أتمسك بيها ووصفها بنفسه بإنها شخصية راجل “بربري ظريف”.

في لقاء إذاعي نادر قال: “فكرت أعمل شخصية البربري اللطيفة دي ونالت استحسان الجمهور، وبقى الجمهور يتحاكى بألفاظها، فلما شُفت إنها أعجبت الجمهور مسكت فيها على طول، وربنا أخد بيدي واستمريت بها للنهاية.”

هل “عثمان” السبب؟.. النوبي في السينما بين البواب والسفرجي

لو عاوزين ندور في ملامح الشخصية النوبية بالسينما المصرية أو المسلسلات التليفزيونية، هنكتشف حقيقة مؤلمة وهى إنه للأسف لا يخلو من عنصرية خفية بتسيطر على السينما والدراما.

الملامح المتوفرة في معظم الأعمال السينمائية هي شخصيات للبواب أو السفرجي، وكفاية مشاهدة أفلام زيّ “بين السماء والأرض” اللي فيها مجموعة من البوابين اللي يبجمعهم الاستهتار، ده غير “البيه البواب” اللي قدم مجموعة من البوابين اللي بيتخانقوا بشكل مستمر في مواقف ساخرة.

أما دور السفرجي فأغلبه كومبارس صامت، نموذج مكرر فى معظم الأفلام العربي الأبيض وأسود اللي فيها سرايات وقصور وبقى من العادي إن يكون كل بواب هو عثمان وكل سفرجي هو إدريس.

وعثمان المستوحى من شخصية عثمان عبد الباسط البربري، اللي ابتكرها علي الكسار، كان بيدهن وشه باللون الأسود وده خلى الأديب محمد خليل قاسم فى روايته “الشمندورة ” يعبر عن غضبه من ده، وكتب بيوصف ده لما قال “في القاهرة يضحكون علينا فى الطرقات، هناك رجل اسمه علي الكسار يسمي نفسه بربري مصر الوحيد والعيال يجرون خلف أكبر كبير منا وهم يصرخون البربري أهو البربري أهو.”

علي الكسار في مواجهة نجيب الريحاني وإسماعيل ياسين

قعد يشتغل في المسارح عشرين سنة تقريبًا، وكان منافس قوي لنجيب الريحاني، وقدر يتفوق عليه جماهيريًا في أوقات كتير، خصوصًا إن الريحاني كان مشهور ساعتها بشخصية “كشكش بك” الريفي الغني اللي بينبهر بأضواء المدينة، وكانت سبب برضه في تنميط صورة الريفيين.

من على بابا والأربعين حرامى – عن مصر اليوم

وصل رصيد الكسار إلى 160 عمل مسرحي، وفي التلاتينيات فتحت له السينما دراعتها وحقق نجاح قوي، وقدم شخصية عثمان في أكتر من عشر أفلام من بين أربعين فيلم عملهم، أبرز الأفلام دي “عثمان وعلي”، و”ألف ليلة وليلة”، و”سلفني 3 جنيه”، و”علي بابا والأربعين حرامي”، و”نور الدين والبحارة الثلاثة” و”أخلاق للبيع”.

علي الكسار ظهر في السينما وهو في الأربعينيات من عمره، وكان نجم لامع وكان نجم صف أول، وكان من بين أعلى الممثلين في الأجر، وساهم في تقديم نجوم كتير من بينهم إسماعيل ياسين في بدايته. علي الكسار عشقه جمهور المسرح وعشقه أكتر جمهور السينما، ونصبوه نجم الكوميديا الأول قبل ما ييجي إسماعيل ياسين بأفلام متنوعة أكتر وأستحوذ هو على عرش الضحك لسنوات.

أخر كلمة: ماتفوتوش كلمة: في ستين ألف سلامة.. عن المشخصاتي الأسطورة نجيب الريحاني في ذكرى رحيله

تعليقات
Loading...