زوج بألف جنيه وكله للخير: ما وجدته في عالم المحللين الشرعيين

“أنتي طالق” جملة من كلمتين كفيلة بأن تنهي علاقة شخصين للأبد أو لفترة مؤقتة في حالة إذا فضلوا الرجوع، وهي ذاتها الكلمة إذا نطقها الزوج للمرة الثالثة ينقطع الأمل في الرجوع لزوجته -حسب الديانة الإسلامية- إلا في حالة واحدة، إذا تزوجت من شخص آخر زواج طبيعي “غير مشروط” بأركانه الكاملة على يد مأذون، وفي حالة طلاقها لأي سبب يكون من حق الزوج الأول أن يتزوجها مرة أخرى.

ولكن على أرض الواقع الحديث يختلف، الزوج عند طلاقه للمرة التالتة وبعد أن يستوعب المأزق الذي وقع فيه، يريد أن يردها لعصمته في الحال ضاربًا بكل شروط الزواج عرض الحائط، ولتلك السبب ظهر ما يسمى “المحلل” أو المعروف في الوسط “فاعل خير” وبغض النظر عن حرمانية وقانونية الأمر لإنه كثر الحديث عنها في الأوساط الإعلامية، فهو شخص يتزوج زواجًا مشروطًا بالاتفاق مع الزوج والزوجة لفترة مؤقتة بغرض التحليل ويقوم بتطليقها وتعود للزوج الأول بعد انتهاء العدة.

الموضوع أثار فضولي وقررت أن أدخل عالم المحللين من خلال جروب على مواقع التواصل الاجتماعي خاص بهم لمعرفة دوافعهم ومايجنوه من وراء تلك الزيجات.

ما وجدته داخل جروب “محللين لوجه الله”

يقولون على أنفسهم محللين لوجه الله، يعشقون تأدية الواجب والخدمات، وأغلب منشوراتهم تدور حول هذا، فقررت أن اخترع شخصية وهمية لمطلقة ثلاثينية تبحث عن محلل من أجل الرجوع لزوجها، حتى اتأكد من اسم الجروب هل هو لوجه الله أم لشيء آخر؟

محلل بدرجة المفتش كرومبو

“الموضوع لذيذ.. متعة في الحلال .. إيه اللي يخليني أسيبه؟” كان هذا أول رد صريح لـ”علي” (اسم مستعار)

28 سنة من أكتوبر وحاليًا عاطل عن العمل، بدأ القيام بدور المحلل من سنتين عن طريق الصدفة أو بمعنى أصح على حد تعبيره “حد أعرفه طلّق وقصدني إني أخدمه” وبعدها توالت الزيجات، في أغلبية حديثي معه كان يطرح أسئلة متعددة؛ أسئلة شخصية وغير مسموح بها، عن أسباب الطلاق والوضع الاجتماعي وهل كان الزواج عن حب أم لا، وهل استخدم حبوب لمنع الحمل، لضمانة إنني امتلك رغبة حقيقية في الرجوع للزوج أو كما قال “مش عايز اتدبس”

وبجانب الجرأة كان صريحًا عندما حكى إنه أعجب بزوجة بعد الزواج منها في مرة من المرات أو حسب قوله ” عميلة” ولكن قرر في نهاية الأمر التراجع لإنه من وجهة نظره الزواج “أكبر من إننا نعجب ببعض فنكمل مع بعض.. ده كان اتفاق رجالة”.

علي تزوج أربع مرات وله شروط في الزواج كمحلل؛ شروط لها علاقة بالسيدة نفسها ومواصفتها أو الموضوع ككل، ولا يأخذ مقابل مالي ولكن المصاريف خلال فترة الزواج تكون على الزوجة، والدخول عليها شرط لا يقبل التفاوض فيه “علشان الحلال والحرام”، وأطول مدة قضاها مع سيدة هو “ليلة واحدة” لإنه من وجهة نظره “هما عايزين حد ساعة واحدة بس علشان يرجعوا لبعض” ولذلك كان في أغلب الزيجات الزوجة لا ترى المحلل إلا وقت عقد القران ووقت الدخول عليها لإن الزوج هو المسؤول عن اختياره وإحضاره.

