تغطية الجنازات في الإعلام: بين الواجب الصحفي وعدم المهنية

مش حاجة جديدة إن الصحافة والإعلام يقوموا بدورهم في تغطية الأحداث، سواء الأحداث السعيدة من مهرجانات وأفراح للمشاهير وحفلات وغيرها من الأحداث السياسية والفنية والثقافية، وكمان الأحداث الحزينة زيّ وفاة الشخصيات الكبيرة والمشهورة والفنانين، لكن الجديد اللي بقينا نشوفه هو عدم مهنية في تغطية أحداث لها احترامها زيّ تغطية الجنازات، وبطرق غير مباشرة بنشوف منصات إعلامية بتستغل أحداث زيّ دي علشان التريند والمشاهدات والشهرة، وممكن تنتهز حرمة الموت علشان تجيب كومنتات أكتر.

في حاجة زيّ الجنازات، مش المفروض تبقى بتقدم شئ معين وعارف كويس التعليقات عليه هتكون من نوعية إيه، وتقصد تقدمه للفئة اللي فعلًا هتسيب حدث كبير زيّ الموت وحرمته، وتمسك في مين لابس إيه، ومين بيتكلم ازاي، ومين بيبعد عن الكاميرات، ومين لون شعرها صبغته إيه ومين بيصلي بالجزمة.

ده غير نقطة تانية مهمة جدًا بتبيّن عدم مهنية؛ تغطية الأحداث له أصول مهنية قبل أي اعتبارات للسبق الصحفي أو التريند. ومراعاة مشاعر الناس في موقف زيّ المفروض يكون أهم من أي اعتبارات، لكن بنشوف زملاء كتير بيضربوا بكل ده عرض الحائط، وبنشوفهم بيتسابقوا في الجنازات وبيزاحموا أهل المتوفي وبيزاحموا حتى في طريق النعش للدفن.

ده غير اللي بيستغلوا فرصة وجود عدد من المشاهير أو الفنانين لتأدية واجب العزاء، ويزاحموا علشان يفوزوا بلقاء أو كلمة منهم، ولما يعترضوا ويرفضوا الحديث لوسائل الإعلام، يتهاجموا بتهمة “التناكة” أو التعالي، مش إنه بيحترم الحدث اللي هما فيه.

شوفنا الأمثلة دي كتير؛ أخرهم، واللي فتح الجدل مرة جديدة، كان عزاء وجنازة الفنان جورج الراسي، والطريقة اللي انتشرت بيها صور وفيديوهات من الجنازة لوالدته وهي مش عارفة توصل لمكان الدفن ولا عارفة تحصّل النعش من التزاحم والناس اللي ماسكين موبايلات وبيصوروا، حتى لو هما مش صحفيين، وناس كتير انتقدت التصرف ده.

“من لم يكن الموت له واعظًا فلا واعظ له” يعني دي حاجات بديهية.. مش السبق والتريند واللقاءات هتكون مبرر لانتهاك حرمة موقف زّي ده، ولا هتكون مبرر لاستغلاله.

هل ممكن يبقى المؤسسات الصحفية نفسها عليها لوم، وتكون دي مش بس تصرفات فردية من أشخاص في المهنة، ممكن يبقى الضغط على الصحفي علشان يجيب حدث وسبق يفيد المؤسسة يخليه يستغل موقف زيّ ده علشان يرضي توجهات المنصة نفسها؟ ولا المشكلة في رد فعل الناس على تغطية أحداث زيّ دي؟

أخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: ازاي الناس استقبلت رجوع شيرين عبدالوهاب؟