رحلة نوستالجيا في قلب مصر القديمة.. يوم في سوق الغورية

على رأي محمد قنديل “يا رايحين الغورية.. هاتولي من هناك هدية”.. مبدأيًا كده لو ناوي تروح سوق الغورية فأنت قدامك حلين؛ إما تروح بالمترو وتنزل محطة العتبة وتركب عربيات بتروح هناك، أو لو هتيجي بالعربية فلازم تعمل حسابك إنك تركن برا قبل ما تدخل شارع الأزهر وتنزل تمشي على رجلك وتعيش بقى مع المباني القديمة لحد ما توصل عند سوق الغورية.

قبل ما تدخل السوق وتبدأ رحلتك معانا هتقابل وأنت ماشي على رجلك أقدم مصنع طرابيش في مصر، مصنع الحاج محمد أحمد الطرابيشي، بالرغم إن الطربوش ده انتهى بس لسه في ناس بتحرص إنها تلبسه. بس لو حبيت تتكلم مع صحاب المكان وتعرف حكايتهم وتصور المكان، لازم تتواصل مع الورثة في الأول لإن في مبلغ معين لازم يتدفع في الأول.. بس ننصحك تروح المكان لإنه مميز ومختلف وهتشوف فيه طرابيش من أيام الملك فاروق وأحجام وقصات مختلفة ..  

رحلة نوستالجيا في سوق الغورية مع صوت داخلي “أنا إيه اللي جابني هنا؟”

بعد ما هتسيب مصنع الحاج محمد الطرابيشي وتدخل على سوق الغورية، أول حاجة هتشمها وأنت داخل هي البخور والعود، وأول صوت هتسمعه هو صوت إذاعة القرآن الكريم والبياعين وهما بينادوا عليك ويقولوا “تعالي بصي بصة يا آنسة”، “خدي فكرة وأشتري بكرا”، “مش عايزة تجهزي نفسك؟”، والراجل العجوز صاحب محل الإكسسورات وهو بيقول “يا كريم يارب .. أبعت من عندك”، وصوت تخبيط المعلقة في كباية الشاي لصبي القهوة اللي كل شوية تلاقيه ماشي جنبك بيجيب الشاي لأصحاب المحلات.

بس مش هقدر أقولك على الزحمة اللي هتشوفها هناك.. في ممر 2 بالتحديد عند قصر السلطان الغوري، هتلاقي أكتر من زقاق صغير ماينفعش اتنين يعدوا منهم حرفيًا كإنك داخل مغارة والأسانسير أوسع منها؛ الناس بتمشي فيها بالطابور صف واحد بالطول مش بالعرض، وماشية تخبط في المحلات والقماش المعروض، وخلي بالك من الناس اللي بتبقى شايلة القماش ومودياه من مكان لمكان في الحتة الصغيرة دي بالتحديد، لإنه ممكن ياخدك ويشيلك في سكته أنت والقماش.. زيّ ما حصل معايا، ولولا إن حد شدني كان زماني تحت توب القماش.

بس في حاجة لاحظتها وأكيد أنتوا كمان لو رحتوا هتلاحظوها، بالرغم الزحمة دي كلها مالقتش غير اتنين أجانب أو تلاتة بالكتير.. ولما سألنا واحد من أصحاب محلات العطارة هناك بقاله 40 سنة في المكان اللي ورثه عن والده وأجداده، قال “لحد 2010 كان نادر ما نشوف مصريين، ماكوناش بنلاحق على الخواجات ولما كنا بنشوف مصري كنا بنقول .. يااه ده في واحد مصري معدي، بس دلوقتي كله بقى مصريين”.

الناس اللي هتقابلها هناك مش بس ناس رايحة تشتري متر أو اتنين علشان تفصل بيهم فستان، لأ أنت هتشوف مصممين أزياء بتشتري قماش علشان تفصل منه هدوم وعبايات وشنط، ولما سألنا الناس دي عن ليه الغورية بالتحديد قالوا “الأسعار مناسبة والجودة كويسة وهتلاقي هنا كل الأنواع اللي تخطر على بالك”.

واحنا مكملين في رحلتنا في يوم حر ومشمس لاحظنا إن المحلات هناك معظمها مش عليها يفط، ولما سألنا على السبب، واحد من البياعين هناك قال “أغلبها بتتسمى بأسماء أصحابها وكلهم هناك عارفين بعض وزباينهم كمان عارفينهم، لإنهم بييجوا من زمان فمش محتاجين يفط”.

تجربة حلوة بس أفضل ماتروحهاش في عز الصيف علشان تعرف تلف وتاخد راحتك، والميزة كمان إنك تقدر تشتري وفي نفس الوقت تتفسح في شوارع بتحكي تاريخ مصر القديمة، ده غير إنك هتبقى خطوتين من شارع المعز والأزهر تقدر تتمشى فيهم وتاخد لفتك، ولو تعبت نادي على أي توكتوك من هناك. لو عايز تشوف أنواع قماش كل الأشكال والنقشات والألوان وبسعر معقول عليك وعلى الغورية، بس قبل ما تنزل، ألبس حاجة مريحة وأفطر فطارك المتين، ومافيش مانع لو حبيت تشتري من عند أي عطار البخور اللي هتشم ريحته وأنت داخل لإنه هيعجبك.

أخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: طب الأسنان في مصر القديمة.. برديات وصفت أمراض الفم وعلاجاتها…

تعليقات
Loading...