محلل متعدد الخدمات

انتقلنا من علي لأحمد، وهو أيضًا اسم مستعار، محلل متعدد الخدمات مهتم بالرياضة والأكل الصحي (معلومة تبدو لك غير مهمة ولكن ستدرك أهميتها).

أحمد 28 سنة من القاهرة خريج حقوق إنجليزي، مطلق ويعمل كمسؤول استيراد، سجله العائلي يحتوي على 10 جوازات من سيدات تكبره بسنوات ومن مختلف المستويات الاجتماعية، ولضمان الحقوق يحصل على ورقة من الزوجة بعد الطلاق كإخلاء مسؤولية من أي حقوق شخصية.

أحمد بدأ مهنة “التحليل” كما يعتبرها من 3 سنوات عن طريق صديق له طلب الموضوع في سرية: “لقيت نفسي بحل مشاكل وأخد فلوس حلوة.. وكل 6 شهور بعمل تحاليل علشان الأمراض”.

مدة الزواج من أسبوعين لشهر على عكس المحلل السابق، والزوج له حرية الاختيار إما أن يكون الزواج مجرد حبر على ورق أو بالدخول عليها، وفي الغالب يطلب الأزواج الدخول “علشان تتحسب جوازة”، وبالنسبة للمقابل المادي لا يضع رقم معين “أي إكرامية مش هتفرق” وأحيانًا يحصل عليها في صورة “سفر”.

التحليل لم يكن الخدمة الوحيدة التي يقدمها ولكن.. “التلقيح” متاح عند أحمد.. خدمة التلقيح الطبيعي وعلى لسانه: “عملتها مرتين مرة منهم جبت توأم، وده بيبقى في حالة عقم الزوج، والزوجة بتقنعه إن ده أفضل من التبني، وأحيانًا ممكن تقنعه إن الطفل ده ابنه وإنه خف وبتبقى مظبطة مع الدكتور بتاعها.. أنا كمان بشرتي بيضة وملامحي حلوة تضمن إن الطفل يبقى شكله كويس.. الطفل بيكتب باسم الزوج والموضوع بينتهي، وأنا مش برمي عيالي أنا مجرد بأدي الخدمة مع المدام وكل التعامل بعدها بالموبايل”.

أما بالنسبة لأتعابه المادية فهي غير مكلفة مقارنة بالخدمة، من 3000 لـ10000 جنيه، جزء قبل الشهور الأخيرة عند الولادة وجزء بعدها، وفي حالة الإجهاض يقوم بعمل تلقيح مرة أخرى مجانًا .. يابلاش.. ولتلك الأسباب أحمد مهتم بالرياضة والأكل الصحي وعمل تحاليل شهريًا!

محلل بدرجة محامي

“أنا عمري ما هقبل الحرام حتى لو هيجي منه آلاف، واحدة طلبت إني ابتز طليقها على الطلاق وأنا رفضت .. واحدة طلبت مني يحصل خلوة شرعية قبل الزواج علشان تشوفني كويس ولا لا وأنا رفضت”

في عالم المحللين وجدت محامي 36 سنة، ممارس للمهنة ويتبع القانون بحذافيره حتى لا يؤخذ عليه خطأ، يضعها ضمن إطار قضايا مكتبه وللتحليل طبقًا له وللقانون اتجاهان “علشان كله يبقى قانوني .. عقد الطلاق من الزوج الأول اتوثق عند مأذون يبقى لازم بعد العدة يحصل زواج عند مأذون ويحصل دخول وبيبقى في ضمانات علشان يحصل طلاق .. عقد الطلاق لم يوثق يبقى العدة تنتهي ويتعمل بعد كده عقد عرفي عند محامي ويحصل دخول وبعد كده يحصل تقطيع للورقة.. وبعد العدة الزوج يرد مراته من عقد عند محامي.. أنا محامي بعتبر اللي معايا موكل بأمانة وبحمي له سمعته”.

الأستاذ المحامي من وجهة نظره أن الموضوع قانوني وجائز من ناحية الدين طالما اتبعت شروط الزواج والطلاق وطالما اجتمع الاشهار والعلانية و”الدخول” حتى لو لم يوثق الزواج ..

