بالصوت والصورة.. النصب بالذكاء الاصطناعي يغير قواعد اللعبة
غيَر الذكاء الاصطناعي قواعد اللعبة في كثير من المجالات، واستخدامها لأغراض أخرى، مثل النصب والغش والابتزاز، كما أنها وسيلة متاحة بسهولة في أيدي الجميع.
فقديمًا وقبل ظهور الهواتف الذكية، كانت عمليات النصب الإلكترونية تتم عبر رسالة نصية تصلك على هاتفك من نوعية “لقينا آثار في البلد.. تعالى عشان تاخد نصيبك”، أو أحدهم يتصل وكأنه موظف ببنك أنت عميل لديه ويطلب منك بياناتك البنكية لاختراق حسابك وسرقتك، أما اليوم بالموضوع اختلف تمامًا، والنصب تحول لصوت وصورة.
أكبر عملية نصب بالذكاء الاصطناعي
ففي الصين، هناك قصة مثيرة لعملية نصب بالذكاء الاصطناعي، فيحكي رجل أعمال صيني يدعى “غوو” أنه تلقى فى أبريل الماضي مكالمة عبر الفيديو من شخص بدا شبيهاً شكلًا وصوتًا بأحد أقاربه لكن الشخص الذى كان يتحدث معه كان فى الواقع نصابًا، استخدم تقنية الذكاء الاصطناعى لتعديل ملامح وجهه “وادعى أنه صديق رجل الأعمال الصيني وقال له أنه بحاجة ماسة إلى مبلغ من المال ونجح فى إقناع “غوو” بتحويل 4.3 مليون يوان (نحو 614.89 ألف دولار) من الحساب المصرفى لشركته.
ويقول رجل الأعمال الصيني أنه أجرى مكاملة هاتفية لصديقة الحقيقي، وحينا وجده لا يعلم شيء عن المكالمة والأموال التي تم تحويلها، أدرك “غوو” أنه تعرض لعملية نصب إلكتروني، وقام بإبلاغ الشرطة.
الآثار السلبية للذكاء الاصطناعي
يقول الدكتور أحمد حنفي خبير أمن المعلومات لـ “سكوب إمباير”، أن مسألة النصب والابتزاز بالذكاء الاصطناعي ظاهرة سلبيه في هذا التطور المزهل، فلكل اكتشاف أو تطور مظاهر إيجابية وأخرى لسبية.
وحذر حنفي، مستخدمي الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي الهواتف الذكية، من هذا الأمر، والتعامل بحذر مع التطبيقات المختلفة لأنها قد تبدو أنها تقدم لك خدمة لكن بمجرد تحميلها على هاتفك تستطيع عمل مسح لكل بيانات الهاتف من صور وأرقام وغير ذلك.
وأوضح حنفي أن البرامج التي تتسلل لهاتفك تستطيع عمل أشياء ضارة متعددة، منها سرقة أموالك وفتح حسابات بطاقات ائتمان وحسابات بنكية باسمك، إجراء عمليات شراء نيابة عنك، إضافة أنفسهم أو اسم مستعار يتحكمون فيه كمستخدم مصرح له حتى يسهل استخدام رصيدك، الحصول على سلف نقدية، بيع معلوماتك لآخرين يستخدمونها لأغراض ضارة، حذف الملفات المهمة أو إتلافها على الكمبيوتر الخاص بك، الحصول على معلومات شخصية حساسة ومشاركتها، أو التهديد بها.
قدرة على تزييف الخط الفاصل بين الحقيقة والخيال
يشير الخبراء إلى أن الخطر الأبرز للذكاء الاصطناعي يتمثل في قدرة هذه التقنية على تزييف الخط الفاصل بين الحقيقة والخيال، وتزويد المجرمين بأدوات فعالة وغير مكلفة. واتضح هذا من تعدد عمليات احتيال هاتفية حديثة تستخدم أدوات النسخ الصوتي الستندة إلى الذكاء الاصطناعي والمتاحة بسهولة في الإنترنت
محاولات دولية لاحتواء هذه الظاهر
كان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أيد في يونيو الماضي، اقتراحًا قدمه بعض المديرين التنفيذيين في مجال الذكاء الاصطناعي بإنشاء هيئة رقابة دولية للذكاء الاصطناعي، مثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
كما أن مجلس الأمن الدولي عقد أول نقاش رسمي بشأن الذكاء الاصطناعي في نيويورك الأسبوع الماضي، ومن المقرر أن تدعو بريطانيا إلى حوار دولي حول تأثير الذكاء الاصطناعي على السلام والأمن في العالم.