عالم العملات القديمة: مهنة بيع الذكريات والتراث والتاريخ في سوق ديانا

عايز تبقى مليونير في لمح البصر؟ من غير كورسات ولا وجع دماغ؟ عليك وعلى شراء وبيع العملات من سوق ديانا للعملات القديمة في وسط البلد وبالتحديد في شارع الألفي جنب سينما ديانا، مكان مخصص لبيع المقتنيات القديمة وبالتحديد العملات، متحف مفتوح ممكن تروح مخصوص علشان تتفرج عليه.

أول ما وصلت قالوا إن السوق بيبقى موجود يوم السبت في أوقات معينة، بس رشحولي عم أبو أيمن، واحد من تجار العملات القديمة كان موجود بالصدفة قاعد على قهوة بلدي بترابيزة مخصوصة له وعليها كل بضاعته.

بابا المجال

أبو أيمن مسمي نفسه بابا المجال، بقاله في تجارة وبيع العملات القديمة فوق الـ50 سنة من وهو عنده 8 سنين، بيقول على مهنته إنها مهنة بيع الذكريات والتراث والتاريخ، عارف تاريخ كل عملة وأصلها.

بيقول لنا أبو أيمن: “معايا عملات من كل حتة في العالم، والناس بتجيلي علشان تشتري من كل الجنسيات، معظهم بيبقوا هواة بيحبوا العملة زي الهاوي اللي بيلف حولين العالم علشان يجمع الطوابع، هتلاقي عندي عملات ورق ومعدن من جزر شرق الكاريبي وباتام وجيرسي وعملات الاحتلال البريطاني وأسيا وكامبوديا وألبانيا”.

ولما سألته إيه اللي بيفرق سعر عملة عن التانية قال: “في عملات قيمتها بتزيد مع الوقت وكل ما قدمت وكانت نادرة وحالتها كويسة، كل ما قيمتها زادت”.

وحكى عن عملة ألمونيا لإدوارد السابع: “بتعتبر من نوادر العملات في العالم من 1907 ممكن سعرها يوصل لـ500 و600 ألف، وعملات لإدوارد التامن ماقعدش غير شهرين في الحكم لإنه اتنازل عن الحكم بسبب حبيبته بس اتطبع له عملة خلال فترة الشهرين، وريال السلطان فؤاد المطبوع منه 5 ريالات على مستوى العالم ممكن يعمله 5 مليون جنيه، مش موجود غير في كام مكان في العالم واحد مع ملك فرنسا وواحد مع ملك بريطانيا”.

وحكى كمان عن قصة جنيه الفلاح المصري، وسعره بيوصل دلوقتي لـ15 ألف جنيه، بيقول إن جنيه إدريس الفلاح شخصية حقيقية لجناينى، كان عند السلطان فؤاد الأول واتنبأ له إدريس بإنه هيبقى ملك للبلاد، فوعده السلطان لو نبوءته اتحققت هيخليه يلف كل دول العالم وهيحط صورته على الجنيه، ولما تحققت النبوءة نفذ السلطان وعده في 1926، فلو معاك الجنيه ده حرص عليه لإنه كنز وسعره بيعلى، أنا فاكرة من حوالي 5 سنين كان سعره من 300 جنيه لـ7 ألاف.

أبو أيمن شايف إن التجارة في العملات القديمة شكل من أشكال الاستثمار زيه زي الدهب والبورصة والعقارات.

عند أبو أيمن بابا المجال، هتلاقي عملات للسلطان حسين كامل والسلطان فؤاد والملك فاروق، والشلن الورق بمواصفات وكتابات معينة يوصل سعره دلوقتي لـ10000 جنيه، وأحيانًا بتوصل لـ40 ألف جنيه من عملات تم إصدارها في السنة الآخيرة في عصر الملك فاروق.

بعد ما خلصت كلامي معاه ركبت من عند سينما ديانا المتسمي السوق على اسمها، واحدة من أقدم السينمات في وسط البلد وبالصدفة السواق كان عنده حكايات مع السينما، ” السينما دي بالتحديد خدت مني راقات أيام المدرسة، أربع أيام تزويغ؛ يوم للقهوة ويوم للكورة ويوم للجنينة مرة الأسماك ومرة الأندلس وكان في يوم ثابت للسينما التذكرة كانت بـ30 قرش للبلكون، كل أفلام عادل إمام العرض الأول شفتها هناك”.

وأنا في الطريق افتكرت أبو أيمن لما قالي “صوريني وأنا مش واخد بالي” علشان بيتكسف يبص للكاميرا، وهو بيشرح لي العملات حسيت إنه كان موسوعة ثقافية وتاريخية متنقلة، واخد مهنة عن حب مش مجرد أكل عيش، دارس كل عملة وعارف أصلها.

لو هتروحوا شارع الألفي هتلاقوه بيقعد على ناصية سينما ديانا، ادخل اتفرج على فيلم واطلع بعدها قابل أبو أيمن يحكي لك أسرار عن كل عملة بيبيعها.

آخركلمة: ماتفوتوش قراءة: ازاي ظهرت مهن جديدة على الساحة وطغت على مهن عايشة من آلاف السنين؟

تعليقات
Loading...