 بالإضافة إنه لا يفضل الخوض في تفاصيل كثيرة لإن على حد تعبيره كل استشاره ومعلومة لها ثمن.

العجوز المتصابي

مدعي التدين ظاهريًا أمام الناس، وفي الحقيقية  حدث ولا حرج، متقمص شخصية صلاح فؤاد في فيلم واحدة بواحدة “يا أخت مايسة أنا 30 سنة واهب حياتي للعلم”  

الأستاذ ياسر 45 سنة، أعزب لم يسبق له الجواز ويكره المسؤولية، يعتبر حديث في مهنة المحلل، “لسه بكرتونتي” عادل إمام في فيلم “زوج تحت الطلب” كان ملهمه للإقدام على الخطوة.

“ليسانس آداب” مؤهل عالي” وتذكروا كلمة “مؤهل عالي”.. محلل وأحيانًا ملقح “أي حاجة فيها خير أنا موجود.. بحب أجرب كذا ست” وبدون أي مقابل  حسب الرغبة بزواج أو بدون زواج، والطفل باسم الزوج الحالي ولو الأم لديها رغبة في أن يحمل هو اسم الطفل فهو غير مسؤول عنه ” أنتِ اللي هتاخديه تربيه”

المبجل ياسر لديه وجهة نظر في اختياره للتحليل بغض النظر إنه بإمكانه إشباع رغباته بأي طريقة أخرى فقال بدون سابق إنذار” الست اللي بيتجوزها المحلل.. أنثى نضيفة متنقية بنت ناس.. مش أي واحدة وخلاص”.

وله وجهة نظر أخرى في موضوع المؤهل العالي، ويرى إنه مهم جدًا في تلك المواضيع “أنا لو مكانك مستحيل أقبل بحد أقل مني يتجوزني حتى ولو يوم” بس أنا ممكن اتجوز واحدة أقل مني ..لازم أكون أنا الأعلى ..”

محلل ليس بمحلل

مع آخر محلل معنا اليوم، هو محلل ليس بمحلل، بعد جمع المعلومات وبعد فرش المواصفات وقصة حياته ووصلنا للاتفاق وعرفنا دوافعه، اعترف لي إنه ليس بمحلل ولا علاقة له بالتحليل لا من قريب أو بعيد، بالعكس هو رافض تمامًا للموضوع.

كان هدفه فقط من أجل انتحال المهنة هو إن يتأكد أن تلك المواضيع حقيقة على أرض الواقع، يعتبر محقق أيضًا ولكن لفضوله الشخصي، وعلى أساسه حكى لي كم من الطلبات الغريبة التي كانت تصل له على حس “التحليل” وطلبات أغلبها خارج إطار التحليل، منها طلبات يطلبها الزوج منه غير شرعية لا تمت بالتحليل بصلة، ومنها زنا المحارم وزرع أجنة في رحم مربية وأحيانًا طلبات من الزوجة نفسها في السر، باعتبارها “جوازة واتحسبت عليها”، ولذلك تستغل الفرصة وتطلب شروط لإرضاءها خلال العلاقة.. كان أحيانًا يحاول إقناع الأزواج والزوجات العدول عن الموضوع. فلم يكن هذا المحلل هو البطل على قدر ما يمتلكه من معلومات تخص هذا العالم.

عالم المحللين وما وراءه كان أشد رعبًا، واقع لا تجده حتى في الأفلام والروايات إلا إذا أخدتها منه، الموضوع لا يخص التحليل وحده ولكن هناك نوايا ومطالب واضحة، وكل شخص لديه معتقداته الحقيقية والتي يختلقها أحيانًا حتى يقنع نفسه إنه على كامل الصواب.. ومنهم من يأخذها كـ”بيزنيس” ومنهم هدفه الأول والأساسي هو “المتعة الحلال” والتي أصبحت بالطبع بعد الزواج ليس طلب وإنما حق شرعي له ضمن حقوقه ..

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: كشف العذرية قبل الزواج: ما لا يقولونه الأهل والأزواج

تعليقات
Loading...