القصة الكاملة لعروسة الشرقية القاصر و”زفة الشريفة العفيفة”
“زفة العار والتخلف” ده التعبير اللي قالته ناس كتير عن الواقعة اللي انتشرت في اليومين اللي فاتوا. الصحف تداولت خبر عابر عن بنت من الشرقية أبوها عملها زفة وسموها “زفة الشريفة العفيفة” أو “زفة الشرف” وطاف بها بلدهم كلها علشان يثبت شرف بنته اللي شايلها على أكتافه، وفي إيديها دليل شرفها -من وجهة نظرهم- من الطب الشرعي..
الحكاية كلها إيه؟ بنت قاصر عمرها 16 سنة في الشرقية، اتجوزت -بالعند في القانون- من راجل في بلدهم، اتجوزت الخميس واتطلقت الجمعة الصبح علشان جوزها قال إنها مش عذراء ولا بنت بنوت وشكك في شرفها، ودي أول كارثة وهي زواج قاصر.
أهلها يسكتوا ولا يردوا اعتبار بنتهم؟ هما اختاروا يردوا اعتبارها على طريقتهم اللي كانت جريمة هي كمان.
أخدوا البنت عملولها كشف عذرية في الطب الشرعي وطلع تقرير رسمي من الطب الشرعي بيثبت إنها عذراء وبيقر بسلامة غشاء بكارتها، ودي الطريقة الوحيدة اللي الأهل بيثبتوا بها شرف وعفة بنتهم -من وجهة نظرهم- لا ومش بس كده، الأب شال بنته على أكتافه في مشهد أشبه بالمظاهرة، والبنت شايلة دليل عذريتها من الطب الشرعي ولفوا البلد كلها وراحوا لبيت الزوج في زفة، علشان يثبتوا إن بنتهم شريفة مش زي ما “اتفضحت” من جوزها.
خلّي اللي ماعرفش يعرف، واللي شك يتأكد بالدليل من الطب الشرعي.. دي الطريقة الوحيدة اللي تثبت بها البنت شرفها في وسط الجهل.
الخبر انتشر بعد الزفة اللي طافت البلد في مشهد غريب، وابتدت تفاصيل الحكاية تنتشر من بعدها.
“وبالتزامن مع ذلك، تلقت النيابة العامة محضرًا من الشرطة أمس الأحد الموافق ٢٠ / ١١ /٢٠٢٢م برصد الاحتفال المصوَّر المشار إليه، وسؤالِ الفتاة ووالدها وعمِّها عن سبب وقوعه، فقرروا أنها قد تزوجت الخميس الماضي ثم طردها زوجُها اليوم التالي من مسكن الزوجيَّة بدعوى عدم عذريتها، ما دفع والدها إلى طلب توقيع الكشف عليها بالمستشفى العامِّ فتبين ثبوت عذريتِها، واحتفى الأهالي بها لذلك، وأكد المذكورون في أقوالهم بمحضر الشرطة أنهم قد تراضوا عرفيًّا مع زوجِ الفتاة، بينما تمسَّك زوج الأخيرة وذووه في المحضر بأنَّه تأكَّد موضعيًا ليلةَ الزفاف أنَّ الفتاةَ ليست عذراء، فأبلغ والدها ثم تراضيا عرفيًّا عقب ذلك، وأُرفق بالمحضر صورة من التقرير الطبي المتداول بالمقطع المرصود بمواقع التواصل الاجتماعي، وعليه باشرت النيابة العامة التحقيقات” ده نص من بيان النيابة العامة عن الواقعة.
يعني بعد كل ده كمان، الطرفين اتراضوا، يعني البنت هترجع تعيش مع الراجل ده.
الإعلامية لميس الحديدي تناولت الموضوع في برنامجها “كلمة أخيرة” وقالت إن اللي حصل ده مجموعة جرائم ارتُكبت في حق البنت الصغيرة دي، مايصحش تحصل في وقت المجتمع بينادي فيه بالمرأة وحقوقها، ونلاقي أرض الواقع بيحصل فيها الوقائع المشينة دي.
بنتكلم في العقليات والطب والعلم بيقولوا إيه؟ لكن لسه في ناس عايشين وسطنا بيقولوا ده:
بعيدًا كمان عن التعميم اللي قايله الشخص ده بحجة “عندنا في الصعيد” لكن أكيد وجهة النظر دي، اللي بعيدة عن العلم والطب والمنطق، مش بتمثل جزء كبير من مصر زي الصعيد.