بعد حورية فرغلي.. هل قيمة الفنان عند الناس بتنتهي أول ما يختفي؟

“الجفاء الفني” شيء مش جديد، وللأسف فنانين وفنانات كتير عانوا منه واتكلموا فيه.. شوفنا نجوم كبار، أول ما يكبروا في السن، وأعمالهم الفنية تقل، بيتنسوا ومايتعزمش على مهرجانات وحفلات.. والكلام ده مش دلوقتي بس، ده من زمان، لدرجة إن كان في بعض الفنانين بيفلسوا خالص وبيتوفوا وهما مش لاقيين تمن العلاج.. وآخر حد اشتكى من الموضوع ده، هي الفنانة حورية فرغلي، اللي شاركت مع الناس معاناتها في آخر 3 سنين، وبدأت تحكي تفاصيل، أقل ما يقال عنها إنها قاسية ومصدمة.. هو للأسف دي طبيعية الحياة كلها مش بس في الوسط الفني.. ولكن لما تسمع التفاصيل من الشخص، وتحس من نبرة صوته بالألم والحزن، مابنقدرش نمنع نفسنا من التفكير.. هل قد كده الشخص مالهوش تمن عند الناس، لمجرد إن شهرته قلت ولو لوقت مؤقت؟ هل زيّ ما قالت حورية في تصريحاتها “الناس بقت وحشة كده؟”

حورية فرغلي كانت من أجمل وأنجح الفنانات في الوسط الفني، ورغم مشوارها الفني اللي مش كبير من ناحية عدد السنين، ولكن عدد الأعمال كان كبير وبيعرض قضايا مهمة وكمان قريبة من الناس، ولكن بعد الحادثة اللي حصلت لها، اتكسرت مناخيرها، والنتيجة إن بقالها 3 سنين فاقدة لحاسة الشم والتذوق، وبتقدر تتنفس من بوقها بس.. ده غير ثقتها في نفسها اللي اتهزت والوحدة اللي هي بتعاني منه، فالأزمة بقت صحية وكمان نفسية، وفي أزمة كبيرة زيّ دي، بدل ما تلاقي الكل بيدعمها معنويًا وبيسأل عليها، كل الناس اللي حواليها مشيوا، واللمة الكبيرة انفضت.. ده غير التنمر اللي كانت بتتعرض ليه في آخر مسلسلاتها لما بعض الناس كان بيسبها وبيتريق على شكلها، مطالبين إنها تعتزل لإن شكلها بقى مش ملائم بالنسبة ليهم.. وهنا في سؤال واحد بيطرح نفسه.. فين الإنسانية؟

مانقدرش ننكر إن الحياة بتلهي، وكل واحد مشغول بمسئولياته وبمشاكله، بس هل صعب للدرجة، إننا نرفع سماعة التليفون ونسأل على صديقة تعبانة ومحتاجة للدعم؟ لو فقدنا تعاطفنا مع الأشخاص القريبة مننا، هل هتكون مكاسب الشهرة دي ليها معنى أو قيمة؟ هل ده بقى المكسب الحقيقي اللي عينينا مابقتش شايفة غيره؟ عدد النجوم اللي سمعنا عنهم وهما بيقولوا إنهم في وحدة رهيبة وعزلة بعد ما بيتعرضوا لوعكات صحية تخليهم يضطروا للاعتزال أو حتى لما يقعدوا فترة من غير شغل، بقى عدد مخيف.. وللأسف إحنا مش بنستوعب خطورة تجاهل الناس اللي محتاجة لينا، غير لما بيفوت الأوان، زيّ ما حصل مؤخرًا لما توفى الممثل الشاب هيثم أحمد ذكي، وبدأ الكل يندم إنه لما كان بيظهر أحمد ويقول إنه بيعاني من الوحدة، محدش كان بيتحرك.. لحد ما توفى في بيته لوحده، فهل لازم يحصل كارثة أو يتوفى البعض علشان نبدأ نحس بأهمية الموضوع؟

تصريحات حورية مش مجرد “تريند” نتكلم عنه يومين وننساه، ولكن دي رسالة لينا كلنا، تخلينا نعيد حسابتنا من تاني.. مهما كانت الظروف والمشاغل، لازم نخصص وقت لأحبابنا وأصحابنا، اللي ممكن الكلمة الحلوة مننا تفرق كتير، وبتبقى كافية إنها تخفف وتداوي آلام الناس وقت الأزمات، لازم نعيد ترتيب أولوياتنا، وندرك إن قيمة الإنسان في شخصه مش في فلوسه أو شهرته، لإن مفيش حد يستاهل يعاني لوحده.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: “من شخصيتها الحقيقية للبنت الشعبية.. أدوار ماتتنسيش لحورية فرغلي.

تعليقات
Loading...